حيوان في مهمة فنية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

في السينما العالمية يكون الحيوان دائما شريك في الأحداث، حيث تحاول دائما السينما الغربية ترسيخ مفاهيم سليمة للتعامل مع الحيوان، بل أن الحيوانات كانت بطل في العديد من الأعمال العالمية قد يكون أشهرها مؤخرا الفيلم البولندي “EO” الذي كان بطله حمار، والذي حصد أكثر من 21 جائزة دولية ورشح بقوة لـ”أوسكار” أفضل فيلم أجنبي، في السينما العربية كان الحيوان أحيانا حاضرا، بل كان شريكا في البطولة أحيانا، مثل الكلب في فيلم “الشموع السوداء”، أو الحمار والقرد والمعزة في “4 في مهمة رسمية”، أو الكلاب في “كلب بلدي”، أو القرد في “القرداتي”، أو المعزة في فيلم “علي معزة وإبراهيم”، والكنغر في فيلم “كنغر حبنا”، وأخيرا في فيلمي “19 ب” و”مغامرات كوكو”، والأخير يعرض حاليا في دور العرض.. لكن السؤال هنا، هل يمكن أن تكون الدراما قادرة على تغيير ثقافة الشعوب الشرقية، مصر نموذجا، تجاه الحيوانات، خاصة مع تزايد حالات التعامل السيء مع حيوانات الشارع.. في السطور التالية عدد من الفنانين والطب البيطري يردون على هذا التساؤل..  

في البداية قالت ناهد السباعي، بطلة فيلم “19 ب”، والذي يتناول ضمن أحداثه التعامل مع حيوانات الشارع في القاهرة: “أنا على المستوى الشخصي أحب الحيوانات، لدرجة أنني أرعى كل حيوانات الشارع الذي أقيم به، فالتعامل معاهم يشعرني بالسعادة، لذلك وافقت سريعا على المشاركة في فيلم (19 ب) الذي يناقش فكرة ثقافة تعامل الإنسان مع الحيوان، ودعم فكرة الرفق به، وهذه القضية لا يتم تناولها كثيرا في الأفلام المصرية، خاصة مع تزايد العنف ضد حيوانات الشارع دون رادع، لذلك أطالب بزيادة ما يكتب من تلك الأعمال، لأنها تساهم في دعم فكرة الرفق بالحيوان”.

اقرأ أيضًا | نور النبوي وأخته يصبحان من أصحاب الملايين في «الأجهر»

◄ “محاولة إنقاذ”
سيد رجب لا يشارك فقط ناهد السباعي في بطولة فيلم “19 ب”، لكنه يتفق معها أيضا في رؤيته لدور الدراما في التعامل مع الحيوانات، يقول عن الفيلم: “كان لدي أمنية بالمشاركة في بطولة عمل يدعم قضية الرفق بالحيوان، وتحققت الأمنية بفيلم (19 ب)، فهو عمل تتوفر به عناصر النجاح، وبالفعل معظم الحيوانات التي صورنا معها بالفيلم مجموعة من العاملين ضمن فريقنا تبناها، وما تبقى ذهب لملجأ لإنقاذ الحيوانات، فأنا لا أستطيع النوم لو رأيت حالة عنف ضد الحيوان في الشارع، لذلك على الدراما أن تقود حملة للتوعية بأهمية الحيوان في حياتنا، وأتذكر أنني أنقذت كلب وقط بعد محاولة أحد الأشخاص تسميم بعض حيوانات الشارع”. 

