الإفراج عن الأسرى خلال الهدنة المؤقتة يكشف «فرق المعاملة» بين حماس وانتهاكات الاحتلال

فصائل المقاومة اثناء تسليم المحتجزين الإسرائيليين
فصائل المقاومة اثناء تسليم المحتجزين الإسرائيليين

خلال فترة الهدنة المؤقتة التي تم التوصل إليها بين حركة حماس وإسرائيل قبل الأربعة أيام الماضية والممتدة ليومين آخرين بوساطة مصرية قطرية، والتي أُبرمت بموجب اتفاقية وقف النار في قطاع غزة وإطلاق سراح عدد من أسرى الجانبين، سُلط الضوء على فرق المعاملة التي يتلقاها المحتجزين الإسرائيليين المفرج عنهم من جانب حماس والأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون لانتهاكات ليست بجديدة على الاحتلال.


 

«لحظات الإفراج عن الأسرى تروي تفاوت المعاملة»

وخلال لحظات التحرير في صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس، أكد الأسرى الفلسطينيين الذين تم إطلاق سراحهم من سجون الاحتلال، أنهم ولآخر لحظات خروجهم كانوا يتعرضون لمعاملة سيئة، وقبل هذه الاتفاقية، أشاروا إلى أن وضعهم داخل السجون قد تدهور بشكل كبير بعد عملية طوفان الأقصى التي نُفذت في 7 أكتوبر الماضي.

وفي الجهة الأخرى، وخلال عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين للصليب الأحمر، ظهرت معاملة عناصر القسام بشكل إنساني في قلب الصراع، وكانوا يربتون على الأطفال بحنان ويترفقون بالمسنين بلطف، وكانت اللقطات التي ظهر فيها الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم تعكس حالة جيدة للصحة والمظهر، حيث بدت النساء والفتيات وكذلك الرجال الأجانب الحاملين لجنسيات أخرى غير الإسرائيلية الذين حرروا، وهم يرتدون ملابس مرتبة ونظيفة ومعهم بعض الحلويات والمياه بالرغم من ندرتها في هذا الوقت من الصراع.

وكذلك ظهرت لقطات لطيفة أخرى تداولت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لعناصر من حركة حماس يلوحون بأيديهم للأسرى المفرج عنهم ويقولون لهم "باي"، في ذات الوقت الذي يبتسمن فيه النساء الإسرائيليات وهن يحتضنن أطفالهن ويلوحون كذلك بأيدهم لعناصر المقاومة، بالرغم من توقيت اللحظة وتوتر الأوضاع بين إسرائيل وحماس.

وفي لقطة مصورة أخرى، كان عنصر من القسام يحمل سيدة مُسنة بحذر وبعفوية، إلى كرسي داخل سيارة الصليب الأحمر المسئول عن استلام ونقل أسرى الطرفين وإيصالهم إلى الجهة المعنية.

وبعدما أُفرج عن الدفعة الأولى في أول يوم من الهدنة المؤقتة الجمعة الماضية، حكت بعض السيدات المحررات عن طريقة تعامل عناصر القسام معهم، وقالوا "إن هؤلاء الأشخاص كانوا ودودين معهم وكان هناك ممرضين يعتنون بهم، وحافظوا على نظافة المكان وتناولهم للطعام".

أما الفتاة مايا، التي كانت حديث السوشيال ميديا منذ الإفراج عنها، بسبب نظراتها المليئة بالامتنان لأحد أفراد المقاومة والذي كانت طريقة توديعها من أحد رجال المقاومة بكلمتين تصدرت وسائل التواصل الاجتماعي وهي "باي مايا"، تجسدت في لقطة تعكس حُسن المعاملة التي تلقتها طيلة فترة أسرها وحتى آخر لحظات الوداع، وكأنها تعبر عن شكرها وسعادتها بالمعاملة الإنسانية التي قدمها لها عناصر حماس.

وقبل استلام لجنة الصليب الأحمر للرهائن الإسرائيليين بدقائق، ظهرت طفلة صغيرة من ضمن الدفعة المفرج عنهم مع والدتها وهي بملابس نظيفة، معربة عن امتنانها وشكرها لرجال حركة حماس بابتسامة لا تنتهي ملوحة بيديها الصغيرتين لهم وهي في طريقها لركوب سيارة اللجنة، وحتى بعد جلوسها على أحد مقاعد السيارة ظلت تلوح بيديها، في الوقت الذي يودعها أيضًا عناصر المقاومة بأيديهم.