التجربة المصرية الفريدة

حازم نصر
حازم نصر

حقا إنها تجربة مصرية فريدة ونموذج غير قابل للتكرار على مستوى العالم.


لقد نجحت مصر في إجراء أكبر مسح طبي في تاريخ البشرية والتخلص من أكبر وصمة صحية وهي وباء  فيروس سي لتقدم للعالم تجربة ملهمة يصعب على أي دولة تكرارها.


هذا ما أكده الصديق العالم والطبيب الدكتور جمال شيحة مؤسس ورئيس جمعية ومؤسسة الكبد المصري والحائز علي أفضل طبيب كبد في مصر وإفريقيا في النشر العلمي لهذا العام وجائزة الدولة التقديرية في الطب العام الماضي.


شيحة تحدث باعتزاز وفخر كبير عن التجربة المصرية مؤكدا بأن العالم وقف مشدوها تجاهها غير مصدق ما حدث.


واسترجع ما كان يحدث في كل المؤتمرات الطبية العالمية للكبد عندما كانت تعرض خريطة المرض وتظهر مصر بالعلامة الحمراء كأكبر بؤرة مصابة في العالم بالنسبة لعدد سكانها  حيث كان يبلغ مرضى فيروس "سي" على مستوى العالم 71 مليون من بينهم ما يتراوح بين 5 و6 مليون في مصر بمفردها.


ولا ينسى  ما قامت به مجلة نيوزويك الأمريكية عندما نشرت عام 2002 علي غلافها  صورة فلاح مصري يرتدي كوفيه ومصحوبة بعنوان صادم: "دولة مضمحلة" وفي التفاصيل تتحدث  المجلة عن انتشار الوباء الذي يهدد بالقضاء على قوة العمل وسيؤدي لانقراض الدولة.


فلم تتصور المجلة ولا أحد داخل مصر وخارجها بالقدرة علي  التصدي لهذا الوباء وعلاج هذا العدد مع تزايده بمعدل 150 ألف حالة جديدة كل عام ..فهذا كان يبدو ضربا من الخيال.


الدكتور جمال شيحة في لقاء تلفزيوني أعاد الفضل لأصحابه في مواجهة هذا الوباء حيث تحدث عن الالتزام الرئاسي  ومبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي " 100 مليون صحة  للقضاء على فيروس ( س ) والكشف عن الأمراض غير السارية " وهي المبادرة التي نجحت في حشد جهود كل مؤسسات الدولة ووزارتها وليست وزارة الصحة فقط في المواجهة.


كما تناول دور اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية وأبطالها وهم نخبة من كبار أساتذة وأطباء الكبد في مصر حيث كانوا أبطالا في العلم وأبطالا في تبني القضية.


وأثمرت جهودهم عن توفير الدواء  بسعر في متناول الجميع لا يتجاوز ال500 جنيه شهريا والجرعة 3 أشهر وأصبحت شركات مصرية تقوم بتصنيعه  في حين  لازال سعر جرعته في أمريكا حتي الآن 90 ألف دولار للجرعة.


شيحة تحدث عن التجربة المصرية لكنه لم يشير إلي ما قام به في هذا المجال عندما أسس جمعية أهلية هي
 " جمعية رعاية مرضى الكبد " نجحت في إقامة صرح من أهم صروح الطب بالشرق الأوسط لعلاج أمراض الكبد ومعظم مرضاه من البسطاء ويتم علاجهم مجانا وهي مستشفى الكبد بشربين.


  ولم يتحدث عن مشروع الجمعية الفريد وهو "قرية خالية من الفيروسات" حيث قام بعلاج 100 قرية في 9 محافظات وهي التجربة التي كانت محل احتفاء الأوساط الطبية  العالمية وساهمت في محاصرة المرض 
ولم يتحدث عن مدرسته العلمية التي ساهمت بأهم الأبحاث العلمية في العالم في مواجهة المرض.


حقا إنها تجربة فريدة.. فتعظيم سلام للدولة المصرية وعلمائها ورئيسها لهذه التجربة المصرية التي سيسجلها تاريخ الطب في العالم.


وشكرا للصديق دكتور جمال شيحة علي لحرصه على توثيقها ليفخر بها كل مصري عبر العصور ولتظل شاهدا علي قدرة مصر على مواجهة التحديات مهما كان حجمها وجسامتها.