القرملاوي: الصدق والحرية أهم ما منحتني الكتابة

الروائي أحمد القرملاوي
الروائي أحمد القرملاوي

 كتب: سامح فايز 

عرفت الروائي أحمد القرملاوي قبل عقد كامل، حينها كان يخطو أولى خطواته في دنيا الكتابة.

وكنت شاهدًا على خطواته الجادة فى الكتابة عملاً تلو الآخر حتى صار يملك فى خزانته العديد من الأعمال الروائية المهمة، والتي حظيت بأشهر الجوائز، أبرزها فوز روايته «نداء أخير للركاب» بجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب كأفضل رواية عام 2019.

رحلة تحمل الكثير من الخبرات، ولديها الأدوات التى يحتاج إليها كل كاتب ما يزال فى مقتبل تجربته الإبداعية.

يرى القرملاوي أن الكتابة ليست وظيفة: «من وجهة نظرى وتجربتى، ولا أملك صورة عامة لكل تجارب الكتاب، لكن فى تصوري هناك أنواع من الكتابة ممكن اكتسابها مع التجربة، أو الخبرة، مثل الكتابة الصحفية، أو كتابة السيناريو، أو تحضير البرامج. لكن فيما يتعلق بالكتابة الروائية قطعًا مسألة يصعب اكتسابها».. يضيف القرملاوى فى مقابلة مع «أخبار اليوم»: «الكتابة الحقَّة ليست استعراضًا للمهارات، ليست نقودًا تشترى فقاعة شهرة، ولا أداةً لاصطياد شعورٍ زائفٍ بالأهمية. هي هاجسٌ لا يمكنكَ الإفلات منه، لا فكاك من سطوته إذا ما استأثر بك. هى وقتٌ مُستقطعٌ من حياةٍ متوهَّمة يمنحكَ الصدق والحرية. هذا أهم ما منحتنى الكتابة؛ الصدق والحرية». 

يستطرد القرملاوى: «هى ليست مهنة لكنها شكل من أشكال التعبير الفنى، مثل الفن التشكيلى، والشعر. وليس لها شكل وظيفى، مثل العمارة الداخلية مثلا. لكنها عمل إبداعى مرتبط بالخيال والتعبير الفنى».

حديث القرملاوى يوضح أن الاستعداد الفطرى للإنتاج الفنى والخيال وما شابه لا شك أنه الجزء الأساسى الذى يبنى عليه الكاتب تجربته، وأن يكون لديه موهبة. لكن أى فن يحتاج إلى امتلاك الأدوات التى تساعدك على انتاج ذلك الفن.

يوضح القرملاوى: مثل النحت، يجب أن تتعلم كيفية الإمساك بالإزميل مثلا، فالخيال موجود لكن خروج شكل معين من الخيال يحتاج إلى تعلم تقنية والتدريب على مهارة. هكذا الفن التشكيلى أيضًا، وتعلم كيفية استخدام الأدوات المستخدمة فى صنع لوحة فنية!

يستكمل القرملاوى: الورش الأدبية مثلاً تطور الإمكانيات وتجعلك تملك الأدوات وتكسبك قدرة أكبر على سرعة التعلم واتساع الرؤية. ومن خلال الورشة ستعرف كتاباً جدداً وستتعلم أدوات جديدة وأفكاراً جديدة وتتعلم كيفية مراجعة عملك والقدرة على تطويره أيضاً!».

فى النهاية يضع القرملاوى القاعدة الأهم: قد تمنحك الكتابة فوق ما تنتظر، هذا مؤكد، ولكنها لن تفعل ذلك- فى الغالب- إلا لمن يمنحها كل ما تطلب؛ روحَهُ كاملة، وحياتَهُ مجتمعة. لن ترضى الكتابة بمن يزيِّفها، بمن يزيِّنها أو يدَّعيها، بمن يستلهم أفكارها من خارجه، أو يصنع عوالمها محاكاةً أو تقليدًا. لن ترضى بأنصاف الموهوبين، ولا أشباه المتميزين، فهى ترى نفسها أعلى شأنًا من جميع هؤلاء، ولا يمكن أن تمنح نفسها سهلةً لمن لا يستحقها».