تأخر صديقي عن موعدنا، انتظرته في أحد الفنادق كما اتفقنا، وعندما وصل بدأ بالاعتذار وسرد الاسباب.. قائلا: والله العظيم الطريق زحمة أنا قادم من التجمع الخامس، كنت أدفع مصروفات ابنتي في الجامعة الألمانية، كما انني استهلكت أكثر من نصف ساعة ابحث عن مكان آمن كي «أركن» فيه سيارتي الجديدة اللي دفعت فيها دم قلبي.
وأثناء تناولنا الشاي علق صديقي علي لون السكر قائلا: ده عامل زي سكر التموين.. فضحكت قائلا: وأنت عارف شكل سكر التموين.. رد: أنا عندي بطاقة تموين ومسجل فيها ابنائي الأربعة!
فتصورت للوهلة الأولي انه يمزح، وقبل أن أترجم دهشتي بكلمات، بادرني مقسما: والله العظيم أنا عامل بطاقة تموين وبصرفها كل شهر.. فانفعلت قائلا: هو أنت محتاج.
رد: لا مش محتاج بس أنا مش أغني من الحكومة.
قلت: فيه ناس أولي منك بهذه البطاقة.
رد: انا مالي دي مسئولية الحكومة.
قلت: دي مسئوليتنا جميعا.
رد: أنا بعمل اللي علي وبادفع ضرائب وبادفع زكاة المال وزكاة عيد الفطر.
قلت: اللي انت بتعمله ده حرام.
رد: هو أنا بس اللي معايا البطاقة دي.. كل الناس اللي أنا أعرفهم معاهم البطاقة وبيصرفوها ويتبرعوا بيها للخدامين والسواقين اللي عندهم.
قلت: يعني هما بياخدوا السلع المدعمة ويتصدقوا بيها.. ومتصورين انهم بياخدوا حسنات علي حساب الحكومة.
رد: خليك في حالك، الحكومة عاجبها كده.
وانت غلطان انك ماعندكش بطاقة تموين ده حقك خده حتي لو هترميه أو تتبرع بيه المهم «خده».
هذا الحوار أهديه الي الحكومة الرشيدة ووزير التموين الهمام الذين يدبرون المخصصات التموينية «بطلوع الروح» كل شهر، فاذا وضعت الحكومة معايير وضوابط لمستحقي بطاقات التموين لما استحل صاحبي الغني وامثاله كثيرون طعام الغلابة.
امنعوا اصحاب السيارات والشقق التمليك وأصحاب الدخول المرتفعة من سرقة طعام الغلابة وبيانات هؤلاء متوافرة في إدارات المرور والشهر العقاري.
وظني أن الدولة لابد أن تبدأ في توجيه انذار لهؤلاء غير المستحقين حتي يسلموا بطاقاتهم، وتمنحهم مهلة لا تزيد عن ٦٠ يوما، يتم بعدها اتخاذ اجراءات ضدهم تتدرج من الغرامة حتي الحبس لمن يستمر في صرف مستحقات الغلابة.
آخر كلمة
قرار تعيين اللواء كامل الوزير رئيسا للهيئة الهندسية تأخر.. مبروك للهيئة.. وياريت نقدر نستنسخ ألف كامل الوزير.
الوزير تجده في كل مشروع جديد، في الكباري، والطرق، وقناة السويس، والقري الجديدة