هذا هو المقال الرابع لما يحدث في شبرا الخيمة من كوارث، تناولت في المقالات الثلاثة كوارث مافيا الأراضي ونهب الشركات العامة، وأراضي الأوقاف جهاراً نهاراً دون رادع، ولكن قد يبدو أن الأمل قائم، حيث اتصل بي المهندس ابراهيم محلب «رئيس لجنة استرداد الأراضي»، وكذلك مستشاره، وطلبا مني ملفا عاجلا حول ما كتبت، ولذلك حديث آخر في المقال القادم.
أما موضوع اليوم فيتلخص في أن شركة خاصة اسمها الشركة المصرية لتكرير البترول والمازوت، والتي أسست كإحدي شركات القلعة بهدف الاستحواذ علي الشركات العامة عام ٢٠٠٤م طبقا لما هو معلن في أوراقها، قامت بتمكين أهل السلطة والنافذين في المجتمع من السيطرة علي «٤» شركات عامة وتفكيكها واستغلال إمكانياتها ومواردها، من أجل عيون أصحاب شركة القلعة والشريك فيها شركة «هيرميس»، والتي يساهم فيها أسرة مبارك «جمال وعلاء»، بنسبة تقترب من ٢٠٪ «أي الخمس»، وهذه الشركات العامة التي تم البدء في تفكيكها منذ عام ٢٠٠٨م هي: القاهرة لتكرير البترول، ومصر للبترول، وبتروجاس، والجمعية التعاونية للبترول. وقد تمكنت الشركة الخاصة بما تمتلكه من نفوذ علي الحكومة منذ أيام الوزير سامح فهمي وحاشيته، من السيطرة علي الشركات الأربع بكل الطرق، وعلي قياداتها، وعلي النقابيين فيها، وكل من يعلو صوته معارضاً لوجود هذه الشركة يكون نصيبه الإغراء والرشوة أو الإبعاد والفصل بقرارات من رؤساء الشركات العامة بكل أسف. وقد حدث أن رفع بعض الأشخاص قضايا أمام محاكم القضاء الإداري ببنها وبمجلس الدولة، وبالقضاء العادي، فكان مصيرهم التنكيل بالنقل والجزاءات، وعرض الرشاوي التي قبلها البعض منهم وتنازلوا عن هذه القضايا وترك البعض منها ليشطب، ولدينا قائمة كاملة بهذه الدعاوي كما أن بلاغات النائب العام قدمت من مجموعة من هؤلاء وتعرضوا للضغوط والتهديدات، حتي تم حفظ هذه البلاغات، وفوجئت عندما قدمت بلاغا للنائب العام، بحفظ ما سبق، وترتب علي ذلك حفظ بلاغي بكل أسف!
والحقيقة تقال أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قد وضع منهاجا جديداً أصبح قيدا علي الحكومة وحدث هذا عند افتتاح شركة فوسفات دمياط، البديل لشركة أجريوم دمياط التي وقفت ضدها تحت قبة البرلمان حتي تم إلغاؤها، قال إنه لن يوافق علي شركة يمكن أن تسبب أضرارا بيئية أو أضرارا لصحة المواطنين. وهنا ونحن نرفع القبعة للرئيس في هذا المبدأ، ألفت نظر سيادته قبل وقوع الكارثة لما يحدث في هذه المنطقة وهذا المشروع من تلوث وفساد يصلان إلي حد الكارثة.
بهذه الشركة بخلاف أنها دمرت «٤» شركات عامة في أسوأ أنواع الخصخصة، وسيطرت علي أراضي هذه الشركات بعقود ايجارات رمزية اذعانية لمدة «٢٥» سنة! واستغلال جميع موارد هذه الشركات من كهرباء ومياه ومعامل وطرق وطاقة بشرية.. الخ، وكانت تقوم بسحب «٦٢٠م٣ مياه لكل ساعة» للتبريد من ترعة الإسماعيلية =١٢٥ ألف م٣ يوميا= و١٥٠ مليون لتر مياً= ٤.٦٥٠ مليار لتر شهريا» وبعد استخدام هذه المياه الهائلة، في التكرير الهيدروجيني للمازوت تصرف في ترعة الإسماعيلية علي هيئة كميات كبيرة من المخلفات العضوية السائلة بمعدل «١.٥ مليون جالون يوميا» وهي من أخطر الغازات السامة في الكون والتي ستقضي علي جميع الكائنات الحية بترعة الإسماعيلية وجميع الأراضي الزراعية حتي الإسماعيلية، ونتفاعل تلك المخلفات العضوية مع الكلور بمحطات مياه الشرب من منطقة مسطرد حتي الإسماعيلية ستؤدي إلي كارثة إنسانية لكل من يشرب من تلك المياه التي تؤدي لأمراض الموت المباشرة ونشر السرطان، فضلا عن أن الأحمال البيئية لا تحتمل وجود هذا المشروع ضمن أو داخل منطقة سكنية،حضاصاً في منطقة شبرا الخيمة التي تعد من أعلي مدن العالم في التلوث البيئي، ليجيء هذا المشروع ليضيف تلوثا سرطانيا فوق التلوث العالي للغاية، فتحدث الكارثة! هذا الاستخلاص من واقع أهم التقارير الصادرة من معهد الدراسات البيئية بجامعة عين شمس، أعده عدد من كبار العلماء، وهم: أ.د. أحمد العتيق، وأ.د هشام القصبي، وأ.د طه عبدالرازق سيعرضون علي سيادتكم معلومات جميعها خاطئ لإيهامك يا سيادة الرئيس بأهمية المشروع وإنجازاته وما يوفره من عمالة، كلها كاذبة وفندتها في استجواب تحت القبة «يناير ٢٠١٠م»، ادرجته في كتاب «مقاتل ضد الفساد» سلمت سيادتكم نسخة منه، ليمكن الرجوع إليه.
قالوا في البداية استثمارات بـ ٢.١ مليار دولار في عهد مبارك، وبعد الثورة أصبح الرقم ٣.٥ مليار دولار وفي عهد د. عصام شرف رئيس الحكومة ارتفعت إلي ٤.٥ مليار أيام الجنزوري وكذلك عهد عدلي منصور ومحلب تجاوز الـ ٥ مليارات دولار! وهو لا يوفر «٥٠٠» فرصة عمل فقط، وكل ما عدا ذلك معلومات كاذبة الأصل فيها تفكيك ٤ شركات عامة لصالح استحواذ شركة القلعة وهيرميس والتي يملكها أبناء مبارك، وعصابتهم من النافذين، فضلا عن نشر السرطان في المنطقة، إنني أطالب بنقل هذا المشروع إلي الصحراء مثل شركة ميدور وصاحبها حسين سالم خارج برج العرب، وإلا فالكارثة قادمة يا سيادة الرئيس، أشهد الشعب علي ذلك ولن نسكت مهما عرضوا من رشاوي!
وللحوار بقية..