كنوز| حسين صدقى يفتح النار على الرقابة زمان!

حسين صدقى
حسين صدقى

صدق أو.. لا تصدق.. لكن لابد أن تصدق عندما يكون الكلام بقلم فنان قدير ونجم كبير بوزن حسين صدقى الذى انتقد الرقابة المفروضة على السينما فى فترة أربعينيات القرن الماضى، وانتقاداته تعتبر كاشفة للوضع الاجتماعى فى الريف والحضر فى تلك الفترة، وما كان يعانيه فقراء المجتمع، المقال القصير جدا نشره حسين صدقى فى مجلة «الإستديو» بتاريخ 21 ديسمبر عام 1941 وبه انتقاد حاد للرقابة التى كانت تحذف من الأفلام السينمائية المشاهد التى تظهر فيها «القلة» التى يشرب منها البسطاء فى الريف والحضر، والمشاهد التى تظهر فيها «الطبلية» التى يلتف حولها أفراد الأسرة لتناول الطعام، والمشاهد التى كان يظهر فيها «الحفاة» أثناء سيرهم فى الطريق! 

وتلك هى سطور المقال كما كتبه القدير حسين صدقى: (الرقابة فى السينما تحرم ما أحله المجتمع بل ما فرضته الحياة نفسها.. فهى تحرم على السينما منظر «القلة» و«الطبلية» و«الرجل الحافى». 

وهى تعلم أن تحريمها لتصوير هذه الأشياء لن يمحوها من الوجود.. فمازالت الطبلية تحتل مكانها فى بيوت الفقراء. 

و«القلة» تبرز من آلاف النوافذ.. والقدم الحافى يسير فى أهم الشوارع بالقاهرة! 

الرقابة بذلك لا تخدع إلا نفسها، وهى بذلك تغطى القاذورات الاجتماعية وتتركها حتى تتعفن بدلا من أن تبرزها للقادرين على إزالتها! 

الرقابة لن تستطيع أن تقنعنا بأن البلد قد خلا من الحفاة والعراة، لمجرد أنها شطبت كل ذلك من الفيلم السينمائى..

نريد من الرقابة أن تترك السينما تصور ما تشاء من عيوبنا وتتناولها بالتحليل والتمحيص، حتى توفق إلى حل لهذه الأمراض المزمنة). 

حسين صدقى «الاستديو» 31 ديسمبر 1941 

اقرأ أيضاً|لـ«عشاق السينما».. قائمة بالأفلام المفضلة لكل برج