تفسير رمضان

«اليقين»

 الدكتور مبروك عطية
الدكتور مبروك عطية

فى هذا الباب نقدم لك عزيزى القارئ تفسيرا ومعانى لصفات جاء ذكرها فى كتاب الله يقدم هذا الشرح والتفسير لها وعلى مدار شهر رمضان الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف.

يوضح الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف معنى اليقين فى السطور التالية فيقول: اليقين فى اللغة والشرع بمعنى الاطمئنان إلى الشيء، واليقين فى أول سورة البقرة فى قوله تعالي «هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ(2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ»، ما آمن المتقون بالغيب إلا عن يقين بأن الذى أخبرهم به هو الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أصدق من الله قيلا ومن أصدق من رسوله صلى الله عليه وسلم متكلما وناقلا عن ربه، واليقين صفة نفسية إذا استقر فى قلب ارتاح البدن كله وصلح العمل كله، فأهل الكفر وأهل النفاق وأهل البغى أمم خالية من هذا اليقين، وقد روت كتب التاريخ أن عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه جمع الناس وخطب فيهم خطبة مكونة من جملتين قال: «أيها الناس إن المصدق بيوم القيامة أحمق والمكذب به كافر» وانتهت الخطبة وصرفهم كما جمعهم، ولم تتوقف الكتب طويلا عند هذا المعنى العظيم الذى ساقه خامس الخلفاء الراشدين بأسلوب ميسر مختصر جدا.. المصدق بيوم القيامة أحمق لأنه لم يعمل له عمله والمكذب به كافر وانتهى الأمر، والذين يؤمنون باليوم الآخر ويبخلون ما عندهم يقين باليوم الآخر والذين عندهم يقين بأن الله ناصر المؤمنين لا يملكون إلا نشر الفتن والزوابع وإثارة العواصف مع أن الله تبارك وتعالى قال فى موضعين من القرآن الكريم «وكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ»، الأمر الذى يبث فينا اليقين بأن النصر آت لا محالة، لكنه جهل الإنسان الذى يريد للشيء كن فيكون وهى لا تتأتى إلا من الله تبارك وتعالى إذ لابد من صحبة للتفاؤل وصحبة التفاؤل تتمثل فى بذل المؤمن كل جهد له من أجل أن يحقق الله النصر القائل: «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي»، فمع الأخذ بالأسباب يعتقد المؤمن أن الرمى من الله وأنه مجرد مسدد، ويقيننا بالله تبارك وتعالى يشمل إثبات جميع الصفات الكمالية الواجبة لله تعالى من السمع والبصر والحياة والقدرة وغير ذلك واليقين بأن محمد صلى الله عليه وسلم سيدنا خاتم النبيين ورحمة الله تعالى للعالمين يقتضى منا اتباع سنته وما اتباع سنته إلا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر.