القوات الجوية تقصف مطارات إسرائيل.. و«تل أبيب» تعترف بخسائرها الكبيرة على الجبهة

«الأخبار» تنشر تقارير عمليات العبور فى ذكرى 10 رمضان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحتفل مصر والقوات المسلحة اليوم، بذكرى الانتصار العظيم فى معركة العاشر من رمضان والذى يوافق 6 أكتوبر عام 1973، والتى تعتبر من أبرز الذكريات التى تحفظها الأمة المصرية والعربية بشكل عام، فهى لحظة تاريخية مشرقة شهدت انتصاراً بطولياً للشعب المصرى قاده الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ويعتبر هذا الانتصار من أهم الأحداث فى تاريخ مصر الحديث، حيث أثبتت القوات المسلحة المصرية قدرتها على التحلى بالصمود والقدرة على تحقيق الانتصارات رغم التحديات الكبيرة، وعندما تتجلى ذكرى معركة العاشر من رمضان تعود الذاكرة لتستحضر لحظات البسالة والتضحية التى قدمها الجيش المصرى، وما أظهرته قيادته وشعبه من وحدة وتلاحم فى وجه التحديات العسيرة، إن هذا الانتصار لم يكن مجرد انتصار عسكرى، بل كان أيضًا انتصارًا للإرادة والعزيمة الشعبية والقيادة الحكيمة، ذلك الانتصار الذى استطاع أن يغير مفاهيم المعارك والاستراتيجيات العسكرية فى العالم حتى الآن.

 وفى ذكرى العاشر من رمضان، يجد المصريون فرصة لاستعادة الفخر والكرامة الوطنية، ولإعادة تأكيد العهد مع أرواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل حماية الوطن وتحقيق النصر، وتظل الدروس المستفادة من حرب أكتوبر حية ومؤثرة حتى اليوم، حيث تبرز أهمية التخطيط الجيد والاستعداد العسكرى القوى كعوامل أساسية فى تحقيق النجاح بالميادين العسكرية، كما تؤكد هذه الذكرى على أن العزيمة والإرادة الصلبة قادرة على تحقيق المستحيل، وأن التضحيات الجسيمة تصنع النصر الكبير.

ومع مرور السنوات، لا يزال لانتصار العاشر من رمضان تأثيره العميق على الشعب المصرى والعربى، فهو يشكل مصدر إلهام دائم ومرجعية للتفانى والتضحية من أجل الوطن، إنه يذكرنا بضرورة الاستعداد الدائم والبناء المستمر للقوات المسلحة، وأهمية العمل المشترك بين القيادة والشعب لتحقيق الأهداف الوطنية العظيمة، ورغم مرور نحو 50 عامًا على معركة النصر إلا أنه لازال هناك الكثير من الأسرار والبطولات التى يصعب حصرها ولازلنا نكتشفها واحدة تلو الأخرى لنوثق معًا بعضًا مما قامت به قواتنا المسلحة الباسلة فى معركة العبور العظيم، وفى الآونة الأخيرة أفرجت القوات المسلحة عن عدد من الوثائق السرية لانتصار العاشر من رمضان احتفالاً بالنصر، وقد نشر الموقع الرسمى لوزارة الدفاع بعضًا من الوثائق الرسمية الهامة الموقعة بـ «خط اليد»، والتى تضمنت تقارير عن عمليات العبور خلال الفترة من 6 أكتوبر 1973، وحتى 9 فبراير 1974، والتى تكشف كيف استطاعت قواتنا المسلحة من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياز خط بارليف المنيع، واقتحام الضفة الشرقية للقناة، بعد أن أفقدت العدو توازنه، وقيامها بتحقيق مهامها المباشرة والتالية (رءوس الكبارى) وصد وتدمير ضربات العدو وهجماته المضادة وتدميرها والتطوير شرقاً وهدم نظرية الأمن الإسرائيلى وبتر ذراعه الطولى، وإدارة أعمال القتال شرق وغرب القناة حتى إيقاف إطلاق النيران، وإجراء مباحثات فض الاشتباك وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى الشرق، لقد كانت المخاطرة كبيرة والتضحيات عظيمة.

