بسم الله

عملية غير محسوبة «1»

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

احتلت إسرائيل رفح الفلسطينية. وأعلن الجيش الإسرائيلى بداية تنفيذ المرحلة الأولى من عملية رفح، ونفذت توغل قواتها البرية شرق رفح، بناء على قرار مجلس الحرب بإجماع الأعضاء على مواصلة العمل العسكرى للضغط على حمــاس. للأسف الأمور تتجه لتصعيد سيئ. قام جيش الاحتلال الإسرائيلى بإجلاء سكان شرق رفح إلى مدينة المواصى الواقعة فى الجنوب الغربى لقطاع غزة، والتى تبعد عن الحدود المصرية حوالى 4 كيلومترات. ثم قام بعمليات ضرب وقصف جوى ومدفعى عنيف على شرق رفح حتى يتم إجلاء السكان قسرياً مع توغل بالدبابات.

هذا ما كنا نخشاه بعد عملية طوفان الأقصى التى يقدر الخبراء العسكريون والسياسيون أنها لم تكن محسوبة بدقة. وكانت نتيجتها تدمير قطاع غزة بالكامل. تدمير طال المربعات السكنية والمستشفيات والمبانى والمرافق الحيوية. والأهم من كل ذلك سقوط ضحايا مدنيين يصل إلى 40 ألفاً أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ من أهلنا بغزة، وأكثر من ٧٠ ألف مصاب وجريح بتقديرات منظمات الإغاثة الدولية. يضاف إلى هذا عمليات التهجير القسرى التى مارستها إسرائيل على الفلسطينيين خارج أرضهم. وأعتقد لو أن عملية طوفان الأقصى كانت مدروسة جيدا ما كانت هذه النتائج التى أعادت القضية الفلسطينية إلى المربع صفر. حتى أننا لم نستغل التعاطف الدولى للضغط على إسرائيل وأمريكا لحل القضية، وإقامة دولة فلسطين على حدود ما قبل 5 يونيه 1967 بحسب قرارات الأمم المتحدة. يضاف إلى هذه الانتكاسة ما يحدث من صراع وفرقة بين الفصائل الفلسطينية، التى لم تتفق على كلمة واحدة حتى الآن، ولم تتوحد تحت راية فلسطين!.

لا ينكر أحد ما قامت به مصر من دعم لفلسطين. وأرى أن مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسى لحل القضية الفلسطينية رائدة ومشرفة لكل مصرى وعربى. بدأها بمبادرة للسلام، ولم يدخر جهدا لتقريب وجهات نظر الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى. وكلف الخارجية والمخابرات العامة بالسير فى اتجاه المفاوضات بين الطرفين. ولم يدخر جهداً لحل القضية. وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية.

دعاء: اللهم إنا نعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.