موسم رمضان الدرامي.. 15 حلقة تتحدى الملل

موسم رمضان 2023
موسم رمضان 2023

كتبت: هبة الخولي

يبدو أن الفترة المقبلة، ستشهد تغيرًا كبيرًا في موازين الدراما الرمضانية المصرية، فبعد أن أرتبط المشاهد بالأعمال الدرامية التي تدوم لمدة 30 يومًا وهو عدد أيام الشهر الكريم، تقرر أن يشهد موسم رمضان 2023 عدة مسلسلات تعتمد على فكرة الـ15 حلقة، ورغم أن تلك الأعمال وضعت الجمهور في حيرة عن سبب اتخاذ القرار بتقليص عدد حلقات المسلسل، ترى الأغلبية أن الـ15 حلقة أفضل لكسر حالة الملل لدى المشاهد.. في السطور التالية نستعرض أبرز أعمال الـ15 حلقة في رمضان 2023، ورأي النقاد في أسباب التوجه لتلك الخطوة، ومدى أهميتها

بداية الإعلان عن مسلسلات الـ15 في موسم رمضان المقبل، كان مع منى زكي، التي تخوض أولى تجاربها ضمن مسلسلات الـ15 حلقة فقط، حيث كشفت الشركة المنتجة للمسلسل عن التفاصيل الأولى للعمل، واختارت الشركة المخرج محمود شاكر خضير للتعاون مع منى في مسلسلها الجديد، ومن تأليف خالد وشيرين دياب.

وفي نفس السياق نفسه، كشفت بسمة، عودتها مجددًا للمشاركة في السباق الرمضاني بعد غياب عن الدراما خلال العاميين الماضيين، ومن المنتظر أن تُقدم عملين دراميين يحملا اسم “حضرة العمرة” و”علاقة مشروعة”، على أن يتكونا من 15 حلقة فقط.

كما بدأ محمد عبدالرحمن، في التحضير لمسلسل جديد يشارك فيه بالسباق الرمضاني، بعنوان “موعد على الغداء”، وهو اسم مؤقت حتى يتم الاستقرار على اسم مناسب، ومن المفترض أن يتكون من 15 حلقة فقط، كما من المنتظر عرضه في رمضان 2023.

وتعاقدت ريهام عبدالغفور ومحمد ممدوح على بطولة مسلسل جديد بعنوان “الرشيد”، يُعرض في رمضان 2023، وتقوم مي ممدوح بإخراجه، ويتكون من 15 حلقة.

كما تعود دنيا سمير غانم ومحمد سلام بمسلسل كوميدي جديد من 15 حلقة في رمضان 2023 لم يتم الإعلان عن اسمه بعد.

وأعلنت منة شلبي تواجدها في رمضان المقبل بمسلسل “علاج طبيعي” وتؤدي فيه دور طبيبة علاج طبيعي، ويتكون من 15 حلقة فقط.

وصرح المنتج أحمد نور قائلًا: “تم اتخاذ هذا القرار لأن الجمهور ليس لديه الآن القدرة على مشاهدة 30 حلقة، والـ15 حلقة تساعد على تقديم عمل درامي جيد ومتميز، وتأثيرها إيجابي على الجمهور، وعلى سبيل المثال مسلسل (إلا أنا) فكان عدد حلقاته محدودة، لكنه حقق نجاحًا بشكل كبير وملحوظ، كما لا تُعد الأعمال الدرامية التي تتكون من 15 حلقة موفرة من الناحية المادية، لكن الهدف الأساسي منها هو كسر حالة الملل لدى الجمهور”.

وقال أيضًا المنتج محمد جمال: “مسلسلات الـ15 حلقة تكلفتها مرتفعة، فهي لا تعمل على التوفير إطلاقًا، لكن تعمل على اختصار الأحداث بشكل جيد، وتؤثر على الجمهور وتحقق نجاح مرتفع، ولا نمتلك القدرة على التوفير في العملية الإنتاجية، بسبب ارتفاع تكلفة النجوم، فإن أردنا أن نُقلل من النفقات، يجب أن نقوم بالخفض في أجورهم، لكن عدد الحلقات ليس له علاقة بالعملية الإنتاجية”.

