نفاجأ تماما نحن مشاهدي الدراما في الشهر الفضيل، بأن أغلب الدراما المصرية في كل الفضائيات والتي لايقف حد تأثيرها عند المصريين وحدهم.. تمتد لتُلقي بقذائفها المسممة في كل اتجاه لتخترق كل البيوت العربية والمصرية خارج الحدود.!
نفاجأ ونحن نجد من يُطلق عليه اسم فنان كبير أو صغير .. مشهور أو مغمور.. أو فنانة من الدرجة الأولي أو درجة السبنسة  يخرجون علينا بلسان يتبجح بأقذع أنواع الشتائم والسب واللعن.. ولنجد أنفسنا نحن المشاهدين نقع في فخ مستنقعاتهم الأخلاقية المتدنية التي تمسح في لحظات .. تأثير سنوات قضيناها في  تربية وحماية أولادنا من هذا السقوط القيمي، والانحطاط السلوكي، وليضم قاموس لغتهم اليومية كل تلك المدخلات الفاحشة التي تضيع أمامها أي مبادئ.!
ولأن الدراما تخترق كل أبواب البيوت دون استئذان.. فقد أصبح محتما أن تخرج من الشبابيك كل فضائل الأدب.. وقد يرد الفنانون الشتّامون ويقولون بإمكان المتضررين تغيير المحطة.. ولكن الحقيقة المؤسفة تؤكد أنه لم يعد في إمكان الآباء والأمهات والأهالي إغلاق الموبايلات والتابلت وغيرها.!.. وأستغرب أن تسمح فنانة لها عائلة وأهل.. أو فنان له أبناء أو أحفاد، أن يسمحوا لأنفسهم دون خجل بترديد قائمة الشتائم  ـ ويشاركهم في الجريمة كل من ادعوا أنهم كُتاب للدراما أو السيناريوهات ـ أن يسمحوا لذويهم بأن يشاهدوهم مع الملايين من المتفرجين وهم يخلعون عن عوراتهم ورقة التوت!
الفن الحقيقي هو نوع من الرقي، والسمو، والتسامي والارتقاء بالمُتلقّي إلي آفاق من الخيال الذي يُمتع ويرفّه ويلقي الضوء علي مفارقات الحياة، وينقل التجارب الإنسانية المميزة في إطار من الإبداع الصادق والأصالة المتفردة.. وقد كان الفن المصري هكذا بالفعل وكنا نفخر بأداء ممثلينا وممثلاتنا العظام.. وكنا ندين لهم بالتعبير عن مصرنا بمشاعر وروح مصرية متفردة وفن مصري أصيل.. وكانوا يمثلون لنا القوة الناعمة المصرية التي نجحت في الوصول بالفن المصري إلي العالمية.
أما أن تجتاح كل أنواع الألفاظ النابية.. كل أوقات الشهر الفضيل.. فإن أقل ما يقال هنا هو أنه - إذا لم تستح فافعل ما شئت -، حتي إن الأمر وصل إلي أن يخرج الفنان المحترم د.أشرف زكي، نقيب نقابة الممثلين ليصرح ـ عن حق ـ بأن أعمال رمضان وقحة.. وأنها لا تقف عند حد الشتم بل تمتد للعري والكباريهات والتحرش والرعب واختراق الخصوصية والجنس، ولتؤدي إلي فساد الذوق العام وتبتعد بالفن وبالفنانين المحترمين عن تحقيق الرسالة السامية للفن.!
>> مسك الكلام :
حذرنا  رسولنا الخلوق.. من ترك اللسان علي غاربه.. وأن المفلس  هو الذي يأتي يوم القيامة  وقد شتم.. لأن السب يؤدي لانتقاص صاحبه في الدنيا أمام الناس، كما أنه نقيصة وعيب في الآخرة أمام الخالق