مصر البشر

مين فنشي دا؟

•  لابد أن يكون ما يقدم في التليفزيون في القنوات أقرب إلي معلومات العامة وأن يقدم في القنوات  المتخصصة باقي البرامج •
التليفزيون أصبح كأنه يتحدي الناس.. إذا كان هناك مسلسل اسمه »هي ودافنشي»‬ فهو مسلسل للذين يعرفون »‬ليوناردو دافنشي» وقد سألتني ضيفة عندي عند إذاعة المسلسل »‬مين فنشي دا؟».. فإذا كان المؤلفون لا يهمهم الجمهور فلابد أن يكون التليفزيون أو »‬B»‬ يهمه جمهوره فلابد أن يعرض ما يفهمه سكان القري والجالسون علي المقاهي وعلي فكرة الضيفة التي سألتني خريجة معهد عالي وتعمل مدرسة أطفال وأنا لم أعقب عليها فليس كل من تعلم يعرف من هو »‬دافنشي» ولكن القائمين علي التليفزيون يأخذون المسلسل كده علي بعضه من بابه بالاسم والدراما وكله ولا يعرف المؤلف ولا المخرج ولا أصحاب التليفزيون أننا شعب بالملايين واحد في المائة منه فقط يعرف »‬ليوناردو دافنشي» أو حتي نصف في المائة.
لابد أن يكون ما يقدم في التليفزيون في القنوات أقرب إلي المعلومات العامة وأن يقدم في القنوات  المتخصصة باقي البرامج التي يتم عملها لمستوي أعلي من الجمهور العادي مثل ما يقدم في القناة الثانية.
وإذا كانت الدراما مهمة ـ وهي هكذا فعلا ـ فلدينا مئات بل آلاف القصص لمؤلفين مصريين وعرب يمكن تحويلها إلي دراما وتكون أقرب إلي وجدان الناس البسطاء الذين يأخذون المواضيع ـ كده علي بعضها ـ ولا يفصلون بين العنوان وبين أصل الدراما. وبمناسبة دافنشي فإن الفنانة العظيمة المبدعة ليلي علوي تقدم عملا فنيا شديد الروعة وكذلك الفنان خالد الصاوي يقدم دورا عظيما من أعظم أدواره.
أن ما يقدم في التليفزيون هو أعمال مشاركة في بناء وجدان المشاهد لهذا لابد من مراعاة نسيج العمل ومواءمته لكل المشاهدين وللأغلبية الحق في أن يقدم لها أغلب الأعمال وعلي الخاصة أن يتناولوا قنوات  أخري ولكن مراعاة الأغلبية في القنوات الرئيسية هام جدا حيث قال لي مرة شاب نصف متعلم أنا أغلق التليفزيون في وجه كثير من المسلسلات لأنني أجد نفسي مش فاهم حاجة.
هذا الرأي ربما يعبر ليس عن صاحبه فقط ولكن يعبر عن رأي الآخرين.
والتليفزيون هو زاد العقل والذهن في بلادنا حيث انحسرت القراءة وأصبحت لا تلح علي أحد وأن الناس أصبحت »‬تستسهل» وتشاهد التليفزيون واتعجب لماذا ابتعد التليفزيون واصحابه والذين يزودونهم بمواهبهم ابتعدوا عن المسلسلات الرائعة مثل ليالي الحلمية وغيرها مع ان »‬مصر ولادة» ولدينا مؤلفات كثيرة ولدينا أولاد موهوبون في تحويلها إلي مسلسلات كثيرة الوجدان وتعيد إلينا المواهب العظيمة في التمثيل والإخراج والتصوير. إنني مندهشة من الذي يحدث هل هو عصر بأكمله ينحاز إلي التفاهة في كل شيء اللهم خلصنا مما يحدث الآن.. وليس نحن فقط فقد شبعنا وجدانيا من الكثير ولكن نتمني لأولادنا أن يتمتعوا أيضا بما يثري وجدانهم.