«جرح قديم» قصة قصيرة بقلم علي عمر خالد

علي عمر خالد
علي عمر خالد

أُقِمت في بيتي الصغير الأفراح ابتهاجًا بنجاح ابني عمر في الثانوية العامة ، واستقبلنا الأحباب والأقارب الذين جاءوا مهنئين فرحين بما حل في البيت الصغير.

انتهى اليوم بسلام ، ورحت أتحدث مع قرة عيني أوصيه بأن يكون طبيبًا مثلي ، بعد أن نمى إلى علمي تعلقه بكلية الهندسة قسم البرمجيات.

كان عمر مولعًا بالفك والتركيب في أجهزة البيت منذ صغره ، فرأى المبتكر الصغير أن طريق نجاحه وتحقيق أمنياته في الحياة سيكون في مجال الهندسة وليس الطب.

قال عمر: يا أبي لا تحدثني عن هذه المهنة المرهقة ولا ترغمني على الدخول في هذا المجال الصعب ، فأنا أخاف أن يموت مريضًا بين يدي فأشعر بالألم طيلة حياتي.

اعلم يا بني أنني لم أرى نفسي طبيبًا ذات يوم ، فكنت لا أطيق رؤية دماء أي جريح ، فاعتبرني البعض أحمق ، واعتبرتني الأسرة فاشل ، فشل في تحقيق آمالها ، ونسوا أنهم سبب هذا الفشل الذي أنا فيه حينها.

لم أرتكب جرمًا ولا معصية ذات يوم ، إنما أردت أن أحول مجرى حياتي بعيدًا عن العمل في مهنة الطلب ، هربًا من الألم الذي يتربص بي ، إنه قرار صعب عقدت العزم عليه ، وهو ترك مجال الطب تمامًا ، وكان الجميع يقول لي : إذا تركت كلية الطلب ، ستفقد المستقبل الباهر الذي ينتظرك ، وكانوا على حق.

• أنتَ الآن يا بني حائر ، لا تعرف التخطيط الجيد لمستقبلك لخبرتك القصيرة في هذه الحياة ، وواجبي أن أٌقم لك النصيحة ، وفي النهاية القرار لك.

• يا أبتي ، أنا لا أكره الطب لكني أخاف ، فالطب مسئولية كبيرة ، أخشى عدم قدرتي على تحملها ، فعندما يكون مصير إنسان بين الحياة والموت في يدك شيء يفوق قدرتي.

سأقص عليك قصتي مع كلية الطب منذ بدايتها . ذات يوم جلست في غرفتي الصغيرة أمام نافذتها الضيقة ، أفكر بكل جدية في ترك الطب لما أعانيه من خوف شديد عندما أرى الدماء أمام عيناي ، وكان لدي المبرر لتركها ، لكن المستقبل الذي كان ينتظرني كان سيغير الكثير في حياة الأسرة ككل ولست أنا ، ومن أجل ذلك وبعد نصائح الأ؛باب قررت الاستمرار والتفوق.

عندما أخبرت الجميع برغبتي ، هاجموني وبشراسة ، وبخاصة إخوتي الكبار الذين كانوا شاهد عيان على ما حدث لي في طفولتي على يد حلاق الصحة ، الذي ترك في نفسي جُرح غائر لم تمحوه الأيام.

القدر أوقعني في موقف لا أحسد عليه ، ففي أثناء وجودي مع زملائي وأستاذ القسم الذي كان يقوم بإجراء عملية جراحية لأحد المرضى ، وهذه المرة الأولى التي أشاهد فيها عملية جراحية حية.

قام الطبيب الجراح بفتح فتحة صغيرة في بطن المريض فذرفت من المريض الدماء ، سقطت على الأرض مغشيًا عليَ وسط من حضر من الزملاء والأطباء دون أن أشعر بشيء.

بعد وقت مر وجدت نفسي في غرفة من غرف المستشفى مع زميل لي من أقرب الناس إليَ.

