خالد محمود يكتب l فى ظل ابتعاد نجوم الكوميديا و خفوت آخرين .. على ربيع يسعى لتأكيد حضوره سينمائيا « ع الماشى »

خالد محمود
خالد محمود

في‭ ‬ظل‭ ‬ابتعاد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬نجوم‭ ‬الكوميديا‭ ‬وخفوت‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬السينمائي،‭ ‬يبقى‭ ‬الرهان‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬أسماء‭ ‬جديدة‭ ‬تسعى‭ ‬لتأكيد‭ ‬نفسها‭ ‬كنجوم‭ ‬شباك،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬تجاربهم‭ ‬لم‭ ‬تنضج‭ ‬بعد،‭ ‬لكن‭ ‬المحاولة‭ ‬مستمرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كسب‭ ‬أرضية،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬النموذج،‭ ‬ومن‭ ‬هؤلاء‭ ‬علي‭ ‬ربيع‭ ‬الذي‭ ‬يخوض‭ ‬منافسة‭ ‬موسم‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬بفيلمه‭ ‬“ع‭ ‬الماشي”،‭ ‬عبر‭ ‬قصة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الكوميديا‭ ‬والفانتازيا‭ ‬والإستعراض،‭ ‬ويشارك‭ ‬في‭ ‬بطولته‭ ‬كريم‭ ‬عفيفي‭ ‬الذي‭ ‬شاركه‭ ‬فيلمه‭ ‬السابق‭ ‬“بعد‭ ‬الشر”،‭ ‬وصلاح‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬ومحمد‭ ‬رضوان‭ ‬وعبد‭ ‬الله‭ ‬مشرف‭ ‬وإسماعيل‭ ‬فرغلي‭ ‬وآية‭ ‬سماحة‭ ‬وانتصار‭ ‬وأميرة‭ ‬العايدي،‭ ‬والفيلم‭ ‬من‭ ‬كتابة‭ ‬3‭ ‬مؤلفين‭ ‬هم‭ ‬أحمد‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب،‭ ‬كريم‭ ‬سامي‭ ‬وهدير‭ ‬الشريف،‭ ‬وإخراج‭ ‬محمد‭ ‬الخبيري‭.‬

في‭ ‬الفيلم‭ ‬نرى‭ ‬ربيع‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ ‬“هادي‭ ‬عبد‭ ‬الهادي”،‭ ‬الشاب‭ ‬الثلاثيني‭ ‬الذي‭ ‬يتكاسل‭ ‬عن‭ ‬الذهاب‭ ‬لعمله،‭ ‬ويوشك‭ ‬أن‭ ‬يفقد‭ ‬وظيفته‭ ‬وبيته‭ ‬والفتاة‭ ‬التي‭ ‬أحبها،‭ ‬لكن‭ ‬حادثاً‭ ‬يقلب‭ ‬حياته‭ ‬ويحوّله‭ ‬من‭ ‬الكسل‭ ‬الدائم‭ ‬إلى‭ ‬الحركة‭ ‬المستمرة،‭ ‬فيقضي‭ ‬نهاره‭ ‬وليله‭ ‬ماشياً‭ ‬على‭ ‬قدميه‭ ‬بعدما‭ ‬حذّره‭ ‬الطبيب‭ ‬من‭ ‬تعرضه‭ ‬للموت‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬توقفه‭ ‬عن‭ ‬الحركة‭.‬

يستهل‭ ‬المخرج‭ ‬أحداث‭ ‬الفيلم‭ ‬بمشهد‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬“هادي”‭ ‬ووالده‭ (‬صلاح‭ ‬عبد‭ ‬الله‭)‬،‭ ‬وهما‭ ‬يجلسان‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬المعيشة‭ ‬أمام‭ ‬شاشة‭ ‬التلفزيون،‭ ‬وقد‭ ‬تدفأ‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬ببطانية،‭ ‬وارتدى‭ ‬ملابس‭ ‬ثقيلة،‭ ‬ووضعا‭ ‬أمامهما‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬يحتاجان‭ ‬إليه،‭ ‬بينما‭ ‬يتكاسلان‭ ‬عن‭ ‬مد‭ ‬أيديهما‭ ‬لتناول‭ ‬“الريموت‭ ‬كونترول”،‭ ‬ويتوسل‭ ‬كلا‭ ‬منهما‭ ‬الآخر‭ ‬لفعل‭ ‬ذلك،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ‭ ‬يفاجأ‭ ‬كلا‭ ‬منهما‭ ‬بأن‭ ‬المياه‭ ‬تغمر‭ ‬الصالون‭ ‬تحت‭ ‬قدميهما،‭ ‬وأن‭ ‬الجد‭ (‬عبد‭ ‬الله‭ ‬مشرف‭) ‬نسي‭ ‬إغلاق‭ ‬الصنبور،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬منهما‭ ‬يتحرك‭ ‬من‭ ‬مكانه‭.‬

تتوالى‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬كوميدي‭ ‬فانتازي‭ ‬لنرى‭ ‬كيف‭ ‬يهدّد‭ ‬الكسل‭ ‬حياة‭ ‬“هادي”،‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬عمله‭ ‬من‭ ‬منزله‭ ‬في‭ ‬تلقي‭ ‬اتصالات‭ ‬العملاء‭ ‬ويتركهم‭ ‬ينتظرون‭ ‬ساعات‭ ‬طوالاً‭ ‬ليرد‭ ‬عليهم،‭ ‬ويستدعي‭ ‬الأمر‭ ‬ذهابه‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬لتسليم‭ ‬أوراقه،‭ ‬فلا‭ ‬يذهب،‭ ‬ويعيش‭ ‬قصة‭ ‬حب‭ ‬مع‭ ‬نورا‭ (‬آية‭ ‬سماحة‭)‬،‭ ‬فيؤجل‭ ‬مراراً‭ ‬لقائها‭.‬

وخلال‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬ميلاده‭ ‬يتعرض‭ ‬“هادي”‭ ‬لأزمة‭ ‬صحية،‭ ‬ويكتشف‭ ‬الطبيب‭ (‬محمد‭ ‬رضوان‭)‬،‭ ‬إصابته‭ ‬بمرض‭ ‬نادر‭ ‬يعرف‭ ‬بـ”متلازمة‭ ‬التجلط”،‭ ‬التي‭ ‬تستلزم‭ ‬حركة‭ ‬مستمرة‭ ‬منه‭ ‬طوال‭ ‬الليل‭ ‬والنهار،‭ ‬فيجوب‭ ‬الشوارع‭ ‬على‭ ‬قدميه‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يفقد‭ ‬حياته‭.‬

فكرة‭ ‬الفيلم‭ ‬جيدة‭ ‬وتستحق‭ ‬الثناء،‭ ‬وقد‭ ‬تفاعل‭ ‬معها‭ ‬الجمهور‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬كونها‭ ‬تحمل‭ ‬دعوة‭ ‬لعدم‭ ‬التكاسل‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬حتى‭ ‬يحقق‭ ‬أهدافه،‭ ‬فالفيلم‭ ‬يحمل‭ ‬متغيراً‭ ‬جديداً‭ ‬لبطله‭ ‬الذي‭ ‬اعتمد‭ ‬في‭ ‬أدواره‭ ‬على‭ ‬كوميديا‭ ‬الإيفيهات‭ ‬والمواقف‭ ‬الضاحكة،‭ ‬لكنه‭ ‬يقدّم‭ ‬شخصية‭ ‬بسيطة‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬أكثر‭ ‬نضجاً،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬السيناريو‭ ‬والكتابة‭ ‬ورسم‭ ‬الشخصيات‭.‬

علي‭ ‬ربيع‭ ‬يسعى‭ ‬لتأكيد‭ ‬حضوره‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬إعتماداً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حقّقه‭ ‬في‭ ‬“مسرح‭ ‬مصر”،‭ ‬لكننا‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬تحميل‭ ‬الفيلم‭ ‬أكثر‭ ‬ممّا‭ ‬يحتمل،‭ ‬فهو‭ ‬فكرة‭ ‬بسيطة،‭ ‬والإستعراضات‭ ‬تضيف‭ ‬له،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بعدما‭ ‬صار‭ ‬مطربو‭ ‬المهرجانات‭ ‬والرّاب‭ ‬عناصر‭ ‬ترويج‭ ‬تجتذب‭ ‬جمهور‭ ‬الشباب،‭ ‬حيث‭ ‬يتضمن‭ ‬الفيلم‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الأغنيات‭ ‬التي‭ ‬يقدّمها‭ ‬في‭ ‬قالب‭ ‬إستعراضي،‭ ‬فيغني‭ ‬علي‭ ‬ربيع‭ ‬“ماشي‭ ‬في‭ ‬حالي”،‭ ‬ويقدّم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المطرب‭ ‬الشعبي‭ ‬عبد‭ ‬الباسط‭ ‬حمودة‭ ‬ومطربا‭ ‬المهرجانات‭ ‬أوكا‭ ‬وحودة‭ ‬بندق‭ ‬إستعراض‭ ‬بعنوان‭ ‬“كتاكيت”،‭ ‬بمشاركة‭ ‬علي‭ ‬ربيع‭ ‬وكريم‭ ‬عفيفي‭.‬

وأتوقف‭ ‬عند‭ ‬مشهد‭ ‬نفذ‭ ‬سينمائيا‭ ‬بشكل‭ ‬جيد،‭ ‬ويشكل‭ ‬منعطفا‭ ‬مختلفا‭ ‬وإيجابيا،‭ ‬وهو‭ ‬مشهد‭ ‬المحكمة‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬الفيلم،‭ ‬والذي‭ ‬يخوض‭ ‬فيه‭ ‬“هادي”‭ ‬سباقاً‭ ‬للجري‭ ‬يتزامن‭ ‬مع‭ ‬جلسة‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬طرده‭ ‬وأسرته‭ ‬من‭ ‬البيت،‭ ‬فيقرّر‭ ‬ترك‭ ‬السّباق‭ ‬والذهاب‭ ‬للمحكمة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬القاضي‭ ‬يعلم‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الراديو،‭ ‬ويشيد‭ ‬بإلتزامه،‭ ‬ويحكم‭ ‬لصالحه،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يعطّل‭ ‬صديقه‭ ‬“محمد‭ ‬أسامة”‭ ‬السباق‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬“هادي”‭ ‬ويحقق‭ ‬فوزاً‭ ‬كبيراً،‭ ‬وهي‭ ‬نهاية‭ ‬تلائم‭ ‬فكرة‭ ‬الفيلم‭.‬


 

;