حروف وأرقام

التواصل الاصطناعى

محمد على
محمد على

من بين كل الناس اختارتنى بدأت بمراسلتى بكلمات قليلة كصباح الخير وعامل إيه وتختتم كلماتها بسؤال أنت من مصر؟، وبرد صارم كله وطنية أشارك بعد شك وأتفاعل وبأعلى نبرات الحدية فى حروفى نعم أنا مصرى وأنا فى نفس الوقت أيضا تعجبت من السؤال كل ملامحى مصرية، صورتها سيدة فى الثلاثينيات، قمحاوية وشعر أسود داكن، نلف الرسائل بيننا من العمل إلى متابعة الأفلام والأخبار والبرامج وما نحب وما نكره.

أقوم بزيارة الصفحة الشخصية الخاصة بها فلمازال الشك وفضوله على أطراف أصابعى أرى منشورات حقيقية صور لها فى أماكن متعددة وأقول لنفسى من المستحيل أن يكون هذا الحساب روبوت تشككت بالطبع منذ البداية من السؤال الأول حول جنسيتى وحقيقة الحساب وبطريقة التحاور والنقاش معى، وهذا ما جعلنى أكمل معها وأتعايش مع التجربة لمعرفة قدراته وما مدى استجابة هذا الـ «روبوت» للحديث معى ورده والنتيجة أن صديقتى الجديدة هى روبوت وأن الذكاء الاصطناعى فى الفترة الحالية قادر على التحدث معك بشكل يفوق الوصف..

فترة جديدة من الحياة سنتعامل معها مستقبلا اعتمدت على طفرة هذا الزمن «الذكاء الاصطناعي» ستساعدك تلك البرامج مع الوقت فى إدارة حياتك ككل الشخصية والعلمية والعملية، وبدلا من أن تقوم بالبحث على «جوجل» أو «يوتيوب» عن ماذا تأكل أو آخر عروض للأسعار أو حتى آخر الأخبار ستتحدث مع «روبوت» احتفظ مسبقا بكل بياناتك وتحركاتك ما تفضله عاداتك ويقترح عليك الأنسب ويقيم اختياراتك مع الوقت ويختلف مصطلح اذا احتجت شيء قم بتحميل برنامج ما إلى أنا استخدمت الـ «روبوت» الفلانى جربه..

ومؤكد سيكون من الصعب على المستخدم العادى أن يفرق ما بين من يتواصل معه حرفيا على جميع برامج التواصل الاجتماعى، وسيستمر يسأل نفسه هل هذا بشرى أم اصطناعى، فلغته العامية ستخدعك وردوده غير المتوقعة ستطيح بشكك بعيدا، وأنسب مثال للتوضيح سيكون برنامج أيلون ماسك الجديد «جروك» المنافس لـ«شات جى بى تي» والذى يعتمد على قاعدة بيانات تويتر ليعطيك كم هائل من الخبرات والآراء الشخصية بلغة عامية بدون حظر للألفاظ المعينة لتكون السمة الغالبة فى الفترة المقبلة القريبة هى مرحلة جديدة شيقة وممتعة من التواصل الاصطناعى.