• سألته في دهشة : من أتى بي إلى هنا ؟! ، وماذا حدث ؟ ألم نكن في غرفة العمليات ؟

• ضحك صديقي أحمد وقال : فيه حد يشوف دم يغمى عليه !

• هو أنا أغمى عليَ أمام الزملاء ؟! 

• لا شيء فقد كادوا أن يغشى عليهم من الضحك ، ماذا حدث لهذا الخوف الذي انتابك ؟ ! يجب أن تتحرر من هذا الخوف يا خالد .

خرجت من غرفة الاستفاقة ، لكني وجدت عيون الجميع ضاحكةً مستهزءةً بما حدث ، شعرت بالخجل الشديد ، وانطلقت إلى البيت لأستريح ، وقد زاد عزمي على ترك الجامعة والانتقال إلى تخصص آخر بعيدًا عن دماء المرضى.

أيقظتني أمي لتذكرني بموعد الجامعة ، تعللت بالإرهاق ، عرفت أمي ما يلوج في خاطري ، فجلست تشد من أزري وتذكرني بضيق الحال ، والحاجة الملحة لوظيفة تنتشل الأسرة مما هي فيه.

قاومت الكسل بكل قوة منطلقًا إلى الجامعة ، وما أن وصلت تلقيت عبارات التنمر والسخرية من بعض السمجين ، فتملكني الضيق ، وقررت الرحيل والعودة إلى البيت مرة أخرى.

• استوقفني حسن وسألني إلى أين ؟ أجبته إلى البيت.

• لماذا البيت ؟ ونحن مقبلون على محاضرات وامتحانات ؟

• ألم ترى يا حسن عبارات الاستهزاء والتنمر التي تخرج من ألسنة الزملاء ، فما عدت أطيق أو أتحمل مثل هذه السخافات.

• اترك تلك السخافات التي تضر ولا تفيد ، وما عليك القيام به هو التتحرر من الخوف الذي سيطر عليك ، فأفقدك الحماسة نحو الدراسة .

•  إنه جُرح قديم يا حسن ، ما زال تأثيره باقٍ ، ولا أستطيع محوه من ذاكرتي.

هيا بنا سنقوم بزيارة إلى أستاذنا الدكتور سيد حجاب ، فأنت كما تعلم إنه رجل طيب ، كريم لطيف يحبه الجميع.

وصلنا إلى المكتب الفسيح الخاص بالدكتور سيد ، فرحب الرجل بنا ، وجلسنا أمامه ، فقص عليه حسن ما أعانيه.

طلب الدكتور سيد أن يسمع القصة مني ، فبدأ الحديث عما زلزل كياني ، وأفقدني الشهية للدراسة والبحث ، فقلت له : عانيت يا أستاذي من جرح قديم ، على يد حلاق الصحة في بلدتي عندما كنت صغير، أُجريت لي عملية ختان صعبة ، ذرفت خلالها الدم وفار مني كالتنور حتى شعرت بأن الموت قد حل .

في قريتي ، كان أبويا وأمي قد عقدا النية على إجراء هذا الختان الضروري للصبيان من وجهة نظرهم ، رغبةً من الأسرة في إقامة الأفراح ابتهاجًا بهذه المناسبة ، وهذه عادة من عادتنا في البلد ، بعد عدة أيام دقت طبول الفرح وأطلقت النساء الزغاريد في حفل الطهور الذي أحياه رجب  الزمار بفرقته متغنيًا بصحبة الناي والمزمار الذي أمتع الجميع .

فرح الجمع حينها ، إلا أنا ، فكنت انتظر دوري لكي أذبح على يد القصاب (حلاق الصحة ) الذي سيقوم باجراء لي عملية الختان ، العملية التي سيقطع خلالها جزء من أوصالي التي وهبني الله إياها.