موقف العمليات
وبمناسبة احتفالات ذكرى انتصار العاشر من رمضان، «الأخبار» تستعرض بعضًا مما ورد فى التقارير اليومية عن موقف العمليات على الجبهة، والتى تشمل الفترة من 6 أكتوبر 1973، وحتى 9 فبراير 1974، وقد تضمن تقرير الموقف رقم 2 الصادر يوم 7 أكتوبر 1973، حتى الواحدة صباحًا، أن العدو الإسرائيلى فقد معظم دفاعاته على القناة - (وذلك بالطبع عقب هجوم قواتنا يوم 6 أكتوبر) - وفشلت هجماته المضادة باحتياطياته المضادة والتكتيكية، وأصبحت أعمال قتاله تعطيلية فقط لتعطيل قواتنا، ويحاول العدو القيام بفتح تعبوى لحشد قواته فى سيناء، ويُنتظر توجيه الضربات المضادة بالاحتياطيات التعبوية اعتبارًا من صباح السبت 7 أكتوبر، وتقوم القوات البحرية للعدو بتأمين السواحل وتنتشر خارج الموانئ واشتبكت مع تشكيلاتنا أمام سواحل سيناء، وكذا مع القوات البحرية السورية فى ميناء اللاذقية، كما استخدم العدو قواته الجوية بحذر ويعيد تجميع طائراته وإعادة تمركزها، وقام بتدعيم مطارات سيناء والعريش وعدد من المطارات الأخرى بسرب لكل منهم، وأبو رديس بعناصر غير محدودة.

وأشار التقرير إلى أنه ينتظر أن يوجه العدو ضربة جوية ضد قواتنا الجوية والدفاع الجوى، وستعاون احتياطياته عند تنفيذ الضربات المضادة، منوهًا أن العدو فقد دفاعاته على الجبهة السورية وقامت القوات الجوية السورية بتنفيذ ضربة ضد مطاراته فى إسرائيل، وقد اعترف العدو بخسائره الكبيرة خاصة على الجبهة المصرية، ويحتمل قيامه بتنفيذ إبرار جوى وبحرى غرب وجنوب بورسعيد، وقد غادر 2 لواء إسرائيلى إلى جهة غير معلومة، ووصلت 12 طائرة نقل إلى العريش واتجهت إلى الجنوب الغربى. 

واستعرض التقرير ما قامت به قواتنا الباسلة حيث أوضح أن الفرقة 19 مشاة قامت بالعبور وإنشاء رأس كوبرى بعمق 3 إلى 4 كم، وقامت بصد هجوم مضاد للعدو، وكذا قامت الفرقة 7 مشاة بتكوين رأس كوبرى وصد هجوم مضاد للعدو، وقام اللواء 130 مشاة بعبور قناة السويس وصد هجوم مضاد للعدو وتدمير 4 دبابات للعدو، ودبابة برمائية، وقد دمرت قواتنا جميع النقاط القوية للعدو بالكامل، وذكر التقرير أن الفرقة 16 مشاة أتمت العبور بعمق 5 كم، وتم عبور 30 دبابة وإنشاء 2 كوبرى، وقامت الفرقة 2 مشاة باقتحام القناة وتكوين رأس كوبرى بعمق 4.5 كم، وتم عبور 66 دبابة وإنشاء 2 كوبرى، وبدأ اللواء 24 مدرع خفيف فى العبور، كما أتمت الفرقة 18 مشاة العبور وتكوين رأس كوبرى بعمق 6 كم، وقد قامت قواتنا بتدمير النقاط القوية للقنطرة وجارِ تطهير المدينة، كما تم الاستيلاء على النصف الجنوبى فى الكيلو 10 وجارِ تطهير النصف الثانى، وتم تدمير شمال البلاح ونصر 6 واللسان والدفرسوار، واختتم هذا التقرير بأن هناك كتيبة صاعقة مصرية فى أبو رديس لا يوجد اتصال معها.

النقاط القوية
واستعرض تقرير الموقف رقم 3، الصادر عن محور المعلومات بهيئة عمليات القوات المسلحة، حتى الساعة 8 مساء يوم 7 أكتوبر 1973، آخر المستجدات الخاصة بالعدو، حيث ذكر أنه تم تدمير النقاط القوية للعدو على طول قناة السويس عدا النقطة شرق بورفؤاد والدفرسوار، وفشلت الهجمات المضادة للعدو صباح 7 أكتوبر، وهى هجوم مضاد على المحور الأوسط بواسطة لواء مدرع المليز، وهجوم مضاد على المحور الجنوبى بواسطة كتيبة دبابات، وتم رصد مجموعة مشاة ميكانيكا فى منطقة علامة الكيلو 161 بدأ التحرك وجارٍ المتابعة، كما تم رصد منطقة تجمع للعدو بها حوالى 40 دبابة، وبدأت معظم مواقع العدو بطلب سرعة الإمداد بالذخيرة، مشيرًا إلى أن القوات الجوية للعدو قامت بتنفيذ ضربة ضد مطاراتنا فى العمق دون حدوث خسائر بها، وقد بلغت خسائر العدو حتى يوم 7 أكتوبر وفق التقرير، 40 طائرة، 400 دبابة. 

