متحورات «كورونا» رعب يجتاح العالم.. تاج الدين: الاستهانة والإهمال خطر

مصر تسابق الزمن لتوفير لقاح كورونا
مصر تسابق الزمن لتوفير لقاح كورونا

لم يلتقط العالم بعد أنفاسه من حالة الرعب التى يسببها فيروس كورونا منذ ظهوره فى مدينة ووهان الصينية نهاية عام 2019 وحتى الآن، ما إن تهدأ موجة ذعر إلا وتبدأ أخرى، وفى الوقت الذى يحلم فيه الجميع بالعودة إلى الحياة الطبيعية، تفاجئنا الأخبار بظهور متحور جديد من الفيروس فى بلد ما، يليه نسج القصص المرعبة حول قدرته على الفتك وسرعة الانتشار لتبدأ موجة ذعر أشد آخرها نتيجة لمتحورات كورونا الثمانية والتى انتشرت فى أكثر من 100 دولة حول العالم.

 

 لجنة الطوارئ فى منظمة الصحة العالمية حذرت مؤخرا من احتمال كبير لظهور وانتشار متحورات جديدة مثيرة للقلق من فيروس كورونا، ربّما تكون أشد خطورة وأكثر صعوبة فى احتوائها، من تلك التى أبلغت عنها المنظمة من جانبها لم تجد منظمة الصحة العالمية ما تطمئن به العالم حيث، أكدت أن فيروس كورونا عصى على السيطرة ومستمر فى التحوّر والظهور بأشكال جديدة يتطلب بعضها البدء من الصفر فى خطط المواجهة.

أستاذ الطب الوقائى: التحور متوقع.. والأهم أن يظل تحت السيطرة

كورونا  المتحور يسبب مضاعفات شديدة على جسم الإنسان

الجهاز المناعي


ويوضح د. محمد عوض تاج الدين ، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية ووزير الصحة الأسبق، أن اى تحور يحدث فى الفيروس لا يعنى تغير اسمه ولكن التحورات تطرأ على الفيروس نتاج تعامل الجهاز المناعى للإنسان معه مما يتسبب فى حدوث مقاومة من الطرفين وهذا يعنى حدوث تحور فى الفيروس.
وأشار إلى أن زيادة انتشار المتحورات فى العالم تشكل قلقًا يجب الاحتياط له والحذر منه، وأضاف أن الدولة تبذل جهدها وتتخذ إجراءات وقائية فى جميع المنافذ.


وقال إن مصر تسعى لتوفير أكبر قدر من لقاحات كورونا من مختلف المصادر، وأشار إلى أن بعض الدول لم تحصل على كمية كافية من الجرعات..وأكد أن الدولة لم تبخل بأى جهد أو تكلفة مادية فى سبيل الحصول على لقاحات كورونا، مؤكدًا أنها تحرص على صحة وأمان المواطنين.


ويحذر مستشار الرئيس للشئون الصحية من الاستهانة من تحورات فيروس كورونا والاهمال فى اتباع الاجراءات الاحترازية وعدم اتباع إجراءات السلامة الصحية وارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي
ويطالب المواطنين بضرورة التسجيل لتلقى اللقاح خاصة ان اللقاحات الموجودة تتعامل مع أساسيات الفيروس وتستطيع التعامل معه بشكل دائم وستساهم للحد من خطورة هذا الفيروس.

 

 

بحسب المركز الأمريكى لمكافحة الأمراض والوقاية منها فإن البداية من متحور ألفا والذى رصد لأول مرة فى المملكة المتحدة فى سبتمبر 2020 وبحلول ديسمبر 2020 ظهر فى الولايات المتحدة وانتشر فى 114 دولة على الأقل ؛ ويعد مسئولاً عن حوالى 95٪ من الإصابات الجديدة بكورونا فى المملكة المتحدة.. وفى الفترة ما بين 23 مايو و5 يونيو 2021 تسبب ألفا فى حوالى 60٪ من إجمالى الحالات.

