«إلى أرض مجهولة».. حكايات عن المنفى واللجوء

مأساة الشعب الفلسطينى حاضرة فى مهرجان «كان» السينمائى

لقطة من الفيلم الفلسطينى «إلى أرض مجهولة»
لقطة من الفيلم الفلسطينى «إلى أرض مجهولة»

فى مهرجان «كان» السينمائى السابع والسبعين والذى يقام فى الفترة من الثلاثاء ١٤ إلى ٢٥ مايو ٢٠٢٤، سيكون هناك حضور خاص لمأساة الشعب الفلسطينى وهموم اللاجئين منذ نكبة ١٩٤٨، والتى نعيش فصولها الجديدة الآن بعد حرب الإبادة التى يشنها الإحتلال على غزة منذ ٢١٤ يوما أمام مرأى ومسمع العالم..

وذلك من خلال فيلم «إلى أرض مجهولة» للمخرج الفلسطينى الدنماركى مهدى فليفل، وينافس فى «مسابقة أسبوعى مخرجين» وهى إحدى المسابقات الموازية فى المهرجان.

ليكن أول فيلم فلسطينى يشارك فى هذه المسابقة، وهو أيضا الروائى الطويل الأول للمخرج مهدى فليفل الذى يعد من أهم المخرجين الفلسطينيين، أفلامه التسجيلية أو القصيرة كلها تدور حول هموم اللاجئين الفلسطينيين منذ النكبة، وقد أسّس شركة للإنتاج بإسم «نكبة فيلم وركس»، وهى أحد المشاركين فى إنتاج هذا الفيلم الحاصل أيضا على دعم من مؤسسة البحر الأحمر.

معظم أفلام فليفل حازت على إعجاب وتقدير المهرجانات الدولية المختلفة،وبعضها فاز بجوائز مرموقة منها فيلم «عالم ليس لنا» الذى عرض فى تورونتو وعدد كبير من المهرجانات، و«عودة رجل» الفائز بالدب الفضى فى برلين ٢٠١٦، وشارك فى مهرجان «كان» فى المسابقة الرسمية ٢٠١٧ بفيلمه القصير «رجل يغرق»، وهذا العام يعود ليشارك بـ «إلى أرض مجهولة».

يتناول فيه الواقع المرير لحياة اللاجئين فى مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان، وذلك من خلال الصديقين فاتح وشاتيلا اللذين يهربان إلى اليونان، لكن تواجههما متاعب عديدة كمهاجرين غير شرعيين، ويفقدان أموالهما التى إدخراها من أجل الحياة فى المهجر بعدما يتعرضان لخدعة، ويخوضان مواقف وصراعات لاستعادة المال.

ويؤثر هذا على علاقتهما، خاصة عندما يصبح شاتيلا فى موقف صعب يجبره على الاختيار بين حريته وصداقته بفاتح. يلقى الفيلم الضوء بشكل رمزى على الواقع فى مخيمات الفلسطينيين اللاجئين بلبنان والتى أحدثت شرخا فى العلاقات بين اللبنانيين والفلسطينيين، أدى إلى حياة لا تختلف كثيرا عن المعتقلات، فالوضع فى «عين الحلوة» هو الأسوأ بين المخيمات الأخرى أو أى حياة للفلسطينى فى الشتات، وقد تأثر مهدى فليفل كثيرا بنشأته فى عين الحلوة المخيم الذى تم تهجير عائلته إليه بعد النكبة، حيث ولد وعاش طفولته قبل أن تهاجر أسرته إلى الدنمارك التى يعيش فيها الآن..

وتلقى حياته وذكرياته ظلالها على كل أفلامه. فلسطين الحاضرة فى القلب ستكون حاضرة أيضا من خلال خيمة فى «كان» تحمل اسم فلسطين- وفقا لما أعلنه المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى - لعرض أفلام قصيرة تم إنتاجها ضمن مشروع «من المسافة صفر» الذى أطلقه المخرج منذ بضعة أسابيع.

وأعتقد أن مهرجان «كان» سيكون فرصة للتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين وربما يكون هناك وقفات وتظاهرات عديدة أثناء انعقاد المهرجان وهو ما حدث فى كل المهرجانات الكبرى تقريبا.