مصطفى رشاد يكتب: غابت المهنية .. فضاعت الهيبة

مصطفى رشاد
مصطفى رشاد

هكذا حال الصحافة الان بين الهيبة والمهنية ضاعت الصحافة ..والمقصود بالصحافة هنا هي صحافة الكبار العمالقة مصطفى وعلى أمين والتابعي والشناوي وإحسان عبد القدوس وهيكل وموسى صبري والعقاد وياسر رزق وغيرهم الكثير والكثير الذي لا يتسع المكان لذكر قامتهم الصحفية وتاريخهم المشرف ، وليس مخبري الأحداث اليوم ، نعم ألان أصبحوا  مخبرين فقط دون ثقافة الحوار والقصة التحقيقية واسرار وكواليس ما بين السطور والغرف المغلقة ، بلا اثارة او شغف ، دون اضافة مفرادات لغوية جديدة مدهشة ، هذا ما اريد ان اشارككم فيه الرأي والحديث ان أمكن 

بين المال والوظيفة.. أصيبت الصحافة بالوهن والكبر

في الخمسنيات وما تلاها من سنوات في القرن الماضي كانت الصحافة هى الأولى في كل شىء لفهم واستيعاب الاحداث وتكوين الادراك  لدى فئات الشعب المختلفة بين متعلم ومعلم وفني وفلاح ، والشاهد على هذا منشورات الثورات والاحتجاجات على الانظمة ..فالكتابة كانت هي الوسيلة الوحيدة لمخاطبة العقول في زمن طغى عليه حينها الاميه ورغم ذلك بزغ سطوع هؤلاء القامات الصحفية ! ولكن كيف ؟ 

كيف في وقت كانت الاغلبية بين الشعب يعاني من الامية ان ينتج تلك السيمفونية الخالدة حتى الان بين فن وادب وموسيقى وأزهر .. هذا ما اردت الحديث عنه المهنية والاخلاص تأتي الهيبة والرفعة ..إتقان العمل 
تلك الأجيال هي ألان مراجع " كبار المستشارين – والأطباء – والمعلمين – حتى الفن والخ  أجيال منتصف القرن الماضي وقد تعلمنا منهم أن الصحفي لابد ان يكون  خبيرٌ بغوامض الأمور، ناقد عارف بتمييز الجيِّد من الرديء يدرك أمانة الكلمة وقيمة الرأي  ولكن ظهور التباهي وطلب المال والتحول الرقمي الذي جعل من السبق الصحفي إلى سباق رقمي لحظي ، فالسرعة جعلت المواقع الإخبارية تختلق وتفبرك الإحداث للفت الانتباه وزيادة المشاهدات وتحول القارئ إلى زبون يهوى السرعة "ع الماشي " فأصبحت عناوين الأخبار أغلبها مضللة تنافي مضمون الخبر وكل ذلك بحث عن فريسة تلتهم الطُعم ولا بأس بما ستجده بعدها ، علاوة على سوق الإعلانات الذي أصبح ألان هو الممول لهم وبالتالي ربما يؤثر على المحتوى وبالتالي ضعفت الصحافة والكتابة وربما تحتضر ألان بتلك المؤثرات ولكن ربما تبقى الصحف الورقية، مازالت تقاوم لمصداقيتها وتاريخها ولكن ماذا تفعل في سباق السرعة تكاد الأحداث تسبق الأخبار .

تعلمت القراءة والصحافة من هؤلاء الرموز والحال كأنك جالس ومعك قهوتك وتنصت لأنغام  أم كلثوم وهي تشدو روائع الشعراء رامي والشناوي وناجي وغيرهم وبصوتها  تدغدغ مشاعرك بقصائد وغزل الليل ودقت الساعات تصحي الليل ..وأذ فجأة تسمع بوق سيارة نقل ضخمة تحمل ما يدعون عنه الان ..والله لا ادري بما اصفهم ..حتى اسمائهم مفزعة ..

وختاما لكل داء دواء ...