◄ “طاقة إيجابية”
المذيعة والفنانة الأردنية دانا حمدان تملك مسيرة طويلة من التعامل مع الحيوانات ودعم قضاياهم، خاصة عبر السوشيال ميديا حيث تنشط في السنوات الأخيرة، وتقول عن دور الدراما في دعم قضايا الحيوان عربيا: “احاول إنقاذ أي حيوان يعاني قدر المستطاع، سواء لقطط أو كلاب، لأنها أرواح عاجزة عن الكلام، ومنذ تعمقت في هذا الأمر أصبح بيني وبين كل حيوان ألتقي به عشرة، ومن أهم فوائد إقترابك من هذه المخلوقات أنها تجعل قلبك لا يقسو على أي مخلوق، كما تعلمت منهم الوفاء والتضحية والحب، ولديهم قدرة على نشر الطاقة الإيجابية وطرد السلبية، لذلك ينصح بتربية الحيوانات مع الأطفال ممن يعانون من التوحد أو الصرع، وعلى الفن أن يبرز هذه الأمور، فهذا دوره، خاصة مع تزايد حالات العنف ضد الحيوانات، وإستمرارها رغم تشديد العقوبات في هذا الجانب”.

◄ “الفن رسالة”
مدربة الأسود أنوسا كوتا تحدث عن قضايا التعامل مع الحيوان في الدراما خاصة السينما، قائلة: “الفن رسالة، ولديها قدرة على تغيير ثقافات الشعوب، وتغيير القوانين والأفكار، وهذا تحقق سابقا حينما غيرت فاتن حمامة قوانين بفيلمها (أريد حلا)، وحدث مؤخرا حينما أثارت نيللي كريم العام الماضي المياه الراكدة في مجال قوانين المرأة بمسلسل (فاتن أمل حربي)، وأيضا منى زكي بمسلسل (تحت الوصاية)، هذا الأمر ينطبق أيضا على قضايا الحيوان، فالدراما والسينما لديهما القدرة على التغيير، فهناك أجيال نشأت على الخوف من الحيوانات والتعامل معهم بعنف ورفض، وفطرة الإنسان منذ ولادته هي حب الحيوان، وهذا يظهر في أن كل جمهور السيرك من الأطفال، وهذا رسالتنا التي نقوم بها بكل فخر تحت إشراف وزارة الثقافة، لذلك أتمنى أن تصنع أعمالا توجه في الأساس للأطفال، لكي يتم تأسيسهم على حب الحيوان”.

وتستطرد أنوسا قائلة: “منذ طفولتنا أرتبطنا بالحيوانات من خلال أفلام الرسوم المتحركة، خاصة (توم وجيري)، فهو عمل بسيط وسهل وكوميدي وممتع وجعلنا لا نرهب التعامل مع الحيوانات التي تظهر في الحلقات مسلية ومضحكة، فهوليوود صنعت من الحيوانات أبطال، حتى أكثر الحيوانات التي قد تبدو مخيفة أصبحت محبوبة”.   

الجراح البيطري أحمد كمال يرى أيضاًأن للفن دور كبير في مساعدة الحيوان من قسوة بعض البشر، معلقا على ذلك بالقول: “لا يوجد عمل فني مصري واحد كامل يهتم بقضايا الحيوان مثلما نرى في الأعمال الغربية، لكن هناك أعمال تتواجد بها الحيوانات ضمن الأحداث أو على الهامش، لكن حتى هذا الخيط الرفيع قليل التواجد في السينما، ونتذكر منها الكلب (روي) في فيلم (الشموع السوداء) الذي أكد على فكرة وفاء الكلب لصاحبه، هذا شجع الكثير من الأسر المصرية على تربية الكلاب، لتنتشر تلك الثقافة في المنازل المصرية”.  

ويضيف كمال: “أتمنى مشاهدة عمل فني يعتمد بالكامل على وجود الحيوان، أو يكون بطله هي قضية الرفق بالحيوان ومحاربة العنف ضدها، فمهما قمنا نحن كأطباء بالتوعية برعاية الحيوان لن يكون بنفس تأثير أعمال فني على المجتمع، وهذا سيساعد كثيرا في حل مشاكل الحيوانات في مصر خاصة حيوانات الشوارع”.

وأختتم كمال كلامه بالقول: “عالميا كانت الحيوانات أبطال في عمل كبيرة وضخمة، أتذكر دور النمر في الفيلم الهوليوودي الضخم (Life of Pi)، هذا العمل بالتحديد يختصر علاقة الإنسان بالحيوان في مدة زمنية قصيرة، بل لخص لنا طبيعة الحيوان وكيف نتعامل معه مهما كان شرس الطباع”.