إطلالة نور

أمى كل شىء وأبى أيضا

محمد هنداوى
محمد هنداوى

بين الحين والآخر - خاصة مع تزايد ضغوط العمل ومشقة الحياة - يتبادر إلى ذهنى أسئلة بلا إجابات واستفسارات بلا ردود وقلق بلا طمأنينة وخوف بلا راحة..

و أتحدث مع نفسى بصوت عال وكأنى أحادث شخصاً.. ومن بين الأسباب أو الأسئلة التى تتبادر إلى ذهنى.. هل سيقدر أبنائى الصغار بعد أن يصبحوا رجالًا يعتمدون على أنفسهم فى هذه الحياة تعب وجهد والدهم طوال سنوات عمرهم الأولى ليوفر لهم مستوى معيشة كريمة عندما يكبرون أم لا؟..

أسئلة كثيرة من هذا النوع وغيرها تأتينى كل فترة لأتمنى من كل قلبى أن تكون الإجابات وقتها عندما يكبر الأبناء .. نعم يا والدى.. فأنا و لله الحمد أقدر بكل فخر وأتذكر بكل حب ولا أنسى بكل اعتزاز ما فعله وقدمه أبى لى ولأشقائى طوال سنوات عمره من عطاء وجهد وعرق ليوصلنا إلى محطة مهمة من إحدى محطات بر الأمان فى هذه الحياة الصعبة مع مشقة وصعوبة رحلتها ، فالمشاهد لم تغب عن مخيلتى والتفاصيل لن تموحها سنوات العمر ، فمازلت أتذكر عمله الخاص والإضافى بكل حب بجانب عمله الأساسى بإحدى الوظائف الحكومية ، وسهره لساعات طويلة بلا راحة وبكل تضحية خاصة فى فصول الشتاء بحثاً عن مستقبل أفضل لأبنائه ، لم أنس فرحته وهو يرى سعادتنا بكل شيء نطلبه ويوفره لنا..

وغيرها من المواقف التى لا ولن أنساها لأبى الغالى أطال الله فى عمره ورزقه الصحة هو ووالدتى الحبيبة. وطوال سنوات عمرى أجد نفسى ممتنًا لأبى وشاكراً له على كل ما قدمه لى و لأشقائى لنصمد بقدرة الله أمام أمواج الحياة الثائرة مع اختلافها وتنوعها فى حياتنا الشخصية والعملية والأسرية، أجد نفسى حامداً لله على نعمة أبى الذى أعطانا ولا يزال من دعم وسند ومحبة ونصيحة ودعاء بكل حب وخوف علينا مهما تقدمنا فى العمر ، أدعو الله أن يديم علينا نعمة أبى وأن يطيل الله فى عمره ولا يحرمنا منه هو وأمى الغالية فهما كل شيء..

أكتب مقالى هذا الأسبوع ونحن سنحتفل خلال أيام بمناسبة عزيزة علينا جميعاً وهى عيد الأم وأتمنى أن يكون احتفالنا هذا العام مختلفاً ونحتفل بالأم والأب معاً لندخل الفرحة والسعادة على قلب كل أب خاصة فى ظل ظروف الحياة التى نعيشها حيث يعتبر الأب السند والحائط الصد المنيع الذى يحمى أبناءه فى تلك الحياة القاسية وظروفها التى لا ترحم .