«في التآني السلامة».. شعار مسلسلات رمضان 2023

صورة موضوعية
صورة موضوعية

أصبح تأخر بدأ تصوير الأعمال الدرامية الرمضانية ظاهرة كل عام، فعلى الرغم من تعاقد شركات الإنتاج مع النجوم مبكراً، إلا أن بدأ تصوير الأعمال يكون متأخراً، لدرجة أن العديد من المسلسلات لم تبدأ تصوير حتى الآن، على الرغم من أنه لم يتبقى على شهر رمضان سوى شهرين فقط.. توجهنا إلى صناع الدراما التلفزيونية لمعرفة أسباب ذلك، كما تحدثنا معهم عن أسباب قلة المسلسلات في موسم رمضان 2023، وهل هذا متعلق بنجاح عدد من المسلسلات خارج الموسم الرمضاني في العام الماضي، أم هناك أسباب أخرى.

باهر دويدار: لا يوجد خطة واضحة لدى شركات الإنتاج

في البداية، يقول المؤلف باهر دويدار: “للأسف، لا يوجد أحد في الصناعة يقوم بأخذ القرار مبكراً، بل أن القرارات دائماً تخرج بشكل متأخر، لذلك تبدأ تصوير الأعمال متأخراً نتيجة ذلك، ولا يوجد خطة واضحة تسير عليها الشركات الإنتاجية، بمعنى أن من المفترض أن يكون لكل شركة اتفاقات على مشاريع درامية تكفي لخمس أعوام مقبلة، وهذا ما يمسى بالخطة طويلة الأجل، لكن هذا لا يحدث في مصر، بل أن القرار بإنتاج مسلسل لرمضان يصدر قبلها بعدة أشهر فقط، لذلك المؤلف يبدأ في كتابته بعد اتخاذ القرار لأنه لا يوجد مؤلف يريد أن يكتب مشروع ويتم إلغاءه أو عدم بيعه”.

وأضاف: “في كل عام يتم اتخاذ قرار المسلسلات التي ستشارك في موسم رمضان بنفس التوقيت تقريباً، على الرغم من أن شهر رمضان كل عام يقترب من الأعوام الماضية، لذلك يتم ضغط التصوير وتكثيفه من أجل اللاحق بالعرض في شهر رمضان”.

وأوضح: “الخطأ ليس عند المؤلف ولا المنتج ولا أي شخص، بل أن المنظومة بالكامل بها مشكلة في نقطة البداية التي تأتي متأخرة فيترتب عليها كل شئ بعدها متأخر أيضاً”.


وأضاف قائلاً: “لم يحل هذا الأمر إلا إذا قررت شركات الإنتاج الحصول على بنك موضوعات، وذلك من خلال إبرام تعاقدات مع المؤلفين على مجموعة من السيناريوهات ووضعها في خطة عرض على مدار عدة سنوات، حتى يعطي الفرصة للمؤلف لكتابة السيناريو وإعطاء المخرج الفرصة في تجهيز العمل بالشكل المطلوب، وبدء التصوير قبلها بفترة طويلة، لكن هذا لم يحدث لأن المنتجين لا يريدون التضحية بأموالهم أو حتى بجزء ضئيل منها، بل أنه يريد أن يلعب في المضمون دائماً”.

وعن التوجه لقلة الأعمال الدرامية الرمضانية خصوصاً بعد النجاح الذي تشهده المسلسلات في المواسم الأخرى خارج رمضان قال دويدار: “لا يوجد خطة ممنهجة في هذا الأمر، لكن حدوث ذلك يأتي نتيجة تأثر الصناعة بالأوضاع الإقتصادية العالمية، خصوصاً أن الدراما التلفزيونية مرتبطة بشكل كبير بالأموال التي تضخ في الإعلانات، وتلك الأموال قلت بسبب الأزمة الإقتصادية، وبالتالي أثرت بالسلب على عدد المسلسلات التي يتم إنتاجها سواء في رمضان أو على مدار العام”.