بيتا
أما المتحور بيتا فقد اكتشف لأول مرة فى جنوب إفريقيا فى مايو 2020 وتم اعتباره مثيراً للقلق فى ديسمبر2020، وانتقل إلى 48 دولة على الأقل وفى 23 ولاية أمريكية ..ويحتوى على ثمانى طفرات متميزة يمكن أن تؤثر على كيفية غزو الفيروس للخلايا البشرية..ولعل أبرزها هى طفرات N501Y وK417N وE484K. تسمح طفرة N501Y، التى تظهر أيضًا فى متحور ألفا، لفيروس كورونا بالارتباط بشكل أكثر إحكامًا بمستقبلات ACE2.

جاما
اكتشف العلماء لأول مرة متحور جاما فى اليابان فى أوائل يناير 2020..ثم توصل الباحثون بالأدلة إلى أن المتغير جاما كان منتشرًا بالفعل فى البرازيل فى نوفمبر 2020..وظهر المتحور فى 74 دولة حول العالم..وتم اكتشافه لأول مرة فى الولايات المتحدة فى يناير 2021 وانتشر فى 30 ولاية أمريكية على الأقل

دلتا
ظهر لأول مرة فى الهند فى أكتوبر 2020 وصُنف على أنه متغير مثير للقلق فى مايو 2021، واكتشف المتحور سريع الانتشار فى أكثر من 100 دولة وسرعان ما أصبح السلالة المهيمنة حول العالم، فيما يمثل متغير دلتا أكثر من نصف إجمالى الحالات فى الولايات المتحدة منذ 6 يوليو 2021.

إيتا
رصد متحور إيتا فى المملكة المتحدة ونيجيريا فى ديسمبر 2020؛ كما أكدت منظمة الصحة العالمية إنه صنف على أنه متحور ذو أهمية فى 17 مارس 2021 ..انتشر بدءا من 9 يوليو فى 68 دولة حول العالم.

أيوتا
ظهر لأول مرة فى نوفمبر 2020 فى مدينة نيويورك وتم تحديده كمتغير مثير للاهتمام فى 24 مارس 2021، وتم اكتشاف متغير أيوتا فى 43 دولة على الأقل وجميع الولايات الأمريكية..ويمثل متغير أيوتا 6٪ من جميع عينات كوفيد-19 المتسلسلة فى الولايات المتحدة..وتقدر نسبة انتشاره بحوالى 2٪ من تسلسل فيروس كورونا حول العالم.

كابا
اكتشف لأول مرة فى الهند فى أكتوبر 2020 وتم تحديده كمتغير مثير للاهتمام فى 4 أبريل، وانتشر المتغير كابا فى ما لا يقل عن 52 دولة و31 ولاية أمريكية.

لامبادا
رصد متحور لامبادا لأول مرة فى بيرو فى أغسطس 2020..وفى 14 يونيو صنفته منظمة الصحة العالمية كمتغير عالمى مثير للاهتمام، وانتشر فى 29 دولة وبمستويات مرتفعة فى دول أمريكا الجنوبية على وجه الخصوص ، فى الأشهر الأخيرة تم اكتشاف متغير لامبادا فى 81٪ من حالات كوفيد-19 فى بيرو و31٪ من الحالات المماثلة فى تشيلي.. على الجانب الآخر ذكرت دراسة حديثة من مركز أبحاث الطب الحيوى بجامعة كاليفورنيا- لوس أنجلوس بالتعاون مع آخرين، أن مستويات الأجسام المضادة فى الدم لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، والتى لها المقدرة على اكتشاف المتغير دلتا، تقل فى المتوسط عن تلك الموجودة ضد المتغيرات السابقة، بينما أظهرت النتائج أن مستويات هذه الأجسام المضادة تكون أقل مع تقدم العمر وتنخفض بمرور الوقت.