وضعت يدي على قلبي منتظرًا تلك اللحظة الفارقة ، التي سأوجه فيها ظلم الحياة وحيدًا كما خلقت وحيدًا ، في سابقة تحدث لي لأول مرة منذ ولادتي.

أُصبت بحالة من التوتر لم أستطع وصفها أو التعبير عنها لصغر سني وقتها ، فكنت لم أتجاوز السادسة بعد .

كانت أمي وبعض صديقاتها من الجيران ، تُعد موائد الطعام للضيوف وللزمار وفرقته .فقد جلسن يستمتعن بالناي والمزمار ورمقهم معلقاً بما يٌعد من  الطعام.

كنت أجلس على مقربةٍ من النساء ، اللاتي انشغلن بإعداد الطعام للضيوف الذين ملأن المضيفة الكبيرة التي نستقبل فيها الضيوف ومعها غرفة النوم المعدة للمسافرين ، الذين يفدون علينا من حين إلى حين ، حتى الديوان الواسع اكتظ بهن.

في الطابق الأول من البيت كانت أمي مشغولةً في إعداد الطعام مع رفيقاتها ، والكل لاهي إما في إعداد الطعام ، أو الترحيب بالضيوف ، أو الاستمتاع بالناي والمزمار.

لا أحد أظهر اهتمامه بي ، رغم أن الكل يروح ويغدو أمامي لكن لا أحد منهم رأني، وكل هذا الحفل أُقيم من أجلي أنا ، لكن أين أنا ؟! لا أعلم .

تمنيت في هذه اللحظة أن أجد أحدًا بجواري ، ليشد من أذري ، لكن أملي لم يتحقق رغم أن لي رهطٌ من البنات والبنين ، إلا أنهم جميعا انشغلوا عني ، حتى رفقاء دربي أبناء الجيران ، لهاهم الزمار بمزماره.

طال جلوسي إلى أن جاءت اللحظة الفارقة التي دخل فيها الحلاق البيت ، وكان  يحمل بين يديه حقيبة سوداء صغيرة لونها كلون وجهه المنتفخ كجسده ، أما الصغير في جسده فكان شاربه الذي بدي لي كشفرة الموس.

ارتدى الحلاق السمج طاقية بيضاء غطى به رأسه ، مختلفًا عن جلبابه الأسود الذي وضع فوقه معطف أبيض انتصف ركبتيه الطويلة ، لم أنس وجه هذا الرجل الذي رحب به الجميع ، كونه الوحيد الذي يقوم بعمليات الختان لأبناء القرية من الإناث والذكور.

دخل الحلاق البيت ، فاتبعه أخي الأكبر محمد الذي كان يكبرني بعشر سنوات ، ومن خلفه أبي وابن عمي السمج حسين الذي أكرهه ، لأنه من أسرع حينها نحو الحلاق ممسكًا بي وهو يقهق الضحكات ، فأصابني بالآلم الممزوج بالخوف الذي سيطر على كل جزء من جسدي الهزيل ، حينها ارتجفت بشدة واهتززت كأغصان الشجر التي اهتز بعنف عندما وقف عاجزًا  أمام عواصف الرياح .

صرخ أبي في وجه حسين قائلاً  : بالراحة يا أخي .. الولد اترعب ، فاحتضنني أبي برفق وقال لي : لا تخف الأمر بسيط فقط قل يا رب ، فالله سيسر لك كل صعب.

هدأ أبي من روعي قليلاً ، ثم أخذني وهو يضع يده على كتفي إلى غرفة المسافرين التي تقع خلف المضيفة ، وحلاق الصحة وأخي محمد وابن عمي السمج حسين يتبعني كمخبر وسط زغاريد النساء.

أجلسني أبي على أحد السرر ، والجميع من حولي مترقبين مسرورين كأنهم أمسكوا بلص ، فحوطوه بإحكام خشية أن يهرب منهم.