وبالنسبة لقواتنا الباسلة فأوضح التقرير، أن أبطال القوات البرية بقطاع بورسعيد قاموا بالسيطرة على النقاط القوية للعدو، وأسر جنديين للعدو منهم طبيب، كما تم الحصول على وثائق شفرة ووثائق عمليات فى غاية الأهمية لقواتنا، وتم إسقاط هدف جوى وقفز الطيار بالمظلة فى الكارنتينه وجارٍ التقاطه، وتقوم قواتنا بمحاصرة النقطة القوية شرق بورفؤاد وتم أسر 12 من جنود العدو، وبالنسبة للجيش الثانى الميدانى فقد أتمت الفرقة 18 مشاة العبور ووصلت إلى عمق حوالى 7 كم وتم عبور جميع الدبابات والأفراد، كما أتمت الفرقتان 2 و16 مشاة العبور ووصلا إلى عمق يتراوح بين 4 إلى 6 كم وتم عبور جميع الدبابات والأفراد، مشيرًا إلى أن الجيش الثالث الميدانى أيضًا أتمت الفرقة 19 مشاة العبور ووصلت إلى عمق حوالى 6 كم وتم عبور الدبابات والأفراد، بالإضافة إلى إتمام الفرقة 7 مشاة للعبور أيضًا والوصول إلى عمق حوالى 5 كم وتم عبور جميع الدبابات والأفراد، كما قامت قواتنا الجوية بتدمير 4 مواقع للعدو وتعطيلها، منوهًا أن خسائر قواتنا بلغت 12 مركبة للقوات البرية بالتشكيلات الرئيسية للجيش الثانى الميدانى، و4 طائرات للقوات الجوية، وتم إصلاح جميع ممرات الطائرات بمطاراتنا عدا مطار طنطا الذى ينتظر إصلاحه مساءً.

هجمات جوية
وتحدث تقرير الموقف الرابع الصادر عن محور المعلومات بهيئة عمليات القوات المسلحة، حتى الساعة 8 مساء يوم 8 أكتوبر 1973، عن قيام العدو بإعادة تجميع قواته على الجبهة المصرية بعد فشل هجماته المضادة، وتقوم 3 ألوية مشاة و3 ألوية مدرعة للعدو بالدفاع فى الأنساق الأولى، والاحتياطيات التعبوية للعدو عبارة عن 2 لواء مدرع و2 لواء مشاة ميكانيكا، كما قام العدو بهجمات جوية بمجموعات صغيرة من الطائرات ضد تشكيلاتنا البرية التى تجمعت فى اقتحام القناة بمعدل 162 طلعة ولم تحدث خسائر فى قواتنا نتيجة هذا العمليات، كما قام العدو بقصف مدينة بورسعيد، وبلغت خسائر العدو يوم 8 أكتوبر، 24 طائرة و30 دبابة وعدد من الطائرات الهيل غير محدد، قفل مطارين، تدمير 2 مركز قيادة، 3 مواقع هوك، قطعة بحرية متوسطة، حفار بترول، وأسر 45 من جنود العدو.

وذكر التقرير موقف قواتنا الباسلة، حيث تم خلال اليوم الثالث توسيع رءوس الكبارى شرق القناة مع صد هجمات معادية، وقام الدفاع الجوى بصد هجوم جوى للعدو وتدمير 5 طائرات فى قطاع بورسعيد، وبالنسبة للجيش الثانى وصلت رءوس الكبارى إلى عمق 12 كم فى قطاع الفرقة 18 وإلى عمق 7 كم فى قطاع الفرقة 2، التى قامت بصد هجوم مضاد للعدو بقوة 70 دبابة وإلى عمق 11 كم فى قطاع الفرقة 16، وبالنسبة للجيش الثالث فقد وصلت رءوس كبارى الفرق إلى عمق من 8 إلى 10 كم، وقامت قواتنا البحرية بضرب النقطة القوية للعدو شرق بورفؤاد بالصواريخ، كما تم قذف عدة نقاط للعدو بشرم الشيخ وتدمير محطة لاسلكى، وهاجمت إحدى غواصتنا سفينة تجارية ضخمة للعدو أمام بورسودان، وقامت الوحدات الخاصة للبحرية بتدمير حفار للعدو فى بلاعيم، كما هاجمت قواتنا الجوية مواقع هوك للعدو ودمرت 3 عربات محملة بالصواريخ «أرض أرض»، كما هاجمت النقطة القوية شرق بورفؤاد، وهاجمت مطار «المليز» وتلغيم ممراته بقنابل زمنية وإسقاط طائرة فانتوم، بالإضافة إلى مهاجمة مطار آخر وتدمير الممرين الرئيسى والفرعى، كما تم تدمير مركزين للقيادة فى منطقتين.