بدون تردد

ثبات الموقف المصرى «١»

محمد بركات
محمد بركات

المتابعة للمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، فى ظل الأوضاع المشتعلة والمتفجرة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بصفة عامة، وفى قطاع غرة على وجه الخصوص، تشير بوضوح إلى القدر الكبير من الاهتزاز والخلل الذى أصاب المجتمع الدولى والضمير الإنسانى الجمعى حالياً ومنذ فترة ليست بالوجيزة.


ذلك للأسف أصبح واقعاً لابد من الاعتراف به ووضعه فى الاعتبار، فى ظل الموقف بالغ السلبية والعجز عن التحرك الايجابى والفاعل للمجتمع الدولى، لوقف العدوان الإسرائيلى اللاإنسانى ضد شعبنا الفلسطينى فى غزة،...، وما أدى إليه هذا الموقف من استمرار قوات العدوان والاحتلال الإسرائيلى، فى ارتكاب المزيد من جرائم القتل والدمار والإبادة ضد أهالى القطاع.


وقد أصبح ذلك فجاً وفاضحاً بعد الموقف الأمريكى بالغ الانحياز للعدوان، من خلال الدعم المعنوى والمادى غير المحدود لإسرائيل، رغم الكم الكبير من التصريحات الكلامية التى ليس لها مردود أو انعكاس على أرض الواقع على الإطلاق، فى ظل استمرار العدوان والقتل والدمار، واستمرار إسرائيل فى مخططها الرامى إلى إبادة الشعب الفلسطينى، رغم كل الكلمات الجوفاء والتصريحات الفارغة من الجانب الأمريكى.


وقد أدى ذلك كله إلى العجز الكامل للمجتمع الدولى عن وقف العدوان والعجز عن توقف المجازر الإسرائيلية ضد الأطفال والنساء والشيوخ فى غزة، وذلك نتيجة الرفض الأمريكى الدائم لإصدار قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار،...، بل على العكس من ذلك الاستمرار فى مد إسرائيل بكل ما تحتاجه من سلاح وأموال للاستمرار فى الحرب وارتكاب المذابح وممارسة حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى.


وعلى الرغم من ذلك ورغماً عن هذا العجز الفاضح فى الموقف الدولى، والانحياز الكامل والمخزى للموقف الأمريكى، بقى الموقف المصرى ثابتاً فى دعمه ومساندته للشعب الفلسطينى، وظل مدافعاً قوياً عن حقوق الشعب الفلسطينى الثابتة، فى دولته المستقلة على أراضيه المحتلة فى الضفة وغزة عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس العربية.


والواقع أن الموقف المصرى الثابت والمعلن والراسخ، هو فى حقيقته تعبير صادق عن الرؤية المصرية، بوصفها حقيقة مؤكدة تؤمن بها مصر بالنسبة للقضية الفلسطينية بصفة خاصة وبالنسبة للصراع العربى الإسرائيلى على وجه الشمول.


وهذه الرؤية هى الحقيقة المؤكدة التى تؤمن بها مصر، انطلاقاً من موقفها الشامل ورؤيتها الاستراتيجية للسلام فى المنطقة، وإدراكها الواعى بأنه لا يمكن تحقيق السلام فى المنطقة، إلا بالتسوية الشاملة والعادلة والدائمة للقضية الفلسطينية، تقوم فى أساسها على حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس العربية.

(وللحديث بقية)