من الآخر

د. أسامة أبوزيد يكتب: مدرسة الأهلي

د. أسامة أبوزيد
د. أسامة أبوزيد

لم تكن فرحة المصريين كبيرة بعودة كأس إفريقيا للأبطال إلى أحضان الأهلي من جديد، بسبب الإنجاز الإفريقي الجديد فقط.. ولكن لأن البطولة الكبيرة جاءت على حساب حامل اللقب بطل المغرب المسيطر على مجريات الأمور الكروية فى المرحلة الأخيرة.. وبالتالى فإن القادم كرويًا سيكون أفضل بإذن الله.
 

■ الأهلي استحق التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا للمرة الـ «١١» في تاريخه عن جدارة واستحقاق

من يستطيع الفوز ببطولة إفريقيا للأبطال 11 مرة يؤكد أن الكبير كبير.. وأن الأهلي بالفعل من عينة مختلفة.

11 مرة يقدم الأهلى نماذج للنجاح والفن الكروى الراقى بلا منافس حقيقى.. هذا هو الأهلي الحقيقي الكبير يستطيع أن يكسب وأن يحتفل بالبطولات على أرضه وخارجها بمعنى أن المكان ليس فى الحسابات.. اللعب فى أى مكان من أجل المكسب فقط لا غير.

غير الأهلى كان من الممكن أن يخسر هذه البطولة مبكراً.. غير الأهلي كان سيفقد الأمل بعد أن انتهت مباراة الذهاب بالقاهرة 2/1 وبالتالى فإن هدفاً وحيداً فى ملعب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء كفيل بضياع البطولة وبقائها فى المغرب.
لكن لا يوجد مستحيل مع الأهلى.. وما يبرز ذلك التاريخ والإنجازات السابقة.. والنجوم الكثيرون الذين قدمهم فى هذه البطولات ومنهم محمود الخطيب رئيس النادى وأحد أساطير اللعبة والذى يستحق الإشادة بهذا الفوز.

لا خلاف على أن الوداد فريق كبير.. خاض النهائى وهو على ثقة بأن الفوز بيضاوى.. وزاد أمل الاحتفاظ بالكأس بعد الهدف الذى أحرزه فى الشوط الأول وانتهى به هذا الشوط.

وفى الشوط الثاني كان الوضع مختلفاً.. تراجع الوداد واستهان بالأهلى.. والأهم أن المايسترو كولر المدير الفنى دفع بكل قوته الهجومية المؤثرة.. عبدالقادر وأفشة ومحمد شريف.. وهاجم بشراسة أمام دفاع مغربى يهدف إلى مرور الدقائق وانتهاء المباراة على خير.

نسى الوداد ومديره الفنى أنه يلعب أمام فريق الأهلي.. ونسى أن يستبدل حتى يعطى نشاطاً فى الملعب.. ونسى أن انطلاقات الأهلى والمساحات الواسعة فى دفاعه كانت مفتاح الوصول لمرمى يوسف المطيع حارس المرمى.

الوداد فريق كبير حصل على البطولة 3 مرات تقريباً.. منهم مرتان على حساب الأهلى.. والمؤكد أن تكون البطولة للمرة الثالثة على حساب بطل إفريقيا شبه مستحيل.

كل نجوم الأهلي فى المباراة أبطال بمعنى الكلمة خاصة فى الشوط الثانى.. فريق يلعب بروح وقتال ومسئولية .. والأهم أيضاً أن أى لاعب جديد يدخل الأهلى.. لا يشعر بالغربة ويدخل فى ترس النجاح وهذا ما حدث مع مروان عطية ومن قبله محمد عبدالمنعم صاحب هدف البطولة بضربة الرأس الفولاذية.

يجب أن يتعلم الجميع من نهائى إفريقيا.. العصبية تؤدى إلى التوهان وإضاعة الوقت والخسارة، وهذا كان أحد عناوين الوداد المغربى.. والروح وعدم إلقاء الفوطة وتقدير لون الفانلة واحترام الجماهير يجعل الفرصة والفرحة وإسعاد الجماهير على الأبواب دائمًا.

مبروك لمجلس إدارة الأهلي برئاسة النجم محمود الخطيب، ومبروك للجهاز الفني بقيادة كولر الذي لم يلعب في التشكيل وأعاد محمد الشناوي أحد عوامل الثقة فى الملعب.. ومبروك للاعبين الأهلاوية أصحاب الروح الفولاذية غير الموجودة فى أماكن كثيرة.

مبروك لجماهير الأهلي التى تعد العامل الأول والداعم دائماً لناديها ليس فى الانتصارات فقط بل فى الإخفاقات أيضًا.

الـ11 إنجازاً حقيقياً لا يعرف الوصول إليها إلا الأهلى.. وهذه هى الحقيقة التى يجب أن يتعلمها الجميع من مدرسة الأهلي.


 

;