أرشيف الأخبار| أعياد الربيع عند قدماء المصريين.. ما قصة اللوتس بكرسي العرش؟

أعياد الربيع
أعياد الربيع

تحمل مناسبة شم النسيم أسرار عن عظمة المصريين القدماء، حيث اعتاد الشعب المصري الاحتفال بقدوم الربيع سنوياً من خلال ممارسة طقوس تعبر عن ثقافة مترسخة في الوجدان المصري. بهذه المناسبة تناولت مجلة أخر ساعة في عددها الصادر بتاريخ 26 أبريل 1978، عالم الربيع وما يرتبط به من مظاهر.. وإلى نص التقرير:

يأتي الربيع ويتداعى إلى الذهن العديد من المعاني، فإذا كان الربيع هو مهرجان الطبيعة فلابد أن نستفيد من كل معنى من معاني الربيع الحب .. الجمال .. النظرة المتفائلة في الحياة والعناية بالمساحات الخضراء في أعياد الربيع. 

نرى في إنجلترا مثلاً يكتبون علي أحواض الزهور في الحدائق العامة: إذا قطفت هذه الوردة فهي لك.. وإذا تركتها فهي لك وللآخرين. فهم يحثون علي الحرص علي القيم الجمالية والقيم الأخلاقية فى نفس الوقت.
فالربيع له تقاليد قديمة ترجع إلي القدماء المصريين وعن عالم الربيع وما يرتبط به من مظاهر وأراء وانتقادات قمنا بهذه الرحلة عبر هذا التحقيق.

اقرأ أيضا| احتفالات «شم النسيم» في الأقصر تراث قديم يمتد حتى اليوم

- رحلة في أعماق التاريخ 

علي مر التاريخ امتد حب المصريين للزهور حيث ارتفعت مع مطلع التاريخ إلي درجة القداسة، وشغلت اهتمام وحياة المصريين القدماء، وحول ذلك يقول الدكتور جاب الله علي جاب الله الأستاذ المساعد للآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة: لا يخلو منظر من المناظر التي نقشت علي جدران المعابد المصرية القديمة من مشهد للزهور، فقد كانوا أشد شعوب العالم ولعاً بالزهور والنباتات المورقه، وأكثرهم حبًا للطبيعة حين تتفتح عن ربيع جميل فحينما ألقى المرء بنظره إلى الأثار وجد الناس يحملون باقات الزهور يقدمونها قرابين للألهه المزعومة، وفي الحفلات العامة وفي التنزه ولتتويج الملوك.

- أشهر الزهور عند الفراعنة

كانت أشهر الزهور عن الفراعنة زهرة اللوتس، التي كانت رمزاً لمصر حيث كانت تيجان الأعمدة وكراسي العرش تشكل علي هيئة زهرة اللوتس، أو البردى أو مثل النخلة، حيث أن هذا الاهتمام الغريب الذي قل أن نجده في مصر الحديثة. كما كانت الأواني تشكل على هيئة زهرة اللوتس مثل إناء توت عنخ آمون الشهير.

وكان الإله المزعوم أوزوريس إلها متصلاً بالنباتات والخضرة حيث كانت هناك علاقة بينه وبين النيل حيث أن  النيل يعيد الحياة للأرض، وأوزوريس عاد مرة أخرى للحياة علي حسب قولهم .

- فصول الربيع في العصر الفرعوني

فوجود عيد للربيع في عصر الفراعنة أمر غير مؤكد بشكل قاطع إلي الآن علي حد تفسير الدكتور جاب الله علي جاب الله حيث إنه لم يكن هناك أساساً فصل للربيع في العصر الفرعوني حسب الدراسات الآثرية فقد كان عند المصريين ثلاث فصول : هم فصل "أخت" ومعناه الفيضان وفصل "برت" وهو فصل الإنبات وفصل "شمو" وهو فصل التحاريق وكانت فصول السنة قائمة علي مدار السنة الشمسية ولا علاقة بين كلمة " شيمو" وشم النسيم كما يدعي البعض .

- سر احتفال الأقباط باعياد الربيع

يوجد بحث للدكتور فؤاد الصياد بكلية الاداب جامعة عين شمس، يربط بين عيد النيروز الفارسي وبين عيد النيروز القبطي حيث أن النيروز كلمة معناها " اليوم الجديد" في الفارسية وهو عيد رأس السنة الفارسية، وأول فصل الربيع حيث احتفل المصريين القدماء بهذا العيد احتفالاً عظيماً، وكانوا يعتقدون أن بدء الخليقه كان في ذلك اليوم، وهذا العيد هو الذي عرف فيما بعد بعيد شم النسيم.. وأصبح لمصر نيروز خاص اسمه النيروز القبطي،  وهو أول السنة القبطية في مستهل شهر توت.

ويفسر سبب قدوم عيد شم النسيم يوم الاثنين، حيث أنه يعقب عيد القيامة، والذي يوافق يوم الأحد الذي يسبق ذلك اليوم .

- سر خصوبة المصريين القدماء

ولعل المظاهر التي يحتفل بها الناس إلي يومنا هذا، مثل تناول الفسيخ، والخس، والبصل، والبيض والتنزه في الحدائق العامة كانت لها جذورها عند القدماء المصريين، والذي جعل الخس علي سبيل المثال يكتشف منه المصريين القدماء مادة زيتيه تجلب الخصوبة، والقوة وكانوا يقدمون الخس كقربان للإله المزعوم "مين" إله التناسل عندهم وهذا مثبوت في الآثار التي صورت إله التناسل وهو يمسك الخس في يديه.

- قدسية الفسيخ والبصل عند المصريين

كان البصل طعاماً مقدساً عند الفراعنة، والنقوش الهيروغليفية تشير إلى ذلك حيث كان يستخدم كقربان في أحد طقوس الإله المزعوم "سوكر" إله الموت عندهم .

وأما الفسيخ فقد كان طعاماً مقدساً لدي الفراعنة، وكان هناك العديد من المناظر التي تؤكد علي ذلك،ومنها النحوت التي تجسد عمليات صيد الأسماك.

وكما شهدت جدران المعابد، فإن أشد الناس حباً بالتنزه كان المصريون القدماء، وأكثرها في النيل حيث كانوا يستقلون القوارب للنزهه، وهم يحملون باقات الوروود، والزهور ويرددون الأغاني الخاصة ابتهاجاً بالنيل والحياة.

- البيضة ولا الفرخة

تضارب الروايات حول استعمال البيض وتلوينه في شم النسيم، فهناك قول بأنها بدأت عندما بدأ الفلاسفة يفكرون في سبب تسمية البيض بهذا الاسم، فقال بعضهم أن السبب يرجع إلى لونه الأبيض, وقال آخرون أن السبب يرجع إلى شكله البيضاوي ودخلوا في نقاش حول العلاقة بين البيضة، والفرخة، وأيهما أسبق في الوجود .

- تحذيرات مهمه في يوم شم النسيم

الدراسات الطبية تحذرك في هذا اليوم من الافراط في تناول الفسيخ والبيض حيث يؤدى ذلك الي الإصابة

بالأمراض الجلدية وحالات عسر الهضم والمراره.

- إبلعلك خمس بيضات

ومن المعتقدات الشائعة قديماً أن الأم أثناء الولادة يعطونها من 4 إلى 5 بيضات سليمة تبتلعهم حتي تساعد علي الولادة .

وأما الأطفال كانوا ينصحونهم ببلع البيضة سليمة للتخلص من إلتهاب اللوز