حقنة الأنسولين والساعات الأخيرة في حياة ماري منيب

ماري منيب
ماري منيب

ودعت حياتها فجأة ورحلت إلى عالم الطمأنية والسكون في هدوء وهي في كامل صحتها على فراشها في بيتها بشبرا.. لا يزال الحديث ممتدا عن الفنانة أمينة عبدالسلام التي يعرفها جمهورها باسم ماري منيب.

كانت ماري تقدم آخر أدوارها الفنية في مسرحية «خلف الحبايب» دون أن تعلم أن هذا هو آخر بطولة ستلعبها، وكعادتها طلت على جمهورها بابتسامتها المعهودة وهي على خشبة المسرح تؤدي، وبعد أن استدل الستار وودعت جمهورها.

 أخذها نجلها بديع في سيارة أجرة إلى منزلهم بشبرا، وتناولا العشاء معا ودخلت لحجرتها لتنام، وكالعادة فى الساعة السادسة صباحا دخل عليها بديع ليعطيها «حقنة الأنسولين» فاكتشف أنها «فارقت الحياة»، بحسب ما نشرته جريدة الأخبار في 1969.

وهكذا في هدوء وبلاء مقدمات ودعت ماري منيب جمهورها الذي أضحكته على المسرح والإذاعة والتليفزيون ليصدم كل من حضر مشاهدة مسرحيتها «خلف الحبايب» من هذا الخبر.

بدأت ماري منيب حياتها الفنية في «مدرسة الريحاني» وتعلمت منه أن تبذل كل طاقتها الفنية في أدوارها الصغيرة مثل الأدوار الكبيرة، وقدمت أكثر من 100 فيلم.

قال عنها الكاتب عبدالفتاح البارودي: «إنها كانت تؤدي بالضحك.. رسالة فنية». وكانت أول بطولة لها في مسرحية «إلا خمسة» حيث كانت نقطة تحول إلى البطولة المطلقة.

واستطاعت بإعجازها الفني أن تحول «الأدوار المكروهة» إلى أدوار محبوبة، فصنعت من دور الحماة والأرملة.. أدوار ضاحكة أحبها الجمهور فيها، بينما حياتها على المسرح كانت تختلف كليا عن دورها في الحياة .

فقد كانت أم رحيمة شديدة العطف.. وزوجة مثالية.. وحماة يتمثل فيها العطف والحب وروح الأم.. وكان لها أمنية واحدة في حياتها كانت ترددها أنها ترغب أن تموت وهي تعمل وهي في عز مجدها الفني وفي كامل صحتها.

واستجابت الأقدار لها وتحققت أمنيتها في الحياة فماتت في عز مجدها الفني وعز شبابها المسرحي وخرجت من المسرح إلى مثواها الأخير، واليوم تحيط بها قلوب الملايين الذين أحبوا فنها وبادلوها الحب والضحك والدموع.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم