وليس عيبا أن يتحول شاب حاصل علي ليسانس آداب أو اثار أو حقوق ولايجد فرصة عمل إلي خراط أو صانع نسيج او غيرها من الحرف والمهن التي يحتاجها سوق العمل.

في معظم خطاباته ركز الرئيس السيسي علي دور الشباب في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.. واكد ان ثقته في شباب مصر بلاحدود.. لأنهم ببساطة هم أمل المستقبل لهذا الوطن.. خاصة وان ٧٠٪ من سكان مصر من الشباب وهذا يعني اننادولة شابة نستطيع أن نقفز بخطوات واسعة نحو بناء الوطن.
ولهذا فقد أولي الرئيس اهتماما كبيرا بالشباب.. بتعليمهم. وتدريبهم.. واحتضان الموهوبين منهم.. وادماجهم بقوة في الجهاز التنفيذي للدولة كمساعدين للوزراء والمحافظين.. وكأعضاء في المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية.. وفوق كل ذلك اعلنت الدولة ان عام ٢٠١٦ هو عام الشباب.
وقد عاني الشباب في العهود السابقة من التهميش والاهمال.. وكانت الشكوي الدائمة لهم من أن أحدا لايستمع إلي صوتهم.. ولايتبني افكارهم ولايسعي لتنفيذ ابتكاراتهم وابحاثهم العلمية التي تهدف إلي تنمية بلدهم.. واعتمدت الحكومات السابقة علي الشيوخ في ادارة شئون البلاد.. بل ان بعض الوزراء شاخوا في مقاعدهم وظل احدهم عشرين عاما في كرسي الوزارة.
لقد ألقي الرئيس السيسي بالكرة في ملعب الشباب فلاحجة لهم بعد الآن.. وعليهم التواصل وباصرار مع مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء لعرض افكارهم وطرح آرائهم.. والمطالبة بحقوقهم في العمل والتدريب المستمر كي يكونوا منتجين.. ولامعني بعد الآن لجلوس الشباب علي المقاهي أو نواصي الشوارع.. فهذا عهد قد ولي.. ولابد ان يناطحوا الصخر ليحصلوا علي حقوقهم المشروعة في فرص العمل متسلحين بالعلم والخبرة المكتسبة من التدريب التحويلي التي تسعي الحكومة لتنفيذه للاستفادة من طاقة ملايين الخريجين من الكليات النظرية التي لاتوجد لهم فرص عمل بدواوين الحكومة.. وجعلهم صنايعية مهرة يحتاج اليهم الوطن في المصانع الجديدة والمشروعات العملاقة التي تقيمها الدولة او المستثمرون الذين يحتاجون إلي شباب مسلح بالتقنيات الحديثة للعمل في مصانعهم.
وليس عيبا أن يتحول شاب حاصل علي ليسانس آداب أو اثار أو حقوق ولايجد فرصة عمل إلي خراط أو صانع نسيج او غيرها من الحرف والمهن التي يحتاجها سوق العمل.
لقد سعدت بتصريح اللواء أركان حرب كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بأن فرص العمل متاحة بكثرة أمام الشباب في المشروعات التي تنفذها الهيئة موجها كلامه للشباب: «اشتغلوا، ومن يرغب في العمل يأتي الينا سواء بمقر الهيئة أو مواقع العمل بالمشروعات وسوف نقوم بتشغيله فورا براتب مجز، وكل من يجد في نفسه القدرة علي قيادة معدات نقل الصخور أو حفار أو سيارة نقل أو العمل علي ماكينة تخريم يأتي فورا حتي وان كان لايجيد ذلك فليأت وسنتولي تدريبه وإلحاقه باحدي الشركات.. نحتاج فنيين وعمالا وسائقين.. فلا تنتظروا وتضيعوا الوقت.. فرص العمل كثيرة ولاينقصها إلا ارادة الشباب.
أظن أنه بعد ذلك لايلومن الشباب الذي يجلس علي المقاهي متعللا بأنه لاتوجد فرصة عمل في تخصصه- الا نفسه.. فالكل يسعي إلي تخفيض حجم البطالة واستغلال طاقات الشباب في التنمية بدلا من انحراف البعض نحو المخدرات والجريمة أو التطرف والارهاب فهؤلاء يلقون بأيديهم إلي التهلكة.