تقوى الله

الدولار يغرق

جلال السيد
جلال السيد

يمر العالم كله بمتغيرات وتحالفات جديدة.. ورغم الأزمة الاقتصادية التى  سببتها الحرب الأوكرانية - الروسية نجد حربًا أهلية على الأبواب تقتحم السودان ولا ندرى ماذا سنسمع غدًا عن حروب أخرى! وكثيرون لا يستبعدون قيام حرب نووية يمكن أن تقوم لتقضى على الأخضر واليابس بل البشرية كلها..

ووسط هذه الأحداث والاضطرابات الدولية بدأت حرب اقتصادية جديدة بدأتها بعض الدول بإعلان الحرب على الدولار الأمريكى وذلك بإنشاء عملة جديدة تنافس الدولار والحكاية بدأت عام2014 حينما أنشئ بنك بريكس لتمويل مشاريع التنمية المستدامة فى دول مثل البرازيل وروسيا والصين وجنوب إفريقيا ثم انضمت لهذه الكتلة الأرجنتين والجزائر وإيران وإندونيسيا وتركيا والسعودية وقد تنضم أيضا مصر..

هذه الدول اتفقت على أن تتبادل تجارتها واتفاقياتها الاقتصادية مع بعضها بالعملة المحلية بديلا عن الدولار وكان رد الفعل الأمريكى عنيفًا وشرسًا خاصة حينما أعلنت الصين والسعودية التعامل بالريال واليوان فى مجال البترول وحذرت أمريكا بفرض عقوبات على الدول التى تنضم لهذه الاتفاقية وبدأ الزحف على هذه الكتلة فانضمت الهند وروسيا على التعامل بالروبل والعملة الهندية ورغم تحذيرات أمريكا للاتحاد الأوروبى باستخدام هذه العملة التى أطلق عليها اسم «سور» قامت أكبر شركة بترول فرنسية باتفاق مع روسيا بالروبل والفرنك ومع الصين باليوان..

وهنا لوحت أمريكا بإمكانية استخدام القوة خوفا من قيام دول أخرى أوروبية بالقفز من قارب الدولار المحتمل غرقه وحركت أمريكا بعض القطع البحرية الحربية فى منطقة الخليج والبحر المتوسط وقرب سوريا بحجة تهديد إيران.. وردت الصين بشراء 18 طن ذهب لتدعيم عملتها ليصل احتياطيها منه إلى 2355 طن ذهب..

كما حركت روسيا بعض قطعها البحرية فهل ستسمح أمريكا بغرق الدولار وهل سيؤدى النظام الجديد للعملة إلى تحقيق المساواة بين الدول وقيامها بالتنمية وحل مشاكل الدول الفقيرة أم تغامر أمريكا بفرض قوتها لإنقاذ عملتها من الغرق.