محمد النقلي: السيولة المالية السبب في الأزمة

وبسؤال المخرج محمد النقلي قال: “الأزمة بسبب السيولة المادية، وهذا ما لمسته بنفسي في المسلسل الذي أخرجه حالياً لرمضان المقبل، فالعمل جاهز منذ ما يقرب من شهر ونصف، وكان في الإمكان أن نبدأ في تصويره وقتها، لكننا لم نستطع فعل ذلك لأننا كنا منتظرين السيولة المادية حتى نستطيع البدأ في التصوير”.

وأضاف: “المنتجون وكافة الصناع، يعلمون جيداً أن هناك مشكلة في تأخر البدء بتصوير الأعمال الرمضانية، وهذا يحدث كل عام منذ أكثر منذ 10 أعوام، لكن الأمر لم يكن اختياري، بل أن الشركات التي تمتلك السيولة المادية تبدأ مبكراً، والآخرين ينتظرون حتى اللحظات الأخيرة”.

اقرأ أيضًا | رمضان 2023 - محمد سلام يعود لدنيا سمير غانم بعد غياب 4 أعوام

وعن قلة الأعمال الدرامية الرمضانية، قال: “الأزمة الاقتصادية هي السبب  وراء ذلك، لأن أغلب المنتجين يسعون للتواجد في رمضان حتى لو وجد أن الأعمال خارجه تحقق نجاح أكبر، لكن الأزمة الاقتصادية أثرت على كل المجالات، وليس الفن فقط، ونحن جزء يتأثر بكل ما يدور في العالم، ونتمنى أن يتحسن الوضع خلال الفترة المقبلة”.

أما المنتج طارق الجنايني فيقول: “لا أستطيع التحدث عن الأمر بشكل عام، لأن المسألة ترتبط بظروف وأوضاع عديدة، ولا يمكن حصرها في شيء واحد، كما أنني لا يمكن أن أحكم على أعمال درامية لشركات إنتاجية أخرى، بل يمكن أن أتحدث عن أعمالي التي أقوم بإنتاجها، وعن نفسي فقد قررت تأجيل الجزء الثاني من مسلسل (سوتس بالعربي) الذي كان من المفترض أن يشارك بموسم رمضان المقبل، لكننا أخذنا هذا القرار بعدما وجدنا أننا سنتأخر في البدء بتصويره”.

ماجدة خير الله: المنتجون ينتظرون حتى تسويق الأعمال للفضائيات

أما الناقدة ماجدة خير الله فتقول: “المسألة متعلقة في المقام الأول بالتسويق، وهذا ما يؤخر بدأ تصوير مسلسلات رمضان، ويجعل شركات الإنتاج تنتظر حتى اللحظات الأخيرة كي يكونوا حددوا القنوات التي ستشتري العمل الدرامي لعرضه على شاشاتها، وهذا الأمر يأخذ مفاوضات كبيرة ووقت طويل”.

وأضافت: “بالتأكيد المنتج يريد أن يضمن أمواله التي سيضعها في هذا المسلسل، ولا يريد أن يصور العمل وبعد ذلك لا يستطيع تسويقه، لذلك ينتظر حتى يضمن تسويق العمل على عدد من القنوات الفضائية، أما المسلسلات التي تتفق مع جهات عرض تبدأ مبكراً وهذا ما حدث بالفعل هذا العام حيث أن هناك عدد من الأعمال الدرامية التي بدأت في التصوير منذ شهر أو أكثر، لكن عددها قليل جداً مقارنة بعدد المسلسلات التي سيتم عرضها بموسم رمضان 2023”.

واستكملت حديثها قائلة: “تأخر التسويق يعطل بالتبعية باقي عناصر العمل، فنجد أن المؤلفين يتأخرون في كتابة النصوص لأنهم ينتظرون الموافقة من الجهة المنتجة بعد تسويق المسلسل، وفهي مثل الحلقة كل شيء فيها مترتب على الآخر”.

أما عن مسألة التوجه لقلة الأعمال الدرامية الرمضانية خصوصاً بعد النجاح الذي تشهده المسلسلات في المواسم الأخرى خارج رمضان، قالت ماجدة: “هذا سوف يضع في الاعتبار، لأن في السنوات الماضية كان الجميع يلهث وراء العرض بشهر رمضان الذي تكتظ به الإعلانات، لكن الآن أصبح هناك أجواء مختلفة، حيث أن المسلسلات خارج رمضان أصبحت تحظى بنسب مشاهدة كبيرة.