ترشيد المياه «الفرض المنسي».. ما هي استراتيجية «الاستفادة القصوى» من الأمطار ؟

الأمطار ووالسيول.. مياه مهدرة تحتاج للترشيد
الأمطار ووالسيول.. مياه مهدرة تحتاج للترشيد

◄نــور الديـن:
 نصيب مصر من الأمطار يعادل حصتنا من مياه نهر النيل 
بناء مصايد وصيانة «مخرات السيول» لتعظيم الاستفادة منها 
◄شــراقــي:
التوسع في تجربة «مصايد البدو» ضرورة
البحيرات الصناعية الصغيرة حل مهم يمد الزراعة بالمياه

مع قدوم فصل الشتاء تتزايد فرص سقوط الأمطار على مصر، وعلى الرغم من كون مياه الأمطار والسيول ثروة طبيعية إلا إنها تهدر ولا يتم الاستفادة بقطرة واحدة منها على سبيل ترشيد المياه في ظل استمرار أزمة سد النهضة.


وبدلا من أن يتم تخزين مياه الأمطار والاستفادة منها بالشكل الأمثل، تتحول إلى عائق أمام المواطنين بتراكمها في الشوارع، وإغراقها لمنازل بعض المواطنين قاطني الدور الأرضي.


ناقشت «بوابة أخبار اليوم» الخبراء في كيفية الاستفادة من مياه الأمطار، واستراتيجية تحويلها إلى مياه نظيفة تصلح للاستخدام الآدمي لتحقيق أقصى استفادة من تلك الثروة المائية من الأمطار. 

 

كمية المياه 
في البداية، قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ موارد المياه بجامعة القاهرة، إن منظمة الأغذية والزراعة أو ما تعرف ب «الفاو» تقدر كمية مياه الأمطار والسيول التي تسقط على مصر بأنها تعادل حصتنا من مياه نهر النيل بحوالي 51 مليار متر/ كعب سنويا، لكن أغلبها تسقط على مناطق غير مأهولة بالسكان ومناطق صحراوية، فلا يتم الاستفادة منها إلا بقدر 1.3 مليار متر/مكعب التي تسقط على الدلتا، وتذهب أغلبها في ري الأراضي الزراعية. 

 

 

الزراعة المطرية
وأكد «نور الدين» في تصريحات لـ «بوابة أخبار اليوم»، أن باقي حصتنا من الأمطار والسيول تذهب إلى مناطق غرب الإسكندرية ومرسى مطروح والسلوم، موضحا أننا نعول على تطبيق مصر الزراعة المطرية في تلك المنطقة لضمان نجاحها طوال موسم الشتاء. 

وأوضح الخبير في ملف المياه أن مناطق جنوب ووسط سيناء والغردقة ومرسى علم تسقط عليها أمطار وسيول لكنها أيضا غير مستفاد منها، لافتا إلى أن مصايد الأمطار في هذه المناطق قليلة جدا بسبب عدم استفادة السكان منها. 

 

سيول الصعيد
وذكر أن خلال شهري سبتمبر وأكتوبر من كل عام تتعرض عدد من محافظات الصعيد من الجيزة إلى أسوان- جبال البر الغربي والشرقي-، إلى سيول، وهي موصولة بمخرات للسيول تصب في نهر النيل، وهذه نستفاد منها بقدر مليار متر/مكعب مياه، مشددا على ضرورة التوسع في عمل مصايد الأمطار للاستفادة بشكل كبير من هذا المورد.

 

2  مليون فدان 
وأشار إلى أنه في حالة حسن استهلاك مياه الأمطار ستقوم مصر بزراعة ما يقرب من 2 مليون فدان، مدللا على استغلال بدو سيناء مياه الأمطار في زراعات الصوب وغيرها من النباتات عن طريق مصايد أو «هرابات» وكذلك السدود الترابية التي تجمع مياه الأمطار إلى حين الاستفادة منها.

 

بحيرات صناعية 
ودلل أيضا على حديثه بوجود  «بحيرات صناعية» في رأس غارب، حيث تحفر بحيرات شبيهة بحمامات السباحة لتجميع المياه ومنع هروبها ومن ثم استخدامها فيما بعد في الزراعة، مشددا على ضرورة التوسع في الاستفادة من هذه التجربة وتعميمها.

 

الإهدار مرفوض
أما الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، فاعتبر أن مصر من أقل بلاد العالم التي تسقط عليها الأمطار، حيث تسقط أمطارا خفيفا ورغم ذلك لا يجوز إهدارها نهائيا. 

 

 

التين والزيتون
وكشف «شراقي» في تصريحات لـ «بوابة أخبار اليوم»، أن أغلب المناطق المطيرة في مصر هي الساحل الشمالي، وكذلك المدن الساحلية، مشددا على أهمية استغلالها في زراعة المحاصيل المطرية مثل أشجار التين والزيتون التي تتحمل نقص المياه وتعتمد بشكل كبير على مياه الأمطار .

 

تجربة البدو
وأكد على أهمية التوسع في تجربة «البدو» بتجميع المياه فيما يشبه «حُفر» خلال فصل الشتاء زمن ثم استخدامها خلال بقية شهور العام في ري الأراضي بدلا من المياه الجوفية. 

 

فيضانات فجائية
وأوضح أستاذ الري بجامعة القاهرة أن هناك كنز آخر وهو السيول، وهي بمثابة «فيضانات فجائية» لا يمكن توقعها، والتي يتوقع أن تكون في المناطق من حلايب وشلاتين حتى حلوان. 

 

سدود صغيرة 
ولفت إلى أن الاستفادة من مياه السيول في زراعة المحاصيل غير كثيفة المياه، مع بناء سدود صغيرة تحمي من السيول من ناحية، وتخزن المياه من ناحية ثانية، مع تطوير وتطهير مخرات السيول والتأكد من وصولها إلى الصب في البحار أو نهر النيل. 


وشدد «شراقي» في نهاية تصريحاته على اننا في احتياج كبير لكل قطرة مياه، لذلك لابد من الترشيد في أساليب حياتنا وكذلك الزراعة مع توفير مياه الأمطار والسيول لسد احتياجاتنا وتجنب أي أزمة مائية مستقبلا.