قابلني الأطفال مهللين في مدخل المدرسة
ـ ماما نعم.. ماما نعم.. المحافظ عندنا
كانت فرحة الأطفال لا يتصورها المحافظ نفسه ولدنا اللواء كمال الدالي محافظ الجيزة.
كان حفل العام لمدارس مصر للغات وجلس منشئها دكتور مهندس اسماعيل عثمان في الصف الأول وبجانبه المحافظ وكان مقعدي بجانبهما وبجانبنا مديرة المدارس نجوي جمعة وبدأ حفل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.. كانت فقرات الحفل مبهرة وشديدة التميز سواء الأغاني أو التشكيلات الراقصة أو التمثيليات وكلها يقدمها أطفال أنصاف الملائكة ممن يعيشون سعداء لأن مشاكل الحياة وعقدها لم تصل إلي عقولهم الخضراء استطاع الصغار أن يقدموا فقرات بعثت السعادة والإعجاب في نفوس الحاضرين.. غنوا.. رقصوا قدموا تشكيلات رائعة.. مثلوا.. القوا كلمات.. قدموا كل ما يقدمه الأسوياء بل أكثر منهم والتحية والإعجاب والدعاء إلي الله بالمقدرة لكل من رعاهم وقدم لهم التدريبات والرعاية.. الجميل أن الأطفال لم يشعروا أنهم يقدمون شيئا يسعدنا دائما كانوا هم في منتهي السعادة وهم يقدمون هذه الفقرات الشديدة التميز والتي لا يستطيع أن يقدمها إلا محترف وفنان حتي النخاع، كانوا يعيشون الفقرات كأنها جزء من حياتهم لم يكونوا يشعرون أنهم يقدمون فقرات فنية لنا ولكن كانوا كأنهم يسعدون أنفسهم فقد كانوا في منتهي الاندماج والسعادة وهم يقدمون فقرات الحفل المتعددة ما بين رقص إيقاعي واستعراضات غنائية وتمثيليات وصور من الشارع المصري بكل ما فيه من سلوكيات جميلة وأنشطة مختلفة.. لقد أشعرنا الأطفال أننا في مصر فعلا سواء في القرية أو المدينة سواء في المسرح أو في جزء من الحياة.
لم يكن الصغار يتحركون بشكل مسرحي ولكن كانوا يتحركون بتلقائية منظمة علي نغمات موسيقية منتقاة بعناية.
تنوعت الصور التي قدموها واستطاعوا أن ينجحوا في نقل صور مختلفة من المجتمع المصري والشارع المصري بكل مقدرة.
الجديد في هؤلاء الصغار انهم كانوا يتحركون بتلقائية وليس كأنهم خاضعون لمخرج وهذه عبقرية الذين أخرجوا لهم العرض.
اعتذر عن ذكر الأسماء ويكفيهم إعجابنا جميعا بكل ما قدمه الأولاد.
وكعادة المهندس اسماعيل عثمان دمعت عيناه وهو يشاهد النجاح المبهر لهؤلاء الأحباء وكان كأنه فلاح زرع وحان وقت الحصاد فجلس سعيدا بما زرع.
واستطاع وجود ولدنا كمال الدالي محافظ الجيزة في الحفل أن يسعد الأطفال وقد سألت طفلا:
ـ يعني ايه محافظ؟
قال بسرعة ـ يعني بيحافظ علينا وجاء يزورنا ويشوف نجاحنا في المدرسة وفي الحفلة وأننا حفظنا علي مدرستنا ويكفي ولدنا محافظ الجيزة اللواء كمال الدالي كلمة هذا الصغير والذي أبدي مشاعره بوجود المحافظ وقد سألت طفلة أخري
ـ يعني إيه محافظ؟
قالت:
ـ يعني هو اللي بيحكم الجيزة ولا يترك فيها لصوص ويدفع الناس غرامة لو الشوارع مش نظيفة وكمان لما البياعين يغشوا يحبسهم. وتركت الصغار وأنا سعيدة بهم ودعوت لولدنا كمال الدالي محافظ الجيزة بالمقدرة علي وضوح الرؤية والمقدرة علي التغيير للأفضل وأدعو له ثانيا بالصحة والعافية لأن الجيزة عاوزة عافية ومقدرة.