أفكار متقاطعة

أشرف مهاجر

سليمان قناوى
سليمان قناوى

سلام على أشرف مهاجر فى التاريخ، سلام على نبى آخر الزمان شفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتهنئة للعالمين -الذى أُرسل ليكون رحمة لهم - بالعام الهجرى الجديد.

تعالوا نحتفل بالحدث الذى حول مجرى التاريخ بقدر صانع المصائر سبحانه وتعالى بإعلان النية على الهجرة كل يوم لجبر خاطر مكلوم أو قضاء حاجة غلبان أو فك كربة مسكين أو إغاثة ملهوف.

ما أحوجنا الى هجران التباغض والتشاحن والاحتراب الى التسامح والتراحم والتكافل. لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم درسا فى الخلق الرفيع، قبل أن يشرع فى الهجرة من مكة الى المدينة،- ضمن دروس عظام - حين استبقى ابن عمه عليًا بن ابى طالب ليرد الامانات والودائع التى عنده الى أهلها، فلم يكن أحد بمكة يخشى على اى شيء يملكه الا وضعه عند رسول الله لامانته.

فعل ذلك رغم أن أهل مكة هم أئمة الكفر والاذى الذين تآمروا عليه ليلة الهجرة لقتله. ونسمع اليوم عن «مستريحين» يجمعون أموال الناس بزعم توظيفها ويهربون بها خائنين كل من اتمنوهم بحسن نية فى أقل الاحيان وبفعل الغفلة فى بعضها والطمع فى معظمها. نحتاج الى أن نقتفى أثر الصحابة الذين تركوا ثرواتهم ونساءهم وكل ملذات الحياة، فرارا بدينهم لنصرته مثلما فعل صهيب الرومى.

بينما يتكالب البعض الان على جمع الثروات دون اكتراث هل جاءت من حلال او حرام،ويستغل  البعض بدافع الجشع حاجات الناس الاساسية ليرفع الاسعار ويصعب الحياة على الكثيرين، وكل ذلك يبين ان المعانى السامية للهجرة لم تجد اى صدى لها فى قلوبنا حتى الان، فحين تنازل أنصار المدينة عن بيوتهم وثرواتهم وتجارتهم بل وزوجاتهم للمهاجرين، لم نر أحدا من تجار وشركات اليوم  يتنازل ولو بهامش بسيط عن ارباحه ليخفف من وطأة الاسعار ليؤاخى بين من عنده فضل زاد ليعد به على من لا زاد له.

لا نريد أن نكون ممن يأمرون بالمعروف ولا يأتونه وينهون عن المنكر ويأتونه، فهؤلاء هم أئمة النفاق وسدنته. نحتاج الى هجرة حقيقية عن ظلم العباد وأكل حقوقهم بالباطل والسير بين الناس بالغيبة والنميمة والخوض فى الاعراض، وسب هذا ولعن ذاك وطعن الكثرين فى ظهورهم. ان المبتغى النهائى لهجرة كل مسلم، جمعه الله فى آيته الكريمة» قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين»