خلال توقيع نداء الضمير| شيخ الأزهر: آن الأوان لوقف الحروب البشعة

فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب خلال توقيع نداء الضمير
فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب خلال توقيع نداء الضمير

أكد الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين ، أن موقف الإسلام محدَّد من قضية البيئة وعناصرها بدءًا من الأرض ، ومرورًا بكل ما يدبُّ على وجهها من كائناتٍ حيَّة ، وانتهاءً بما يَسْبح فى مياهها ويطيرفى أجوائها من أسماكٍ وطيور، وأن هذا الموقف يتمثَّل باختصار شديد فى الأمرالإلهى الموجَّه لكل إنسان مؤمن وغير مؤمن ، بالإصلاح فى الأرض وما عليها ، والنهي الإلهي والتحذير من الإفساد فيها أو في أي عنصر من عناصرها.

جاء ذلك خلال كلمته التى ألقاها أمس من خلال تقنية الفيديو في حفل توقيع «نداء الضمير، بيان أبو ظبى المشترك للأديان من أجل المناخ»، وافتتاح جناح الأديان بمؤتمر الدول الأطراف COP28.

وأضاف أنَّ البيئة وعناصرها من أقوى الأدلَّة التى تُرشِد العقل لمعرفة الله تعالى والإيمان به ، وأنَّ الكائناتِ بكلِّ أنواعها تشارك الإنسان المؤمن فى عبوديته لله تعالى ، ومن ثَمَّ كان الإنسان فى منطق الإسلام مسؤولًا عن البيئة مسؤوليتَه عن نفسِه ، وعن إخوته من بنى آدم ، وأنَّ الأرض وما عليها أمانة فى رقبة الإنسان ، وهو مسؤول بين يدى الله يوم القيامة عن إصلاحها وعن حمايتها من الفساد ومن الإفساد فيها ، وقد حذَّر الله الإنسان، إنْ هو أفسدَ فى الأرض، أنْ يُذيقَه من الأمراض والمصائب والكوارث بقَدْرِ ما يُفسِد فيها: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِى عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون».

ووجه شيخ الأزهر نداءً وصرخةً -من رَجُلٍ مُسلم بسيط  يتألَّمُ لآلام الشُّعُوب الضَّعيفة والفقيرة المغلوبةِ على أمرِها ، صرخة إنسان مذهول من هول آلة القتل الإرهابية الجهنميَّة التى يُعملها قُساة القلوب فى صفوف المواطنين الآمنين من النِّساء والرجال والأطفال والرُّضع والخُدَّج ، ومن مظاهر العنف والتخريب والدَّمار التى تشهدها أرض فلسطين السليبة- قائلا للعالَم كل ، إنَّه آن الأوان لوقف هذه الحروب البشعة المُجْرِمة ، وأكد أنَّها لو اســـــتمرَّت فلن يتبقى لنا بيئةٌ نحافظ عليها، أو مناخٌ نبقيه نظيفًا لأبنائنا وأجيالنا فى مُستقبلٍ قريبٍ أو بعيد.

ووصف المبادرةَ الاستثنائية التى تقدَّم بها مجلس حكماء المسلمين لدعوة رموز الأديان المختلفة لتوقيع «وثيقة نداء الضمير بيان أبو ظبى المشترك بين الأديان من أجل المناخ»، وكذلك لإنشاء جناح الأديانِ -ولأوَّل مرة-، داخل مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين للتعاون مع الأمم المتحدة و الإمارات، بأنها فرصةٌ ثمينةٌ لتعزيز الجهود من أجل حماية بيئتنا المشتركة.