شىء من الأمل

السيئ والأسوأ!

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

الفارق بين موقف الديمقراطيين والجمهوريين فى أمريكا تجاه المظاهرات الجامعية المؤيدةَ للفلسطينيين هو الفارق  بين السيئ والأسوأ  .. فإن موقف الديمقراطيين عبر عنه مبكرا الرئيس بايدن حينما أكد أنه مع حرية الرأى والتعبير ولكنه فى ذات الوقت ضد معاداة السامية التى اعتبر تلك المظاهرات أحد مظاهرها لدعوة المتظاهرين وقف الحرب الوحشية ضد أهل غزة .. أما الجمهوريين فقد عبر عن موقفهم تجاه هذه المظاهرات الرئيس السابق ترامب حينما هاجم  الطلاب المتظاهرين واتهمهم بمعاداة السامية واتهم الشرطة الأمريكية بعدم الحزم والتهاون فى التصدى لهم وفض مظاهراتهم واعتصاماتهم وبالقوة وهو ما شجع على انتشارها ! 

وهكذا يجمع ما بين الموقفين الديمقراطى والجمهوري الدعم الكامل لإسرائيل والإنكار التام للعدوان الإسرائيلى الوحشى على الفلسطينيين .. وقد ترجم الكونجرس الأمريكى ذلك التوافق فى إقرار حزمة المساعدات الجديدة الضخمة لإسرائيل، ثم إقرار توسيع جريمة معاداة  السامية لتمكين الشرطة الأمريكية من فض مظاهرات واعتصامات طلاب الجامعات المؤيدةَ  للحقوق الفلسطيننة المشروعة بالقوة، مع الادعاء بأنهم مع حرية الرأى والتعبير!  

وهذا يفسر لنا لماذا يصر نتانياهو وحكومته حتى الآن على اقتحام رفح الفلسطينية سواء تم التوصل إلى هدنة أو لم يتم التوصل لها رغم التحفظات والتخوفات الامريكية من عواقب هذا الاقتحام .. فهو لا يواجه برفض أمريكى صارم وإنما يواجه برجاء أمريكى بأن تتم عملية رفح دون أن تسبب متاعب داخلية وإقليمية للإدارة الأمريكية، وترى أن ذلك يمكن أن يتحقق بالاقتحام غير الشامل لرفح وتحديدا باقتحامات محددة ومحدودة غير واسعة تستهدف كوادر وقيادات حماس للنيل منها دون استهداف أعداد كبيرة من المدنيين، كما حدث فى بقية أراضى القطاع، الذى خلف عشرات الآلاف من الضحايا، شهداء وجرحى! 

إن الديمقراطيين والجمهوريين لا يختلفون على دعم إسرائيل وعلى حمايتها دوليا وعلى منحها الفرصة لاستمرار حربها الوحشية ضد أهل غزة برفض الوقف الدائم للحرب  .. بل هم متفقون على هذا كله ويختلفون فقط على كيفية ممارسة ذلك، وهل يتم بشكل سافر وصارخ أم يتم بغطاء وقناع الحرص على حماية المدنيين والحرص على توفير المساعدات الإغاثية الضرورية لهم .!