بقلم واعظة

أياد يحبها الله

هدى محمد عبيد الشاذلي
هدى محمد عبيد الشاذلي

هى تلك الأيدى التى يُحبها الله ورسوله، وقد كان العمل والكفاح هو حال أنبياء الله تعالى ورسله فهم رغم انشغالهم بتبليغ رسالة ربهم ودعوة أقوامهم لعبادة الله _ عز وجل _ إلا أنهم أصحاب عمل أو حِرفة يتكسبون منها الرزق والعيش الحلال، وهو من بعدهم دأب سلفهم الصالح وصحابتهم الأكارم، حيث اليقين بأن الحصول على الرزق يتطلب السعى وأن السماء لا تُمطر ذهبًا ولا فضة ويمقتون الرجل إذ يرونه فارغًا لا هو فى شيءٍ من عمل الدنيا ولا هو فى شيءٍ من عمل الآخرة .

ففى الحديث الشريف: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ«، ولنتجهز بالإجابة عن هذه الأسئلة بالعمل والاجتهاد وعدم تضييع الوقت فيما لا يُفيد، فالعمل من وسائل استدامة النعمة، وإشباع الحاجات، وملء الفراغ والقضاء على آفات الخوف والقلق والوحدة وإذا ما تحقق للفرد الأمن النفسى والمادى والمعنوى تحقق الأمن المجتمعى . وكفى بالعامل الكادح المُجد أن الخارج من بيته فى سبيل عمله يسعى ليجلب الرزق الحلال لأولاده وزوجته، أو لأبويه الكبيرين، أو ليعف نفسه عن الحرام فهو فى سبيل الله.

وعلى العبد أن يتحرى العمل الحلال فبه تُستجاب الدعوات كما قال النبى صلى الله عليه وسلم لسيدنا سعد بن أبى وقاص «يا سعدُ، أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُستَجَاب الدّعوَة« وهو سبب لدخول الجنة، لأن «كلُّ جَسَدٍ نبتَ مِنْ سُحْتٍ فالنارُ أولَى بِهِ»،فينبغى لكل مسلم أن يتحرى مصدر رزقه ولا يملأ جوفه هو وأهل بيته من المطعم الحرام .

وأخيرا لك أن تعرف أن جزاء من بات كالاًّ من عمل يده بات مغفورًا له فهنيئًا لكل مكافح وعامل كل فى موقعه .