وعلق المؤلف محمد الحناوي، على تقديم أعمالًا تتكون من 15 حلقة فقط، قائلًا: “تم اتخاذ هذا الإجراء، للتغلب على حالة الملل التي يشعر بها المشاهد بسبب كثرة عدد الحلقات وامتداد الأحداث بشكل مبالغ فيه، لكن هناك أيضًا أجزاء خاصة بالإنتاج، والحلقات الكثيرة توفر دخل جيد لفريق العمل بالكامل، لكن في النهاية تم اتخاذ  قرار كسر الروتين والخروج عن المعتاد بهذه الطريقة، ومسلسلات الدراما منذ بدايتها كانت مكونة من 15 حلقة، على سبيل المثال مسلسل (المال والبنون)، وأيضًا مسلسل (رأفت الهجان)، وحتى الآن هذه الأعمال تركت بصمة جيدة في المجتمع والوسط الفني، وللحفاظ على الوضع الاقتصادي يقوم بعض المنتجين الآن بتقليل العائد المادي لدى الوجوه الجديدة والكوادر الفنية، لكن هذه الوسيلة الوحيدة لتوفير الأموال والحفاظ على العملية الإنتاجية الخاصة بالأعمال الدرامية”.

وفي سياق متصل، قالت الناقدة د. عزة هيكل: “تم اللجوء لمسلسلات الـ15 حلقة الآن لعدم توفر سيناريوهات قوية تستحق أن تُعرض في 30 حلقة، بالإضافة لاتجاه المنصات العالمية حاليًا لهذا النوع من الأعمال الدرامية، لذلك مجتمعنا يسعى لتقليدهم، والآن غير متوفر أعمال درامية قوية تحتاج إلى 30 حلقة وهذا نوع من التقليد وهدفه أيضًا التوفير من الناحية المادية، لكن الدراما من البداية كان هذا الأسلوب هو مسارها، فهي عملت بالبداية على الحلقات القليلة، وكانت تسمى بـ(السباعيات)، وكُتاب الدراما العظماء هم فقط القادرون على كتابة 30 حلقة، ولا يوجد الآن نصوص درامية جيدة، والإعلانات هي التي تطول من الأحداث في الأعمال الدرامية وبدون إعلانات المسلسل يتم انتهائه على سبيل المثال في 7 حلقات فقط”.

وأكد الناقد رامي عبدالعزيز، أنه تم اتخاذ القرار المناسب، مشيرًا: “هذا القرار صحيح جدًا، والجمهور دائمًا لا يمتلك القدرة على متابعة 5 أو 6 أعمال في آن واحد، بل يكتفي بواحد أو أثنين، خاصًة في ظل ضيق وقت المشاهد، وأعتقد أن المسلسلات التي تتكون من عدد حلقات قليلة، هي خطوة جيدة للتقدم إلى الأمام، يجب أن نحترمها وندعمها، فهي تساهم بشكل واضح في المكسب، بجانب وجود أرضية جديدة قوية، وحتى لا ننسى فهي لا تسبب لها أي خسائر”.

وأبدت الناقدة الفنية مها مدبولي، سعادتها بخطوة تقليل عدد حلقات الأعمال الدرامية، حيث قالت: “الحلقات القليلة خطوة مهمة جدًا، وجيدة جدًا، لأن السيناريو يصبح مُحكم بشكل فعال، ويستطيع المشاهد أن يرى ذلك بعينيه، ولا يوجد تطويل في الأحداث مما يُشعر الملل، وعلى رأس تلك الأعمال، مسلسل (رأفت الهجان)، والذي تكون من 13 حلقة وقتها، بالإضافة لمسلسل (دموع في عيون وقحة) الجزء الأول، والذي تكون من 15 حلقة أيضًا، وهذا النظام يُعطي للعمل حقه، والمخرج يمتلك حيزًا من الإبداع لإظهار قدراته، ويُقدم عمل يليق بالمجتمع المصري، ويساعد الممثل على فهم الشخصية بطريقة جيدة وفعالة، ويجب أن نضع في اعتبارنا أن تكلفة المسلسل المتكون من 15 حلقة مرتفعة، وقد تصبح أكثر من الـ30، لكن يتم القضاء على الآخير تدريجيًا، فمن الملحوظ للجميع أن من أكثر الأعمال الدرامية نجاحًا في رمضان السابق، كان مسلسل (بطلوع الروح)، والذي تكون من 15 حلقة فقط، لكنه كان الأقرب للجمهور”.

وأشارت الناقدة ماجدة خيرالله، إلى أن نجاح العمل لا يعتمد على عدد حلقاته، لكن على الحبكة الدرامية، حيث قالت: “جودة العمل الفني لا تتوقف على عدد حلقاته، فمن الممكن أن يكون العمل ممتاز ويتعلق به الجمهور حتى لو وصل إلى 100 حلقة، لكنني أعتقد أنها فكرة جيدة أن يتم تقليص عدد الحلقات، لأن المشاهد حاليًا يُفضل عدد الحلقات القليلة وليس مثل السابق، ولا أرى أن السبب وراء الأمر مادي، بل يعود إلى المشاهد هو المتحكم، والمنتج يبحث عن ما يُفضله الجمهور لتحقيق الربح”.

اقرأ أيضا: التفاصيل الكاملة لختام الدورة الأولى من مهرجان الدراما 2022