أنا والناس

الغلاء والأسعار والدعم

حكاية الغلاء والاسعار والدعم يعيش فيها العالم وانا أيضاً منذ نعومة أظافرى الصحفية وعندما كلفونى بذلك اشتد حرصى على ان أعرف كل شىء وتابعت هذه القضية على الطبيعة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وأقول على وجه  التحديد منذ عام ١٩٤٤ ووجدت صفحات الجرائد والمجلات المحلية والاجنبية تتصدرها  جميعاً العناوين الرئيسية حول الغلاء وما يجرى هنا وهناك والقلق الذى يسيطر على الناس من امريكا وأوروبا وأفريقيا والكل يسخط ويشكو  ويئن  وهذه القضية ايضا تسيطر على مصر بشكل خاص منذ ذلك الوقت وحتى الآن وكأنها لوغاريتمات لا يمكن حلها... وتابعت بكل دقة محاولات الحكومات  والاحزاب السياسية وغيرها  للقضاء على الغلاء والذى صار وهماً فى وهم ومنذ ثورة يوليو ١٩٥٢ وحتى الآن كانت  كل هموم الدولة  هى محاربة الغلاء وضبط الاسعار.
وبذلت محاولات  للتخفيف وكانت قضية الدعم الذى كان ممكناً وصالحاً للمستهلك فى سنوات الستينيات  وحتى منتصف الثمانينيات وللأسف الشديد أصبح اليوم وسيلة ورفاهية ولم تعد قضية.
وامتد الدعم  لكل شيء ويسخف الكثيرون على نصيبهم من الدعم بسلع مثل الوقود والخبز وبعض المواد التموينية وحضرت مؤتمراً خاصاً دعانى اليه الدكتور على مصيلحى عندما كان وزيراً للتضامن والتموين وحضرت مع ذوى العقول المفكرة فى الاسكندرية وعشنا عملاً متواصلاً ثلاثة أيام وانتهى الرأى الى ان الدعم النقدى هو خير وسيلة للاستقرار  وهذا الرأى مطروح  هذه  الايام فى كل الأماكن والمنظمات الاقتصادية وداخل البرلمان أيضاً.
ان الوقت قد حان ان نتعامل بصدق  مع هذه القضية ونحن نبنى مصر المستقبل وان نكون مخلصين لرعاية محدودى الدخل وليس بالكلام وحده ان الغالبية يرون ان المواطنين يفضلون الدعم النقدى.