أساطير قصر «أنس الوجود» بأسوان.. بين ابنة الوزير والإلهة إيزيس‬

قصر أنس الوجود
قصر أنس الوجود

من أمتع رحلات «أسوان» رحلة في النيل تحت ضوء القمر، وتكون الرحلة بأحد المراكب الشراعية إلى جزيرة "فيلة" في قلب النيل، والتمتع بمنظر إشعاعات القمر وهي تنساب بين صخور الجزيرة لتعكس صورة قصر "أنس الوجود" الذي يتوسط الجزيرة فوق سطح مياه النيل.

اقرأ أيضاً | جزيرة «فيلة»..«حبيبة الإغريق».. و«أنس وجود» العرب

 

وهذا القصر ترددت حوله أساطير كثيرة، إنه يختفي في كل سنة تحت مياه الفيضان ثم تنحسر المياه ليظهر مرة أخرى فوق سطح الماء، وفي أسوان يحلو لكثيرين وخاصة "التراجمة" إطلاق اسم "قصر الأساطير" عليه.

والسبب هو محاولتهم تبرير الحكايات الغريبة التي يرونها للسائحين عن هذا القصر، وواحدة من هذه الأساطير التي وردت في مجلة "أخر ساعة" يوم 26 يونية 1963، تحكي كيف أن أمير اسمه "أنس الوجود" وهو الاسم الذي يحمله القصر، قد أحب يومًا ابنة كبير وزراء والده الملك.

وغضب الأب على ابنته وكانت على جانب كبير من الجمال وقرر أبعادها إلى مكان بعيد ولم يجد أمامه إلا هذه الجزيرة، فحملها إليها لتعيش سجينة وراء الجدران العالية التي تحيد بالقصر.

وتقول الأسطورة أن الأمير العاشق الولهان فوجيء باختفاء حبيبته فأخذ يفتش عنها في كل مكان ولم يعثر عليها فأخذ يجوب البلاد بحثا عنها ولم يكن يؤنسه في وحدته سوى الحيوانات التي كانت تصادفه في طريقه، فكان يقتسم معها طعامه وكان يعاملها برفق وحنان وطيبة قلب.

ووصل به المطاف إلى مكان في أسوان، وعلى الشاطيء الذي يطل على الجزيرة أخذ ينظر إلى أسوار القصر العالية ولم يكن يتصور أن محبوبته تختفي وراء هذه الأسوار، ولكن فجأة جاءه طير من ناحية القصر يقول له: لقد شاهدت بعيني الأميرة وهي تقف في النافذة.

ولم ينتظر الأمير وبادر بعبور النيل إلى شاطيء الجزيرة، وكانت مفاجأة أخرى في انتظاره وهي مئات التماسيح ترعى على شاطيء النيل، وكاد الأمير أن يعود أدراجه لولا حديثا دار بينه وبين أحد التماسيح، وأخذت الشفقة قلب التمساح فطلب إلى الأمير أن يركب فوق ظهره ثم سار به متجها إلى القصر.

والتقى الأمير بمحبوبته وكانت النهاية السعيدة للأسطورة التي تعجب كل من يسمعها ولكنها أسطورة خرافية من أولها لآخرها.

والحقيقة التي لا يعرفها كثيرون هي أن هذا القصر يرجع تاريخه إلى العصر اليوناني، وكان الكهنة يتخذونه مركزا دينيا لعبادة الآلهة إيزيس.

ويؤكد هذه الحقيقة اسم جزيرة "فيلة" نفسها فهو اسم يوناني قديم يعني باللغة اليونانية "مركز الكهنة".

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم