من وراء النافذة

من هو العدو؟

هالة العيسوى
هالة العيسوى

الوعى الجمعى للمصريين يدرك جيدًا أنه لا ثبات قى السياسة، وأن المصالح قد تتصالح فتحول العدو إلى حليف. وهناك حق الدم الذى يتمسك به المصرى ولا ينساه مهما طال الزمن. لذلك تجده يعرف بفطرته كيف يفرق بين العدو الدائم، والعدو المؤقت، وقد رسخت فى وجدانه ملامح العدو الحقيقي. 

وقد شهدنا كيف حدثت الفجوة بين الموقف الرسمى من اتفاق السلام والتطبيع مع إسرائيل الذى عقدته مصر الرسمية بعد عقود من العداء والاقتتال، وبين الموقف الشعبى الرافض للتطبيع.

هناك فى إسرائيل طائفة من الخبراء الاستراتيجيين، لا تتردد فى الجهر بأن مصر هى العدو الاستراتيجى للدولة العبرية،  واحد من هؤلاء  إيلى ديكل، تذكروا هذا الاسم جيدًا، فهو عميد متقاعد ثمانيني، قضى  

فى فرع الاستخبارات بجيش الاحتلال الإسرائيلى 20 عامًا، وتخصص فى الاستخبارات الجغرافية، الذى يبحث فى أنظمة البنية التحتية العسكرية والمدنية ويحلل أهمية تطوير البنية التحتية المتزامنة من حيث حالة الأمة تخصص فى شؤون الدول العربية، لكنه كرس جهده للتعمق فى الأحوال المصرية بصفة خاصة من كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية.

لديه موقع إلكترونى باسم «ديكل إيجبت» يقدم فيه رؤاه ونصائحه غير المباشرة للقيادة السياسية عبر متابعاته للشأن المصري. مثله مثل جيورا  أيلاند صاحب فكرة سيناء وطنًا بديلًا للفلسطينيين، يتبنى فكرة أن مصر هى العدو الأول لإسرائيل، وأنها رغم اتفاق السلام، تبنى قوتها العسكرية بشكل محموم لمواجهة محتملة وربما حتمية مع إسرائيل، وأن سيناء ستكون هى مسرح تلك المواجهة.  

منذ بداية العام الماضي، يصعد ديكل حملته التحريضية ضد مصر ويسميها «توعوية»، يتنقل بين المنصات الإلكترونية العسكرية ويلقى المحاضرات مرددًا سؤالًا واحدَا لتأكيد ادعاءاته هو: لماذا تقوم مصر بتسليح نفسها بشكل مستمر، ولأى غرض يتم بناء البنية التحتية العسكرية الواسعة فى سيناء؟

ومنذ بدء الحرب على غزة، أضاف سؤالًا جديدًا : لماذا ترفض مصر بعناد توطين لاجئى قطاع غزة فى سيناء؟  وكأنه من البديهى أن تقبل مصر بذلك. ثم يردد على غير الحقيقة إن القضية المصرية لا تحظى بالاهتمام الذى تستحقه من إدارة المخابرات، وأن المعاهد البحثية ووسائل الإعلام نادرا ما تتعامل معها. لقد أنفق ديكل ردحًا من عمره فى الترويج لفكرة تعاظم الخطر المصري!