للناس في استقبال شهر رمضان الكريم مذاهب، فمنهم من يرجو رحمة ربه ومنهم من يلهث خلف المكسرات والياميش ومنهم من يتهيأ لمشاهدة المسلسلات والفوازير، ولله في خلقه شئون، ورمضان من الأشهر الفضيلة في الإسلام ففيه أنزل القرآن وفيه تتنزل الرحمات علي العباد من رب الأرض والسموات، وهو من أيام الدهر التي بها نفحات أوصانا نبينا الكريم بالتعرض لها فقد قال صلي الله عليه وسلم «ألا إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها « ونفحات المولي يختص بها من يشاء من عباده قد يكون غنيا وقد يكون فقيرا، قد يكون أميا وقد يكون من العلماء، ومن العجائب التي صادفتني عامل فقير في مقهي.. بادرني بسؤال رغم معرفتي السطحية به قائلا : يا أخي قرأت آية عجيبة استوقفتني كثيرا وأكاد أكون أدركت سر عظمتها وهي قول المولي جل وعلا «إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور» انظر إلي المعني الجميل.. تجارة لن تبور ثم قال محدثي هذا القرآن كله أسرار، انصرف عامل المقهي وعدت إلي بيتي ورأسي مشغول بما حدث، هل هو تحذير من الله إلي عبده الظالم لنفسه أم هي رسالة إلي عبد فقير إلي رحمة ربه ليعود ويستوي علي الصراط المستقيم؟، وبت ليلتي مهموما تلومني نفسي علي ما قصرت في جنب الله واستعذت بربي الرءوف الرحيم من نفس تقول يوم الحساب «يا حسرتا علي ما فرطت في جنب الله».
وتذكرت قول المولي عز وجل» فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا» وقبل أن استغرق في نومي رحت أبحث عن تفسير الآية فوجدت قول علماء التفسير ومنهم ابن عباس - رضي الله تعالي ـ عنهما أن المعني أن من اتبع الهدي واستقام علي الحق فإنه لا يضل في الدنيا ولا يشقي في الآخرة ومن أعرض عن ذكر الله ولم يتبع الهدي فإن له معيشة ضنكاً، والله يبتليه بالمعيشة الضنك وهي ما يقع في قلبه من القلق والضيق والحرج ولو أوتي الدنيا كلها، لكن ربي الأرحم بعبده من الأم بولدها أنعم عليّ برؤيا صالحة ـ إن شاء الله ـ شرحت صدري وجعلتني أقول له مع المستغفرين يارب اغفر ما مضي وأصلح ما بقي بحرمة الأبرار يا عالم الأسرار.