«الجلباب» قصة قصيرة بقلم خالد محمد

خالد محمد
خالد محمد

الحرارة الشديدة تغمر الأرجاء، طُرق علي الباب، ارتديت الجلباب الأبيض الذي أخذته هدية من جدي وفتحت الباب، وجدت رجلا نحيفا يحاول الاحتماء من شدة الحرارة،

سألني: بيت الأستاذ أحمد؟

قلت له: أنا أحمد، عاوز أيه؟

 

: عاوز حضرتك في موضوع مهم


قلت له - رغم هيئته التي ليست علي مايرام-: تعالى اتفضل

 

استقبلته في حجرة الاستقبال، طلبت منه الجلوس على الأنتريه، لكنه رفض قائلا: خليني واقف هنا أحسن الجلباب غرقانة طين لأن الناس أغرقت الشارع بالمياه

: تشرب أيه؟

: نعناع وياريت لوعندك بنج هاتهولي لأني محتاجه أوي

عدت حاملا صينية عليها ثلاثة أكواب كوب الشاي وكوب النعناع وكوب الماء والمخدر للآلام، وجدته يحدّق بنظره ويتأملني عن قرب شديد، سألته:انت تعرفني من قبل كده؟!

تقدم نحوي ووضع يده علي كتفي وقال: معرفة قديمة أوي، آخر مرة شفتك فيها كنت بترضع، أنا عمك نور أخو والدك، قبل الأيام ما تفرقنا وتخلي والدك يبيع اخوته بسبب والدتك

: ماشفتكش نهائي!

: طيب اسال والدتك اللي هي قاعدة علي كرسي بعجل حاليا

عرفت من أمي أن عم نور ترك البلد بعد موت جدي وجدتي لأن أبي قد أخذ ورثا من حق إخوانه

 قال لي: اللي أنا فيه ده مش طين الشارع لا ده الطين اللي والدك اتسبب فيه

نظرت له باكيا وقلت له: إيه اللي انت عاوزه يا عمي؟ وهعملهولك

أنا حقي محفوظ عند ربنا لكن أنا جيت أنصحك عشان متبقاش زي والدك.

اقرأ أيضًا| «جرح قديم» قصة قصيرة بقلم علي عمر خالد