كوامل

إلى متى الاستمتاع بحقوق محدودى الدخل؟

أنا عاشق لأرضك يا مصر، ومحب لأهلك الطيبين البسطاء،ومن أجل هذا العشق وهذه المحبة؛فأنا أقيم فى مصر منذ أربعين عاما أو أكثر-ذهابا وإيابا-، ومثلنا يقول» من عاشر قوما.. أربعين يوما.. صار منهم»، فما بالكم بأربعين عاما، وعندما تزوجت من مصر، وأصبح لى بيت وأسرة فى قلب مصر، أخذت أفكر هل لى الحق أن آكل من الخبز والأرز المدعوم؟ وهو مخصص لفئة معينة، وهذه الفئة الدولة مسئولة عنهم، وبعد التفكير فى هذا السؤال أصبحت آتى بالأرز من بلدى حتى لا أشارك الفقراء فى المفترض لهم، واضعا بهذا إجابة عملية عن السؤال السابق، ولكن هل كل قادر يفعل هذا؟ أو سيفعل مثلما فعلت؟؟؟
لماذا أستخدم البنزين فى سيارتي؟ والحكومة تدفع الدعم فى كل لتر،أين المنظومة الالكترونية التى سمعنا عنها كثيرا لتريحنا نحن القادرين.
أنا أطالب أن يكون هناك سعر خاص للأجانب وأنا لا أعتبر نفسى أجنبيا لكننى أيضا لست مصريا.
قد أهاجم من كثير من غير المصريين ومن بعض المصريين القادرين!،وأقول بعض وليس كل؛ لأن كثيرًا من المصريين يحبون وطنهم.
قد أهاجم والناس تعانى من الغلاء الناتج عن ارتفاع سعر الدولار، وزيادة التضخم! ( ولكن لكل من هذين الموضوعين مقال خاص به إن شاء الله) ولكن أريحونى وأمثالى من ذنب أننا نأخذ ما ليس لنا.
فى كل دول العالم، عادة تكون الدولة مسئولة عن غير القادرين من المواطنين؛أما فى مصر فالوضع مختلف تماما!
ففى مصر الدولة مسئولة عن كل أهلها قادرين وغير قادرين ( من المهد إلى اللحد )!! ليس حبا فيهم وإنما............
وقلتها فى خطاب لى فى المؤتمر الاقتصادى الأول لأخبار اليوم :
إنه أكثر من ستين عاما، والحكام يرشون المواطنين، من جيوبهم ومن ديون تراكمت على أحفاد أحفاد أحفادكم.
وبشعارات براقة أوصلت التعليم بمجانيته إلى أن كل أسرة غير قادرة يكون بند الدروس الخصوصية بها هى أكبر بند فى ميزانيتها!
فماذا جنت مصر من مجانية التعليم؟؟ ( هذا مقال آخر )، لكنى أكتب اليوم عن استمتاعى بما خصص من الدولة،والذى من المفترض أنه يخص المحتاجين.
وهذا الموضوع يقودنى إلى أن أتساءل : ما هى مسئولية الدولة؟ الإسلام..على أيام النبى عليه الصلاة والسلام وهل كان الحكام يتوسعون فى سلطات الدولة حبا فى الشعوب ؟أم غير ذلك ؟ وبما أننى أتكلم دائما من منطلقات ثقافة اقتصادية إسلامية فما هى مسئولية الدولة فى ؟
هل كانت مسئوليته التعليم ؟ الجواب لا، والدليل أنه جعل تعليم سورة من القرآن مهرا للمرأة؛ والدليل أيضا أنه قال « اطلبوا العلم ولو فى الصين « ولم يقل نعلمكم ولو فى الصين، من هنا فالتعليم ليس من مسئولية الدولة، هل كانت الدولة فى عهده عليه الصلاة والسلام أو فى عهد خلفائه الراشدين رضى الله عنهم مسئوليتها توفير الدعم للجميع ؟ أم أنها تعطى الفقراء فقط من بيت المال؟.
عندما غلت الأسعار فى المدينة وطلبوا من النبى عليه الصلاة والسلام أن يسعر؛ فقال إن الله هو المسعر، أليس هذا أول مبدأ فى إرساء اقتصاد السوق الذى خرجنا منه فى الخمسينيات، ولم نجن من الشعارات إلا النتائج التى نعيشها الآن ونحاول أن نعود لاقتصاد السوق بحلول عرجاء؟؟!!
الدولة فى الإسلام ليست مسئولة إلا عن : الأمن الداخلى،والأمن الخارجى،والقضاء، والفقراء، وكل زيادة نشأت فى مسئوليات الدولة بعد ذلك كانت هدايا من الحكام للمحكومين من جيب المحكومين ليظلوا محكومين فأعان الله الحاكم الذى جاء ليحاول الإصلاح ولكن من أين يبدأ ؟
أعرف أن الرئيس السيسى اقترب من خط لم يجرؤ الرئيس السادات الذى اجتاز خط بارليف، لم يجرؤ أن يجتاز حاجز الدعم وتراجع وتغيرت سياسته فى انتفاضة العيش، والتى سميت «انتفاضة الحرامية».لم يتراجع عن اقتحام خط بارليف وتراجع عن اقتحام خط الدعم!ولكن الرئيس السيسى اقتحم هذا الخط،ولكن هل هناك من يعاونهلقد صارح الرئيس السيسى الناخبين قبل أن ينتخبوه أن المشاكل كثيرة والمعاناة شديدة، ومع ذلك انتخبوه ؛ لقد كان الرجل واضحا وانتخب بهذه الشروط ؛ فلماذا الآن لا نبذل كل الجهد للقيام بما وعد به الناخبين؟!
هو يبذل كل ما يستطيع لتنفيذ وعوده، وانتخاب الناخبين له لتنفيذ شروطه ؛فلماذا لا نعاونه؟!
أشك إن كان من الإعلاميين أو من التجار أو من القادرين من يريد أن يعاونه أما الذى يبذل ما يستطيع فهى الفئات غير القادرة. فيجب علينا جميعا أن نحب مصر بمعاونة الرئيس وبمعاونة الفئات غير القادرة والتنازل أو أقول إعادة الحقوق؛ لأن التنازل يكون عن شئ تملكه.
لقد استمتع القادرون بأشياء ليست من حقوقهم سنوات طوال فهل يكف كل قادر عن عدم أخذ ما لا يستحقه؟ وهل نفهم الشطارة بغير مفهومنا الآن ؟وهل تحب لأخيك ما تحبه لنفسك؟
لو طبق هذا الحديث على قائله أفضل صلاة وأزكى تسليم؛ لكان من المفاتيح المهمة للنهوض بمصر يا محبى مصر.