المشدد 7 سنوات لموظف الأوقاف.. كهرب سور البيت وتسبب في وفاة طفل

الضحية
الضحية

الشرقية‭: ‬إسلام‭ ‬عبدالخالق

  لم يكن الفتى «أحمد» الصبي الذي تخطت سنوات عمره إثنى عشر ربيعًا بعدة أيام يدري أن ذهابه للبحث عن طُعم لأجل صيد السمك؛ سيكون آخر شيء يبحث عنه في الدنيا، وأن وداعه لأسرته قبل ذلك كان وداعًا دون عودة أو وعود؛ إذ ساقه القدر إلى قدره الأخير وفارقت روحه جسده خلال لحظات من مروره إلى جوار سور منزل أحد جيران أسرته في القرية بعدما صعقته كهرباء أوصلها صاحب المنزل في السور المعدني عمدًا لمنع اللصوص من الاقتراب، بيد أن من اقترب كان الطفل المجني عليه دون إرادته جراء تيار الكهرباء الذي سحبه وتركه جثة هامدة دون نبض أو حياة.

على بُعد أمتار قليلة من وسط قرية «السواقي» التابعة لنطاق ودائرة مركز شرطة أبو كبير في محافظة الشرقية، وبينما أعلنت الساعة بداية وقت الظهيرة، كان الفتى «أحمد» كعادته التي اعتادها مؤخرًا كلما أراد صيد الأسماء من الترعة القريبة من القرية يذهب إلى الطرقات الموجودة على مشارف البلدة بحثًا عن الديدان الموجودة في الأرض التي يستخدمها طُعمًا لصيد الأسماك، لكنه أثناء سيره في طريقه، وما أن انحرفت قدماه من أمام منزل موظف الأوقاف «محمد» المعروف في القرية فوجيء بيديه وكأنها انجذبت إلى السور المعدني المحيط بالمنزل، في مشهد صعب الوصف والتفسير، وفي غضون ثوانٍ معدودات كان الفتى مطروح أرضًا بعد رعشات متتالية من أثر سريان الكهرباء في جسده حتى أفقدته حياته وتركته جثةً هامدةً بلا روح.

وفاة واتهام

هرع الأهالي إلى مكان جثمان الفتى المُلقى أرضًا أمام منزل الجار صاحب السور الموصول بالتيار الكهربائي، وخلال دقائق استدعيت إحدى السيارات والذهاب بالفتى إلى المستشفى عسى أن يتم إنقاذه هناك من قِبل الفريق الطبي في مستشفى أبو كبير المركزي، بيد أن الوقت كان قد مر على إمكانية ذاك الإنقاذ المرجو؛ إذ تبين أن الصغير قد فارق الحياة فور سقوطه أرضًا جراء توقف عضلة القلب نتيجة التعرض لصعق كهربائي كان قاسيًا وبضراوة لم يتحملها جسد الفتى.

«أحمد تعيشوا انتوا».. نزلت كلمات الطبيب الموجود في قسم الاستقبال والطوارئ بالمستشفى كالصاعقة على آذان أسرة الطفل المرافقين له في محاولتهم نجدته فور وصولهم المستشفى، ودارت الدنيا بعقول الجميع، حتى حضرت الأجهزة الأمنية واتهم والد الطفل صراحةً جاره صاحب البيت الذي فقد الفتى حياته بسبب سريان التيار الكهربائي في سور منزله بالتسبب في وفاة نجله.

جرى نقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى الأحرار التعليمي في مدينة الزقازيق وقتذاك بقرار من النيابة العامة، التي قررت انتداب أحد الأطباء الشرعيين لتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة، قبل أن تأمر بإحالة المتهم محبوسًا إلى المحاكمة الجنائية في محكمة جنايات الزقازيق، التي نظرت أولى الجلسات وعاقبت المتهم خلالها بالسجن المُشدد لمدة سبع سنوات.

الوداع الأخير

«الحمد لله ربنا نصرنا».. خرجت الكلمات مفاجئة على لسان والد الطفل المجني عليه فور صدور حكم المحكمة، إذ أفاد الأب خلال حديثه لـ «أخبار الحوادث» بأن فتاه كان لا يستحق تلك الميتة التي لاقها جراء تصرف الجار وتوصيله تيار الكهرباء في السور المحيط بمنزله.

وأضاف الأب خلال حديثه لـ «أخبار الحوادث»، أنه ممتن كثيرًا لقصاص العدالة من المتهم بالتسبب في وفاة نجله، قبل أن يُضيف في أسى حين تذكر فتاه: «الله يرحمك يا ابني نام وارتاح في تربتك وربنا يصبرنا على فراقك، حقك جه والحمد لله على كل حال».

«الدنيا كلها لا يمكن تعوضني ابني».. هكذا تحدثت والدة الطفل لـ«أخبار الحوادث» وقت انهيار زوجها فور صدور الحكم على المتهم بالتسبب في وفاة ابنهما، لافتةً إلى أن ابنها كان قد ودعها وهو ذاهب لأجل البحث عن طُعم وصيد الأسماك يوم وفاته، لكن على ما يبدو أنه كان الوداع الأخير، قبل أن تدعو أن يجمعها الله بولدها في الجنة.

وقُيدت الواقعة جناية وفقًا لنص المادة 236 / 1 من قانون العقوبات، والتي تنص على أن «كل من جرح أو ضرب أحدًا عمدًا أو أعطاه مواد ضارة ولم يقصد من ذلك قتلًا ولكنه أفضى إلى الموت يُعاقب بالسجن المُشدد أو السجن من ثلاث سنوات إلى سبع، وأما إذا سبق ذلك إصرار أو ترصد فتكون العقوبة السجن المُشدد أو السجن».

وقضت محكمة جنايات الزقازيق في محافظة الشرقية، برئاسة المستشار أحمد محمد الشهاوي رئيس المحكمة، وعضوية المستشار محمد مصطفى السيد رئيسًا بالمحكمة، والمستشار عبد العزيز متولي عبدالعزيز، وسكرتارية نبيل شكري، ومحمد إبراهيم، بمعاقبة المتهم «محمد م إ م» عامل في الأوقاف يبلغ من العمر نحو 48 عامًا، بالسجن المُشدد لمدة 7 سنوات؛ على خلفية اتهامه في القضية رقم 19001 جنايات مركز شرطة أبو كبير لسنة 2023، المُقيدة برقم 1763 كلي شمال الزقازيق لسنة 2023، بالتسبب في وفاة طفل جاره المجني عليه الطفل «أحمد محمد نصار» الذي صعقته كهرباء سور منزل المتهم؛ وذلك بعدما أوصل المتهم التيار الكهربائي إلى السور المعدني المحيط بحديقة منزله لمنع اللصوص من الاقتراب منه ليُصيب التيار الفتى المجني عليه ويودي بحياته.

أمر إحالة المتهم إلى المحاكمة الجنائية في محكمة جنايات الزقازيق أشار إلى أن المتهم قد قام بتوصيل التيار الكهربائي إلى السور المعدني المحاط به حديقة مسكنه والذي أعده سلفا، فصدم التيار الكهربائي جسم المجني عليه الطفل «أحمد محمد نصار» 12 سنة، طالب في الصف الأول بالمرحلة الإعدادية، وذلك حال ملامسة المجني عليه سور منزل المتهم؛ فأحدث إصابته الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياته، وأنه المتهم لم يقصد من ذلك قتلًا ولكن الإصابات المُشار إليها قد أفضت إلى موت المجني عليه

اقرأ أيضا :

 

 

;