خبراء: لا تنطبق على كل السلع| حملات المقاطعة محتاجة «نفس طويل»

مقاطعة الأسماك بداية الشرارة
مقاطعة الأسماك بداية الشرارة

منذ أيام انطلقت حملات لمقاطعة شراء الدواجن واللحوم والأسماك في العديد من المحافظات كوسيلة للضغط على الأسواق والشركات لإجبارها على خفض الأسعار، وشهدت الحملات تفاعلاً كبيرًا بين جانب المواطنين، خاصة بعدما نجحت أولى تلك الحملات لمقاطعة الأسماك فى بورسعيد.. لكن هل ستكون هذه الحملات كافية لتحقيق أهدافها؟ «آخر ساعة» طرحت هذا السؤال على خبراء متخصصين، والإجابة فى السطور التالية:

الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، قال إن حملات المقاطعة التى أطلقها مواطنون في مختلف المحافظات خطوة جيدة على طريق خفض الأسعار، لكنها يمكن أن تنجح فى مجالات وقطاعات محدّدة وتفشل فى قطاعات أخرى، فعلى سبيل المثال نجاح حملات مقاطعة الأسماك في بورسعيد جاء بسبب عدم قدرة الصيادين على الاحتفاظ بالأسماك لفترات طويلة وتعرضها للتلف سريعًا، ما يجعل البيع بالسعر الزهيد أفضل من خسارة المكسب بالكامل، علما بأن البائع عندما يخفض السعر فلأنه يظل رابحًا بسبب أنه رفع الأسعار فى الفترة السابقة بنسبة مبالغ فيها.

◄ اقرأ أيضًا | طريقة عمل السلمون بدبس الرمان

◄ الدعم شرط النجاح
وأضاف: «إذا تم تطبيق هذه الحملات مع قطاع الدواجن واللحوم فقد يأتى الأمر بنتيجة عكسية، بسبب توافر إمكانيات ضخمة للشركات الكبرى التى تمتلك هذا القطاع بأن تحتفظ بالكميات الكبيرة من هذه المنتجات أو تقوم بتصنيعها وبيعها مجمدة وفى كل الأحوال هى تضمن المكسب، كما أنها قد تعاقب المواطن فيما بعد انتهاء حملات المقاطعة برفع السعر بنسبة أكبر لتحمل نفقات الحفظ والتخزين لفترات طويلة، خاصة أن المواطن المصرى «نفسه قصير ولا يستطيع الصمود طويًلا».

وأوضح: «يجب أن يكون هناك دعم من الدولة للمواطن لتحقيق الهدف الأساسى وهو ضبط الأسواق والقضاء على جشع التجار والأسعار المبالغ فيها خاصة بعد انخفاض سعر صرف الدولار، ويمكن تحقيق ذلك عبر استمرار الدولة فى إقامة معارض بيع السلع مثل (أهلا رمضان) طوال العام، خاصة أنها تحظى بإقبال كبير من المواطنين بسبب تخفيض الأسعار بنسبة تصل لـ25% على كثير من المنتجات، كما يمكن توافر أنواع اللحوم المستوردة التى توفرها وزارة التموين قبيل عيد الأضحى لتكون متاحة أيضًا طوال العام، والأمر ذاته بالنسبة إلى الدواجن ومختلف السلع الأخرى، وحملات المقاطعة لكى تنجح تحتاج لتوافر خطط بديلة أو «نفس طويل» يتخطى 6 أشهر ويصل لعام كامل».

◄ العرض والطلب
من جانبها، أكدت الدكتورة دعاء زيدان، خبيرة أسواق المال، أن المقاطعة هى الحل الذى يملكه المواطن للضغط على التاجر فى تقليل الطلب على منتجه مقابل توافر كميات كبيرة من المعروض، ما يؤثر سلبًا فى حركة البيع والشراء، بالتالى يساعد ذلك على خفض الأسعار، وينسحب ذلك على مختلف السلع بشرط الاستمرار فى هذه الحملات حتى تصل كل السلع لسعرها المناسب، لافتة إلى أن الصفقات الاقتصادية التى نفذتها الحكومة فى الفترة السابقة كان لها دور مهم فى خفض سعر صرف الدولار، بالتالى لا يوجد مبرر لزيادة الأسعار سوى طمع التجّار ورغبتهم فى تحقيق ربح مضاعف على حساب المواطن.

◄ خليك نباتي
وذهبت الدكتورة إيناس الدرديرى، رئيسة قسم الاقتصاد المنزلى بكلية التربية النوعية فى جامعة بنها، إلى ضرورة اتحاد المواطنين والاتفاق على المقاطعة ولو لمدة شهر واحد، إذ يمكن أن يعيش المواطنون بدون تناول البروتينات الحيوانية تماما وبدون أن يؤثر ذلك فى صحتهم، فالعديد من الأشخاص النباتيين يتمتعون بصحة جيدة ماداموا يحصلون على كل ما يحتاجه الجسم من فيتامينات ومعادن من مصادر طبيعية بشكل متوازن خلال اليوم.

وأضافت: يمكن الحصول على «أوميجا3» عند استخدام ملعقة من زيت بذر الكتان أو ما يعرف بالزيت الحار على أطباق الطعام يوميا كوضعه على طبق الفول فى وجبة الإفطار أو على طبق السلطة فى وجبة الغداء، أما البروتينات فيمكن الحصول عليها بشكل وفير من خلال البقوليات كاللوبيا والعدس والفاصوليا البيضاء، ومنتجات الألبان، وأبرزها الجبنة القريش التى تحتوى على نسبة بروتين تجعلها بديلا جيدا للحوم، أما الحديد فيمكن الحصول عليه من السبانخ والبنجر والعسل الأسود والباذنجان، ولا نغفل أهمية تناول الفواكه الطازجة خاصة الجوافة والموز لاحتوائهما على نسبة جيدة من البوتاسيوم والماغنسيوم والكالسيوم.

وأشارت إلى أن الأسواق مليئة بأنواع مختلفة من التسالى المفيدة كالفول السودانى والترمس والحمص الذى يحتوى كل منها على مجموعة من الفيتامينات المهمة الجسم، ولكن يفضل تناول كميات صغيرة من الفول السودانى حتى لا يتسبب فى زيادة وزن الجسم لما يحتويه من نسبة عالية من الدهون الطبيعية.