أحد قادة حماس: نرفض إلقاء السلاح وموقفنا ثابت ولا نعترف بوجود إسرائيل

زعيما المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية وخالد مشعل
زعيما المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية وخالد مشعل

مع تردد الهمهمات حول الإخفاق فى تحقيق أهداف الحرب على غزة والقضاء على حماس، سواء بتشديد الضغط العسكرى وحده، أو بإضافة خنق القطاع وخلق أزمة حياتية وإنسانية لمواطنيه.

ومع الاستياء من تصريح معين أدلى به حسام بدران، أحد كبار القادة السياسيين فى حماس، فى مقابلة أجراها لوسائل إعلام أمريكية، أكد فيه أن حماس ترفض إلقاء سلاحها أو تغيير موقفها والاعتراف بوجود دولة إسرائيل طالما استمر الاحتلال، كانت العلامة المشجعة الوحيدة للاحتلال من حديث بدران نفسه، وهى ظهور خلاف على ما يبدو بين القيادة السياسية التى وصلت إلى مصر وبين السنوار زعيم حماس فى القطاع. بالتالى كان القرار الإسرائيلى حسب المعلق الإسرائيلى رون بن يشاى هو استغلال الفجوة فى المواقف بين المكتب السياسى للمنظمة والقيادة فى القطاع.

لك الفجوة التى ظهرت مع قيام ممثلين عن السلطة الفلسطينية بإجراء محادثات مع خصومهم من المكتب السياسى لحركة حماس حول مسألة الواقع الذى سيسود فى قطاع غزة فى اليوم التالى للحرب.

اقرأ أيضاً| عقبات تمنع تطبيق سيناريوهات «اليوم التالي» للعدوان

وبحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت چورنال الأمريكية، وتلقفته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فإن المحادثات الجارية قد تؤدى إلى انقسام داخلى داخل حماس، لأن القيادة السياسية للمنظمة الموجودة فى الدوحة تجرى المحادثات بشكل منفصل عن الذراع العسكرية الموجودة فى غزة.

والأهم من ذلك كله أن الذى يبقى خارج هذا الخطاب غير المعتاد - القائم بين الحركتين الفلسطينيتين المتنافستين - هو يحيى السنوار، الذى لا يشارك فى الحوار إطلاقا، وربما يكون معزولا. إذ لم يتم إبلاغه بأمر المحادثات مع فتح، وعندما علم بوجودها طالب بوقفها. وأشارت صحيفة «وول ستريت چورنال» إلى أن قادة حماس أشاروا خلال المحادثات إلى استعدادهم للانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية، ودعم المفاوضات لإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 67 - فى ظل حكومة وحدة وطنية.

تمثل هذه المحادثات أوضح إشارة إلى أن المكتب السياسى لحماس قد بدأ التخطيط لليوم التالى للحرب. وقال حسام بدران، عضو المكتب السياسى، لصحيفة وول ستريت چورنال: «نحن لا نقاتل لمجرد أننا نريد القتال. نحن لسنا من أنصار لعبة محصلتها صفر»، «نريد أن تنتهى الحرب».

وقد أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الخلافات بين المكتب السياسى لحركة حماس وكبار مسئولى غزة - وعلى رأسهم زعيم حماس فى غزة يحيى السنوار - تزداد سوءًا. وبحسب مصادر مطلعة على تفاصيل المحادثات، وبحسب مسئول إسرائيلى، لم تفصح عنه الصحيفة العبرية، فإن محادثات القيادة السياسية مع أعضاء فتح تسببت فى توترات مع السنوار. وبحسب المصادر نفسها، فإن السنوار لا يريد أن تستمر حماس فى حكم غزة، لكنه يعتقد أن الحرب لم تخسر بعد، وأنه من السابق لأوانه التوصل إلى تسوية.

وفقا لصحيفة وول ستريت چورنال، كشف القيادى الحمساوى بدران ومسئولون آخرون أن محمد دحلان ورئيس الوزراء الفلسطينى السابق سلام فياض شاركا أيضا فى المحادثات. وأشارت الصحيفة إلى أن المسئول الفلسطينى قال فى إحدى المقابلات التى أجراها دحلان، إنه على تواصل يومى مع حماس.

ويشارك فى المحادثات بشكل مباشر مسئولون كبار فى المكتب السياسى لحركة حماس، برئاسة إسماعيل هنية وخالد مشعل، ومن بين فتح حسين الشيخ الرجل الثانى فى منظمة التحرير، وهو المسئول عن الاتصالات، ليكون حلقة الوصل بين الأحزاب والحكومة الإسرائيلية، ويُنظر إليه أيضًا على أنه خليفة مستقبلى لرئاسة سلطة أبومازن.

مفهوم بديهيًا أنه لو استمر هذا الصدع بين قيادات حماس فى الداخل والخارج، سيعتبر حتمًا نوعا من الانتحار السياسى للحركة، وفرصة ذهبية لإسرائيل لإعادة احتلال غزة بشكل قطعى، خاصة مع ارتفاع الشعار الذى أطلقه نتانياهو ويحظى بقبول معتبر فى الشارع الإسرائيلى بأنه لا حماستان ولا فتحستان فى غزة، أى أنه يرفض أى نوع من الحكم الفلسطينى فى قطاع غزة.