صعدت إسرائيل من مواقفها الرامية إلى تنفيذ خطتها في مدينة رفح الفلسطينية، وهو الأمر الذي دفع مصر للقيام بجهود حثيثة من أجل وقف الحرب، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، الذي عانى جراء القصف والتشريد على مدار سبعة أشهر ماضية، وهو ما أحدث نتائج إيجابية أسعدت الشعب الفلسطيني، وهي الجهود التي وصفها اللواء أحمد العوضي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، بأنها تهدف إلى رفض تصفية القضية الفلسطينية و تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من أرضهم، وإنهاء المعاناة التي يعيشها سكان القطاع.
وفي حواره مع بوابة أخبار اليوم، أكد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن سعى الاحتلال لتنفيذ تلك الخطة المزعومة تضرب كل المواثيق الدولية، مشددا على أن مصر ستتخذ كافة إجراءاتها التصعيدية اللازمة حال الاقتراب من الأمن القومي المصري وتهديد أمن واستقرار الشعب المصري.. وإلى نص الحوار
في البداية.. ما تعليقك على خطة إسرائيل لاقتحام مدينة رفح الفلسطينية.
اجتياح رفح يعرقل كافة المفاوضات التي تتدخل فيها مصر لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى بين الطرفين لتهدئة الوضع في فلسطين، ويجب معاقبة إسرائيل على عدم التزامها بقرارات مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار، فسياسة العقاب الجماعي التي ينفذها الاحتلال لم تقتصر على القطاع وإنما امتدت أيضا إلى الضفة الغربية التي شهدت مؤخرا عمليات قتل وتدمير وعنف على مدار الأسابيع الماضية ولا يقل فجاجة وخطورة عما تشهده غزة، مما ينذر بتفاقم الأوضاع في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ما التعامل المصري المنتظر من وجهة نظرك مع أي محاولات لتهديد أمنها القومي؟
الدولة المصرية ستتخذ كافة إجراءاتها التصعيدية اللازمة حال الاقتراب من الأمن القومي المصري وتهديد أمن واستقرار الشعب المصري، ورسائل الرئيس كانت قوية بأن جيش مصر القوى سيظل الدرع والسيف والحامي لأرض الوطن، وعدم التفريط في شبر في سيناء الحبيبة، والمصريين خلف قيادتهم السياسية في كافة الإجراءات اللازمة لحماية أمن مصر القومي
الدور المصري منذ بداية الأزمة في غزة حتى الآن كان حكيمًا من وجهة نظر الكثيرين.. كيف تراه؟
استطاعت مصر أن تسلط الضوء على مأساة الشعب الفلسطيني وما يعانيه من ويلات العدوان الإسرائيلي، بل وعملت على دفع تفعيل عملية السلام في الِشرق الأوسط للشروع فى تسوية عاجلة وشاملة للصراع الممتد لعقود، وذلك وفق مبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت عام 2002، ومساعيها لوصول المساعدات الإنسانية والإغاثية الشاملة للشعب الفلسطيني، والتي تم الاتفاق عليها أن تكون بإشراف الأمم المتحدة
إسرائيل ارتكبت جرائم كثيرة خلال أشهر الحرب.. هل يمكن أن تفلت من العقاب؟
لابد من تحقيق دولي في كل ما يحدث من جرائم ترتكب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين الأبرياء، وهناك لوبي صهيوني يسعى لكتم الأصوات التي تحاول انتقاد المجازر الإسرائيلية، عبر التحريض أو توجيه الاتهامات التي تفتقر للحد الأدنى من الصدق والموضوعية.
ما الخطوات التي يمكن أن تكون حلًا لتحقيق الاستقرار من وجهة نظرك؟
من الضروري وجود اعتراف دولي بحق الفلسطينيين في العيش داخل حدود دولتهم المستقلة، لذلك أصبح لا مفر من تنفيذ حل الدولتين ، وإعلان دولة فلسطين المستقلة علي حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية، فهو الطريق الوحيد الآن لاستقرار الشرق الأوسط والعالم.
كيف ترى تعامل مصر مع الأزمة على الحدود والأوضاع في غزة؟
حدودنا خط أحمر.. وفي ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، من المهم عندما تمتلك القوة والقدرة يجب أن تستخدمها بتعقل ورشد وحكمة فلا تطغى ولا يكون عندك أوهام بقوتك، لكي تدافع عن نفسك وتحمي بلدك وتتعامل مع الظروف بعقل ورشد وأيضا بصبر، ولا تدع الغضب والحماس يجعلك تفكر بشكل تتجاوز فيه.
لولا الموقف المصري لكانت خطة التهجير الإسرائيلية قيد التنفيذ.. ما تفسير موقف القيادة السياسية؟
مصر دفعت ثمنا باهظا من أجل استرداد سيناء وبادرت بنفسها للسلام، وموقفها حمل رسالة واضحة بأن حل القضية الفلسطينية ليس في التهجير، الذي يعد إنهاء لحكم الدولة الفلسطينية المستقلة وضياع الحلم الفلسطيني على مدار عام 75 عام مضى، وإنما بالعدل وإحياء عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس قرارات الشرعية الدولية،
كرئيس لجنة الدفاع والأمن القومي.. ما المطالب التي نحتاجها لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني؟
الرئيس السيسي شدد على أهمية التعامل مع كافة الأزمات بعقل وصبر من أجل تحقيق كل الأشياء الممكنة من غير وقوع أي تجاوزات في استخدام القوة أو القدرات، وهذا هو السبب في الدور الإيجابي الذي تلعبه مصر.
