مازال أئمة «بعض» المساجد يبثون أفكارهم المتطرفة في آذان وعقول الشباب، وإذا أردت التأكد من ذلك، فلتشاهد وتسمع أسئلة المتصلين بالشيوخ الأفاضل ضيوف أو أصحاب برامج دينية كثيرة علي الفضائيات المصرية، وكلهم «أطال الله في أعمارهم» مازالوا علي قيد الحياة يؤكدون مثل هذه التساؤلات ومنها: أن إمام مسجد قال للمصلين في معرض تفسيره لفاتحة الكتاب أن المغضوب عليهم والضالين «في نهاية السورة» هم اليهود والنصاري، وقد أفاض شيخنا الجليل د. علي جمعة في الشرح والتوضيح للمتسائل.. فكم من سمع من أمام مسجده هذا الكلام ولم يستوضح الأمر وبقي علي هذه الأفكار، ومتسائل آخر يستوضح زواج المسلم من الكتابية، بعد فتوي إمام مسجد آخر بتحريمه، وآخر عن تهنئة الأقباط بأعيادهم، ورابع يسأل عن صداقة أي كتابي وهل تجوز أم لا، وخامس يسأل عن المدير غير المسلم وهل له ولاية عليه أم لا؟
أسئلة كثيرة هي قنابل موقوتة يحملها المصريون بين جنباتهم، يبثها بعض أئمة المساجد، ثم يتركونهم بين الناس يعبثون بمقدراتهم، حتي وصلت الأفكار المسمومة إلي تعرية سيدة في شوارع المنيا وحرق المنازل تحت دعاوي كثيرة كلها غير أخلاقية ولا تمت للدين الإسلامي أو المسيحي بشيء.
ونعود لنقول للمرة الألف أن الخطاب الديني بدءا من الحضانة حتي الجامعة لابد أن يتغير، والثقافة الدينية بكل مؤسسات الدولة المسئولة عن الوعي والتنوير تحتاج إلي مجهود كبير ووقت أكبر.. المهم أن نبدأ، وأن نقتنع أننا بحاجة إلي كل جهد رجال الدين والعلم والثقافة والتنوير.
>>>
> رفع الرجل ذو اللحية الكثيفة تليفونه المحمول مبتهجا، وقال: هل رأيت الحرائق التي لا تنتهي؟ وهل شاهدت الكوارث التي تقع، ثم قطب جبينه بينما شاشة التليفزيون تعرض أكثر من ألف مشروع للإسكان والخدمات في كل محافظات مصر.
> رفعت الغطاء عن وجهه، رأته مبتسما، في وجهه نور.. قبل أن تطبع قبلة مبللة بدموع لا تستطيع إيقافها قالت: موعدنا الجنة، إنها أم الشهيد، وهاك مشهد يومي