جلس الحلاق على الأرض ، ثم فتح حقيبته السوداء ، وإذ بعيناي قد قفزت بداخلها لترى ما بها ، وقد اختلست رؤية أدواته مقصين وسكين حاد وسرنجة وزجاجة ميكروكروم ، وزجاجة أخرى لونها بُني لم أعرفها ، بالإضافة لكيس من القطن الأبيض.

رفع حسين السمج جلبابي إلى أعلى مخترقًا ما ستره الله ، حتى متُ خجلاً وخوفًا .. خَجلاً من كشف عورتي أمام هذا الجمع ، وخوفًا مما سيجري لي.

كنت أرتدي وقتها جلبابًا أبيض بدون ملابس داخلية ، ألبستني أياه أمي منذ الصباح لهذا الأمر ، تابعت تحركات الحلاق فإذ به أخرج الزجاجة البنية ووضع القليل من القطن في أولها حتى ابتلت تماما، ثم وضعها على ما ستره الله بعدما تحسس وطاف بقطنته حيث شاء، بعد أن انتهى قذف بها أرضًا ثم أمسك بيده الغليظة عورتي وشدها إلى أعلى، فاشتدت معه روحي، ثم قص قطعة من الجلد ، فانفجر الدم بعدها كالبركان ، ليلطخ جلبابي الأبيض بالدماء.

خفق قلبي عندما رأيت الدم منهمرًا، فذهبت ولم أعد ، وكأني بين أحضان أمي التي جلست بجانبي تحرك يدها على رأسي وجسدي برفق ، وهي تردد: استرها يا رب، متخفش يا ضناي، خلاص خلصنا ، خلاص يا حبيبي..  اهدى .. اهدى يا روح قلبي .

استيقظت على دعوات ومناجاة أمي لربها ، ففتحت عيناي برفق اليمنى فاليسرى ، لأجد نفسي في حجر أمي وقدماي ترقص بعنفٍ كلا منهما في اتجاه ، ثم نظرت إلى عورتي ، فلم أجد إلا قطن ملفوف بشاش أبيض حولته الدماء إلى اللون الأحمر، كنت أشعر بألم شديد، وكانت صرخاتي لا تتوقف من شدة الألم ، والدموع تذرف كالشجرة الباكية.

كانت أمي تهدٍئ من روعي بكلماتها الرقيقة ولمسات يدها الحانية ، وما هي إلا لحظات حتى أتى أبي وأعطاني قطع من الحلوى ، ثم  قال لي : هذه كلها لك ، فلن يشاركك فيها أحد.

فرحت بالحلوى قليلاً ، ولم أمكث كثيرًا حتى عدت من حيث أتيت أصرخ صرخات قوية عندما عاد الألم الذي عاد وانقطع ، مفسدًا عليَ لحظة الفرح بالحلوى.

ظللت على هذه الحالة لساعات غاضبًا من ضحكات إخوتي الكبار الذين لم يكفوا عن الضحك كلما رأوني أًصرخ ، وكأنهم شاهدوا مهرجًا يضحكهم بحركاته ونكاته.

احتضنني أخي محمد ليحميني ممن ضحكاتهم ، قال أخي محمود : كف عن البكاء أيها المدلل الصغير ، وكن رجلاً أمثال الرجال ، فلم تعد صغيرًا على هذا الصراخ والنواح كالنساء.لم تذدني كلمات أخي إلا حزنًا وغضبًا ، حتى الصرخة استكثروها عليَ ، وحرموني منها. 

جاء أبي الذي كان يلج ويخرج طوال الوقت ليطمئن على حالتي ، وبعد أن رأني فقت بعض الشيء أمسك بيدي وأخرجني من البيت الذي تجمعت أمامه حشود كبيرة من الرجال الذين تمايلوا وتراقصوا على أنغام الناي والمزمار ، التفت إليَ بعضهم ضاحكًا بسبب مشيتي البطيئة كالبطة العرجاء ، وساقاي المجنحتان كلاً واحدة منهما في اتجاه خشية تصادمهما بعورتي.

