طيب الذكر.. طبت وطاب مرقدك

 ياسر رزق
ياسر رزق

محمد الفقى

أستاذى الفاضل ياسر رزق كم كنت خلوقا.. نبيهًا.. نابغا.. فكنت و بحق مثلى الأعلى.. لم أر فيك قط خصلة ذميمة.. و لم أر فيك قط إلا نبل الأخلاق و الطيبة والشهامة والرجولة.. فكم كنت محفزا على العمل و كم كنت ناصحا و غيورا على مهنتك و زملائك.. و كم كنت صاحب رأى و صاحب مبدأ لا تحيد عنه أبدا مهما كانت الظروف.. فأنت رجل قلما يجود به الزمان..عندما تتحدث تملك ناصية الكلام وعندما تكتب تملك البصر والبصيرة.. وعندما تفاوض تملك الحكمة و بُعد النظر.. كنت المرجع بالنسبة لى.. وظنى أن كلماتك فى سنوات الخماسين هى رسالتك للوطن كله تروى لهم أسرارا عن هذه الفترة المتأرجحة من عمر الوطن.. فلم ترحل إلا بعد أن تركت شهادتك موثقة ليرتاح ضميرك أمام وطنك.. و لا أظن أجدر منك يوثقك هذه الأيام فأنت منزه عن الهوى.. لا أنسى عندما تقلدت رئاسة القسم السياسى و البرلمانى بالأخبار حذرتنى بألا أنضم إلى أى حزب أو كيان سياسى.. و أوصيتنى بأن أكون على مسافة واحدة من الجميع فمن المؤكد أنك على مسافة من الجميع و فى قلب الوطن.
عزاؤنا إن شاء الله أن نتحلى من بعدك بما نهلناه منك من علم و ثقافة و أن نحاول أن نقاضى بك و نسير على خطاك.
والآن وقد رحل عنا أنبل من رأته عينى..لا يفتر لسانى عن الدعاء له بالمغفرة وأن يثبته الله بالقول الثابت.. وأن يأنس بعمله الصالح فى قبره، رحمك الله يا أستاذى وأسكنك فسيح جناته.. وأسأله سبحانه أن يجعل ما ألم بك تكفيرًا وتمحيصًا..وليس لك منا إلا الدعاء بالرحمة والمغفرة، وأن تكون فى الفردوس الأعلى من الجنة.. إنه جواد كريم.. ولا نقول إلا ما يرضى الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
فيا طيب الذكر.. طبت و طاب مرقدك