«الطفل الأوسط».. متلازمة تسبب خللا في الشخصية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يصاب الكثير من الأطفال بأعراض واضطرابات نفسية في مرحلة عمرهم الأولى، والتي ترجع إلى مشاكل في تعامل الوالدين معهم، ومن هذه الاضطرابات «متلازمة الطفل الأوسط».

ويعرف الأطباء متلازمة الطفل الأوسط، بأنها اضطراب يصيب الكثير من الصغار خلال مرحلة الطفولة، ويتسبب في الكثير من الأوضاع المُشوهة أو غير الطبيعية في الأسرة.

ويمكن أن يكون هذا الاضطراب سبباً لأضرار تؤثر في التطور النفسي والعاطفي السليم للطفل، وأيضاً للمعاناة من مضاعفات في الصحة الجسدية، وهو الأمر الذي يلقي بظلاله على مستقبله.

اقرأ ايضا:من التسعينيات.. الشعر المنفوش الأشقر ينتشر من جديد في 2022

وتحدث مشكلة متلازمة الطفل الأوسط؛ عندما يهمل الوالدان أو أفراد العائلة الطفل المتوسط بصورة ما؛ وذلك وقت ولادة طفل آخر، فيحصل على الاهتمام والرعاية بشكل كامل، وفي نفس الوقت فإن الطفل الأكبر، أو ما يطلق عليه البكر يتحمل بعض المهام المنزلية البسيطة، وكذلك الأعمال السهلة، وهو الأمر الذي يجعله محط إعجاب وتشجيع الآخرين.

ويعد السبب الرئيسي وراء متلازمة الطفل الأوسط؛ هو إهمال الأم لطفلها الأوسط؛ عقب ولادة طفل جديد، ويمكن تفسير هذا الأمر بأن قلة خبرة الأم في التعامل مع طفلها الأول تؤدي إلى أن تمنحه المزيد من الرعاية والاهتمام؛ حيث تحمله دائماً ولا تتركه يبكي، وهو نفس ما يحدث من بقية أفراد العائلة كالجد والجدة.


ويختلف الأمر مع الطفل الثاني، فالأم اكتسبت خبرة من تربية أخيه الأكبر؛ ولذلك فإنها لا تبالغ في حمله، وتتركه عند بكائه؛ حيث ترى إن كل هذه الأمور كانت أخطاء وقعت فيها عند تعاملها مع الطفل الأول، ويزداد الأمر سوءاً مع ولادة طفل جديد؛ لأنه سوف يستحوذ على اهتمام الأم والعائلة، وفي نفس الوقت فإن الأخ الأكبر يكون قد اكتسب بعض المهارات التي تُمكنه من المساعدة في القيام ببعض المهام البسيطة، وبالتالي فإنه يلقى الثناء والإعجاب من الوالدين والأقارب.


ويجد الطفل الأوسط نفسه في هذا الوقت منعزلًا، فهو لا يحوز اهتمام الأم المشغولة مع الطفل الرضيع، وكذلك الإعجاب الذي يناله الأخ الأكبر؛ لأنه يفتقد للمهارات التي تعينه على مساعدة أمه.

ويمكن أن تنعكس المشاعر السلبية المتولدة عن هذه المتلازمة على شخصية الطفل عندما يكبر، فيصير جامد الفكر، ولا يتقبل إلا رأيه، وربما تصل الأمور إلى مرحلة من العنف اللفظي أو الجسدي لمن يخالفه الرأي، وفي أحيان كثيرة فإن هذه النماذج تكون حياتها الزوجية غير مستقرة ومعرضة للانهيار.

وأكد الأطباء النفسيون أن علاج متلازمة الطفل الأوسط يتم داخل الأسرة؛ وذلك كي يصبح إنساناً سوياً، ويتحرر من الأحاسيس السلبية.

ويبدأ الأمر من خلال منحه نفس الاهتمام والثقة التي تمنح لشقيقه الأكبر؛ وذلك عبر إسناد بعض المسؤوليات والاختصاصات، التي تكسبه الثقة في نفسه، كما أنه يشعر بأن الآخرين يثقون فيه، ويتوازى مع هذا الأمر عدم المبالغة في تدليل الشقيق الأصغر؛ لأنه ربما تسبب في تولد أحاسيس الغيرة داخله.

كما يجب الابتعاد عن مقارنة الابن الأوسط بالأكبر منه أو الأصغر، وإنما المطلوب الثناء عليه ومدح صفاته الإيجابية، ثم يتم انتقاد التصرف السلبي مع استبداله بآخر إيجابي.

ويجب على الوالدين مراعاة قضاء وقت كاف مع ابنهم الأوسـط، مع منحه اهتمـاماً متبادلاً عبر ممارسة الأنشطة والهوايات التي يحبها، وهو الأمر الذي يجعله يشعر بأهميته في الأسرة.