اجلسني أبي على أحد الكراسي، وجاءت جلستي أمام الزمار الذي لفت انتباهي وأخذني لعالم أخر بعيدًا عن الدماء، كان الزمار ذو وجه المنتفخ، يتراقص بحاجبيه كلما ملأ فمه بالهواء ونفخه في مزماره وهو يتمايل يمينًا ويسارًا .. ضحكت على هيئته حتى نسيت الألم الذي لازمني لوقتٍ طويل ، وأنا أسأل نفسي : إلى متى سأستمر في هذا العناء ؟ وهل سيعاني أبنائي في المستقبل مما أعانيه الآن.

انتهيت من سرد القصة على الدكتور حجاب، فقدم لي النصائح التي تشد من أذري وتقوي عزيمتي على مواصلة الدراسة في كلية الطب، فقال خُلق الرجل ليكون صلدًا قويًا كالجبال ليتحمل الشدائد والعقبات، فالإنسان في هذه الحياة تواجهه العديد من العقبات، فمن تغلب عليها نجى وظفر، ومن وقف أمامها تعثر ووقف.

فلو واجهت ما تخشاه في حياتك سيتغير كل شيء، أما إذا هربت وتركت ما تواجهه، ستظل طيلة حياتك تهرب وتهرب، والسؤال هنا ؟ ماذا سيحقق لك الهروب، النتيجة لا شيء سوى التعب، لأنه لن يتبرع أحد ليحل مكانك ويواجه مشاكلك التي تعاني أنتَ منها.

يا ولدي لقد واجهت أنا وغيري الكثير والكثير من العقبات في هذه الحياة، لكن بعد الاستعانة بالله ومواجهة تلك العقبات تحطمت صخور الفشل، واشتدت عزيمتنا إلى أنا أصبحنا أقوياء.

واجه يا بني مشكلتك، وتذكر دومًا أنك رجل قوي، سخر الله لك كل شيء في هذه الحياة.

واجه زملائك المتنمرين، اثبت لهم أنك الأفضل، وأنك الناجح والأمهر، فالبقاء في هذه المهنة للأقوى الذي جد وجتهد، فبجده واجتهاده يحقق المكانة المرموقة.

أمامك يا بُني الاختيار، إما أن تكون هذا الناجح، أو ذلك الفاشل، فاختر ما تشاء، وتحمل نتيجة هذا الاختيار.

تابع محاضراتك، واجتهد حتى تكون الأفضل والأنجح في هذا المجال، فالكثير من المرضى يحتاجون إلى طبيب ناجح، لينجيهم بإذن الله من موت محقق، فكن أنت المنقذ لهم، والمخفف لألامهم .

انطلق إلى دراستك وواصل حتى تتفوق وتنجح ولا تنظر لأحد يحط من عزيمتك وقواك.

انطلقت واجتهدت، متجاهلاً من يؤذيني بكلماته أو همساته بعد أن اخترت ألمواجهة، فكنت أواصل الليل بالنهار، أقرأ وأدرس وأبحث.

كنت أحضر محاضرات التشريح المصغرة مع طلاب كلية الطب في الشعب المختلفة حتى أنني كنت أقضي معظم وقتي عند عمي دسوقي الفررجي، أساعده في ذبح الطيور، فكنت أذبح الطيور واستخرج أحشائها، حتى راق لي رؤية الدماء، وكلمات الدكتور سيد راسخةً في ذهني تدفعني للأمام.

اليوم وبعد مرور السنوات أًصبحت من أمهر أطباء الجراحة في البلد، وقد قصصت عليك هذه القصة لأبسط لك الحياة مستعينًا بخبرتي فيها.

الآن يا عمر، عليك أن تختار ما بين اثنين، إما خوض تجربة أبيك مُعيدًا الزمن للوراء، وإما السير في طريق أخر؟ الأمر بيديك ، فأنظر ماذا ترى ؟