وزير الأوقاف: حديث القرآن الكريم عن سيدنا رسول الله بالغ الخصوصية

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

في إطار غرس القيم الإيمانية الصحيحة وإظهار الصورة المشرقة للفكر الإسلامي الصحيح، وفي ضوء العناية بكتاب الله وبيان مقاصده وأسراره، أكد  الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ،  أن حديث القرآن الكريم عن سيدنا رسول الله، حديث بالغ الخصوصية بما يناسب مكانة سيدنا رسول الله عند ربه ، حيث زكى ربه لسانه  فقال: “وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى”، وزكى بصره فقال: “مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى”، وزكّى فؤاده فقال: “مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى”، وزكى عقله فقال: “مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى”، وزكى معلمه فقال: “عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى”، وزكّى خلقه فقال: “وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ”، وزكّاه كلَّه فقال: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ”، وشرح صدره فقال: “أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ”، ورفع ذكره فقال: “وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ”، وفي هذا يقول سيدنا حسان بن ثابت (رضي الله عنه) :وضم الإله اسم النبي إلى اسمه ، إذا قال، في الخمس المؤذن أشهد، وشـــق لـه مـن اسـمه ليجــله، فذو العرش محمود وهذا محمد.

اقرأ أيضًا| أعضاء القافلة الدعوية: شهر رمضان المبارك سيد الشهور وأعظمها


قال خلال برنامج : ” في رحاب القرآن الكريم ” بعنوان : ” حديث القرآن الكريم عن النبي،  اليوم الجمعة 5 رمضان 1445 هـ، الموافق 16 مارس 2024م والذي يذاع على قناة النيل الثقافية،
إن ربه  أكرمه حتى في مناداته، فبينما نادى الحق سبحانه وتعالى الأنبياء  بأسمائهم، فقال (سبحانه): “يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ”، “يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ”، “يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا”، “يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى”، “يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ”، “يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ”، “يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى”، “يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ”، فقد خص نبينا (صلى الله عليه وسلم) بندائه بوصف النبوة أو الرسالة أو صفة إكرام أو ملاطفة، فقال (سبحانه): “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ”، وقال (جل وعلا): “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا”، وقال (سبحانه): “يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا”، وقال (سبحانه): “يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ”.

أكد  أن الله تعالى جعل طاعته من طاعته (سبحانه)، حيث قال (تعالى): “مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا”، وقال (سبحانه): “وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى” قيل: ومن يأبى يا رَسُول اللَّه، قال: “من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى”، وقال (سبحانه): ” وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “يوشِكُ أنْ يقعُدَ الرجلُ مُتَّكِئًا على أَرِيكَتِهِ، يُحَدَّثُ بحديثٍ مِنْ حديثي، فيقولُ : بينَنَا وبينَكُمْ كتابُ اللهِ، فما وجدْنا فيه مِنْ حلالٍ اسْتَحْلَلْناهُ، وما وجدَنا فيه مِنْ حرامٍ حرَّمْناهُ، ألَا وإِنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ مثلَ ما حرَّمَ اللهُ”، ومن هنا ندين لله (عز وجل) بأن السنة النبوية المشرفة المطهرة هي المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله (عز وجل)، فتأتي شارحة ومفصلة ومبينة، ومتممة، ومكملة لكتاب الله (عز وجل)، فكتاب الله تعالى جاء بالصلاة مجملة، وفصلت السنة النبوية هذا الإجمال وبينته، فالصبح ركعتان، والظهر أربع ركعات، وكذلك العصر، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء أربع ركعات، حيث يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي”، وكذلك فريضة الحج فقد تحدث القرآن الكريم عنها مجملًا، حيث يقول الله (عز وجل): "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"، فجاءت السنة النبوية بتفاصيل الحج حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم):" خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُم"، من عدد أشواط الطواف والسعي، والمبيت بمنى، والوقوف بعرفة، والنزول إلى مزدلفة ؛ كل ذلك مما فصلته وبينته سنة الحبيب (صلى الله عليه وسلم)، مبينًا أن رب العزة أمرنا أن نأخذ بما أمرنا به النبي (صلى الله عليه وسلم) حيث قال (سبحانه): “وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا”، وكان سيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) يقول: “ثلاث في القرآن الكريم نزلت مقرونة بثلاث لا تقبل واحدة منها دون الأخرى، طاعة الله وطاعة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، يقول تعالى: " مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ"، وقوله تعالى: “وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ”، وقوله تعالى: “ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ”، فطاعة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من طاعة الله تعالى، قال (سبحانه): “فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”، ويقول (سبحانه): ”فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”، ويقول(سبحانه): ”لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا“، أي: لا تجعلوا حديثكم عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو خطابكم لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) كخطاب بعضكم بعضًا، أو كحديث بعضكم عن بعض، وهكذا نأخذ سنته (صلى الله عليه وسلم) على أنها المصدر الثاني للتشريع لا نأخذها ولا ننظر إليها كسائر كلام الناس،  فكل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم (صلى الله عليه وسلم).

قال "رضينا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد (صلى الله عليه وسلم) نبيًا ورسولًا، " ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِسيدنا مُحَمَّدٍ رَسولًا"، فاللهم صلّ وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).
اقرا ايضا | أعضاء القافلة الدعوية: شهر رمضان المبارك سيد الشهور وأعظمها