من الهكسوس لـلعصر الإسلامي.. سيناء عبر التاريخ 

سيناء
سيناء

كانت أرض الفيروز مطمع للأعداء عبر التاريخ، حيث أن الرمال بها تعد كنز لا يقدر بثمن، فسيناء هي أرض غنية بالخير، ولذلك حرصت «بوابة أخبار اليوم» على نشر تقارير أرشيفية في ذكرى تحرير سيناء 42. 
وفي عدد الأخبار 25 إبريل 1982، نشرت جريدة الأخبار تقريراً كاملاً بعنوان:«سيناء عبر التاريخ»، رصدت فيه تاريخ سيناء حيث أنها كانت معبراً للجيوش عبر الزمان. 

اقرأ أيضًا| «الشيخة غيبته» بطلة سيناء وحكاية كوب اللبن 

ويقول الدكتور جمال حمدان في كتابه الفذ عن شخصية مصر، أن سيناء كانت ولا تزال طريق الحرب بالدرجة الأولى، أنها معبر اراضي، وجسر أستراتيجي، عبرت عليه الجيوش منذ فجر التاريخ عشرات المرات، وربما حرفياً مئات المرات، تحتمس الثالث وحده عبره سبع عشرة مره، وإذا كانت مصر ذات أطول تاريخ حضاري في العالم فأن لسيناء أطول سجل عسكري في تاريخ حضاري في تقريباً، وأخطر مدخل لمصر على الأطلاق وبعد شرح مستفيض لاستراتيجية الدفاع المصري، وموقع سيناء منه يلخص الدكتور جمال حمدان الموقف من صيغة من المعادلات الاستراتيجية المحددة، من يسيطر علفى فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الأول، من يسيطر على فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الأوسط يتحكم في سيناء من يسيطر على سيناء يتحكم في خط دفاع مصر الأخير.. يهدد الوادي. 

سيناء في عصر الفراعنه 
يقول الدكتور جمال حمدان لجريدة الأخبار:" بأن قيمة سيناء أدرقت منذ عهد بيبي الأول حتى سليم الأول، حيث في تلك الفترة لم تخلو سيناء من التحصينات العسكرية، حيث أن سيناء ليست مجموعه من الرمال فقط، بل هي صندوقاً من الذهب استراتيجياًواقتصادياً، ففي أيام الفراعنه كانت سيناء منجماً للذهب والمعادن، وللذهب الأسود". 


«ون» أول فرعون قاد حمله عسكرية على أرض سيناء: 
يقول المؤرخ الكبير المرحوم عبد الرحمن زكي، أن سيناء عرفت في النقوش الهيلوغرافيه بأسم"توشويت"، أى أرض العواء، وعرف أهلها في الشمال باسم "هيروشايترو" أي أسياد الرمال وعرف أهلها في الجنوب باسم "مونيتو". 

كان أول فرعون قاد حملة عسكرية عبر سيناء هو الفرعون"ون" من أوائل ملوك الأسرة القديمة ثم جاء بعده "سمرخت" الذي قاد حملة إلى وادي المغارة حيث مناجم الفيروز وسجل أخبار حملته بنقشها على قطعة من الصخر، تعتبر أقدم أثر في سيناء كلها وعليها رسم هذا الملك وهو سابع ملوك الأسرة الأولى. 

خرجت الجيوش المصرية في عهد بيبي الأول "2595ـ 2542 ق.م" إلى فلسطين والتي تعد أول حملة برمائية خرجت من البلاد المصرية وقاد هذه الحملة القائد المصري "أوني" والذي كان من نتاج أنتصاراته أن منحه الفرعون صولجان ووافق أن يرتديه في حضرته. 


الهكسوس على أرض سيناء 
يقول المؤرخ المصري القديم مانيتون:" أن الرعاة وهم الهكسوس هاجموا مصر واستولوا عليها بيسر وسهوله، حيث كانت مصر تعاني في تلك الفترة من الفوضى والدمار". 
كان غزو الهكسوس هو أول غزو قادم من الشرق، واستطاعوا أن يبسطوا سلطانهم حتى مصر الوسطى، ولكن لم يستيعوا أن يحتلوا مدن الصعيد، وبدأت معركة الحزية والذي قادها سقنن رع واستشهد في ميدان المعركة ولا تزال موميائه متواجده في المتحف المصري حتى الأن «1982»، ليتولي بعد أبه الأصغر أحمس ويقضي على الهكسوس نهائياً. 
الإسكندر وسيناء:
في سنة 525 ق.م عبرت جيوش الملك الفارس قمبيز سيناء إلى مصر، وبدأ عصر من الاضطراب الدموي بين المصريين والفرس حتى تم طردهم فيما بين عامي 361 و 309، وعبر الجيش الفارسي سيناء إلى مصر، في عصر أزدهشير الثالث، وهزم الجيش المصري وضمت مصر إلى مملكة فارس. 
في هذه الفترة لمح نجم مملكة اليونان بزعامة فيلي المقدوني، وبعده ورث ابنه السكندر الأكبر والذي بدأ محاولاته لتأسيس مملكة عالمية، وبعد أن عبر جبال طورس وهزم الفرس، وفتح سوريا، زحف على سيناء لفتح مصر، وصل إلى "فلوسيوم" مدخل مصر الشرقي، وفتح مصر. 


سيناء في العصر الإسلامي: 
وفي هذه الفترة كانت جيوش العرب المسلمين تتدفق من شبه الجزيرة العربية وتقضي على الجيوش البيزنطية في سوريا، وأثناء وجود جيش المسلمين في رفح جاءت رسالة من الخليفة عمر إلى القائد عمرو أبن العاص، كان الخليفة وقتها، قال:" من يسير إلى فلسطين فليرجع، أما إذا كان في أرض مصر فليسير على بركة الله". 
لم يأخذ عمرو أبن العاص الكتاب من الرسول بسبب ظروف السفر حتى عبر مهبط السيل الذي ربما كان الحد الفاصل بين أرض مصر وفلسطين، بلغ في سيره الوادي الصغير عند العريش وهناك فتح الرسالة وقرأها وسأل من حوله:" أنحن في مصر أم الشام".. فيل له:"نحن في مصر"... فقرأ عليهم رسالة الخليفة وقال لهم: إذن نسير في سيرنا قما أمر أمير المؤمنين". 
وهكذا دخل العرب سيناء، واستمر عمرو بن العاص حتى دخل وادي النيل عن طريق القصاصين، وفي سنة 878م، شهدت سيناء مرور جيش أحمد بن طولون إلى دمشق، واستولى عليها، وفتح الشام، واخضع بعض بلاد أسيا الصغرى. 
ثم خرجت الجيوش الفاطمية لفتح الشام وعبرت سيناء إلى طرابلس  وبيروت ودمشق. 
 

أول محاوله صليبية لاحتلال مصر: 

وفي بداية الحروب الصليبية قام الملك بلدوين بأول محاولة صليبية لاحتلال مصر، وفي مارس 1118ميلادية، وصل إلى بلدة الفرما "فلوسيوم"، وبعد أن أغار عليها وأحرق منازلها ومساجدها جلس يتناول غذاء السمك، ويبدوا أنه تناول كثير من السمك، فأمر رجاله أن ينقلوه إلى العريش حيث شعر بألم في معدته ومات، وشهدت سيناء عدة حملات صليبية بأت جميها بالفشل. 
واستطاعت مصر أن تدافع عن سيناء وحدودها عبر الزمان، حيث هزمت التتار ونابليون وأخرهم إسرائيل.