 

«الأخبار» تحدثت مع الخبراء والمتخصصين لمعرفة خطورة هذه المتحورات وكيفية السيطرة والقضاء عليها .


أكد د. عبد اللطيف المر، أستاذ الطب الوقائي، أن التحورات أمر طبيعى وان ما يحدث من تحورات فى فيروس كورونا متوقع ولكن الاهم هو ان تظل هذه التحورات تحت السيطرة، وأوضح أنه هناك فرق بين التحور والطفرة فالأولى تحدث نتاج مقاومة الانسان خاصه ان الفيروس يتغذى ويشرب من الإصابة لجسد الانسان وفى حاله التحور لا يحدث تغيير فى طبيعة الفيروس وتظل كما هى اما فى حاله الطفره فإن الفيروس يتغير جذريا وتتغير طبيعتها وآليات هجومه.


وأشار الى انه فى الفترة السابقة مر فيروس كورونا باكثر من 5 آلاف تحور المؤثر فيها فقط هى: 5 تحورات هى ألفا و دلتا وجاما وبيتا ولكن على الرغم من قوه هذه التحورات إلا انها لم تغير فى تركيب الفيروس كما ذكرنا ولكن الاختلاف هنا فى سرعة الانتشار ففى دلتا مثلا الفيروس اكثر سرعه فى الانتشار من التحورات الأخرى.


ويشدد المر على ضرورة الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامة واتباع كافة الاجراءات الاحترازية والاهم من ذلك سرعة التسجيل فى اتخاذ اللقاحات حتى نستطيع حصار الفيروس بأسرع وقت.

شلل الأطفال


ويوضح د. حسام ماضي، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، أن أى كائن حى له كود جينى وتركيب ثابت لا يتغير فى صفاته وتركيباته الوراثية وكذا الامر مع الفيروسات مع اختلاف بسيط.


ويشير الى ان هذا الاختلاف هو التحور فهناك نوعان من الفيروسات أولها فيروسات غير قابل للتحور مثل مرض شلل الأطفال الثابت الذى مهما أصاب الانسان لا يتغير صفاته وتركيبه ومن هنا نجح المصل فى التعامل معه وهنا النوع الثانى القابل للتحور وهى امراض الجهاز التنفسى بأنواعها المختلفة كالإنفلونزا والكورونا.


ويضيف: كورونا فى الأصل واحد وعندما يصيب الانسان يتحور ويتغير تركيبه وبالتالى تظهر التحورات وهذا هو الحال فى فيروسات الجهاز التنفسي.


ويؤكد حلمى ان سرعة تلقى اللقاح هو الحل الأمثل فى هذا التوقيت، لأنه يساهم فى تخفيف الأعراض وتصبح طفيفة وبالاضافه الى تلقى اللقاح ان نلتزم بالالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي.

 

الصفات الثلاث


وتشير د. ايرين سعيد، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، إلى أن التحور والتغير فى الفيروسات امر طبيعى خاصه مع تواجده لفتره طويله وتعرضه لمقاومه المصاب فإنه يلجا للتحور والتغير بشكل طفيف حتى يستطيع الاستمرار والمقاومة.


وتوضح أنه لا يعنى تحور الفيروس ان صفاته الرئيسية وشكله وطرق العدوى تتغير بل ان هذه الصفات الثلاث تبقى كما هى لكن ما يتغير هو درجة مقاومة الفيروس وسرعة انتشاره مع العلم ان مشكلة متحورات كورونا الرئيسية هى سرعة الانتشار فى العدوي.


وترى ايرين ان الحل الرئيسى لحل مشكلة كورونا هى ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية بالاضافة الى التباعد الاجتماعى والأهم من ذلك الالتزام بالتغذية السليمة والطعام الصحى الذى يحتوى على الفيتامينات التى تكسب الجسم المناعة مع سرعة التسجيل لتلقى اللقاح الى أنه يحد أولا من خطورة الإصابة وثانيا يخفف من الأعراض التى تصيب المريض.