أحسن صنعاً الطبق (الدش) عندما فصل فلم يعد يلتقط إشارات لتشغيل القنوات الفضائية، فأصبحت حجرتي بلا تليفزيون - وهذا خير ما بعده خير- إذ يمتنع التليفزيون عني رغم أنفي فلا ريموت، ولا توك شو معظمه شتائم وآراء للإعلاميين فقط، ولا برامج منوعات دمها ثقيل - إلا من القليل - ولا مسلسلات تركي علي سوري علي هندي.
والأفضل من ذلك هو أن أعود إلي الاستماع والاستمتاع بالبرامج الإذاعية، ونشرات الأخبار بلا صور، فلا تفجيرات، ولا دماء، ولا وجوه لا نحب رؤيتها.
يأخذني مؤشر الراديو إلي إذاعات كثيرة، منها الرغي في الفاضي والمليان، والتليفونات، التي تهدر الوقت، والاغاني التي لا انزل الله بها من سلطان، فلا أعرف كيف ان الاذاعة تسمح بمثلها، وترحمت علي أيام مارفضت الإذاعة اعتماد الفنان أحمد عدوية بسبب السح الدح أمبو، وسلامتها أم حسن.
وبرامج أخري عبر إذاعات أخري تحترم المستمع الشاب، ومتوسطي العمر، والكهل، والنساء وحتي الأطفال.
ولأني لا أكتب خصيصاً من أجل الإذاعة سأقوم بالدخول في الموضوع.. كنت منذ عام أو يزيد كتبت عن حقوق الملكية الفكرية وحق الاداء العلني للمطربين والملحنين، وأصحاب الكلمة، وكان المقال يتحدث عن إذاعة الأغاني، وعدم حصول اصحابها علي حقوقهم المادية، مع العلم أن معظمهم لا يجد من ينفق علي علاجه أو مات مديونا، بينما تصدح أغانيه في كل الإذاعات المصرية والعربية.
ولاننا في مصر، ولان نقيب الموسيقيين لم يفتح ملفا كهذا - ما أعرفش ليه - لم يحدث شيء.
أما الجديد الذي لاحظته عبر سماعي للإذاعة أن معظم المطربين الشبان، اصبحت أهم أغانيهم هي القديمة، وتساعد الإذاعة في هذا السطو بأن تذيع الأغنية بصوت المطرب الجديد، حتي نسي الناس، وطبعاً شباب هذا الجيل ان الاغنية لمطرب آخر، فأصبح مطربهم المفضل صاحب الروائع الغنائية التي كنا نسمعها من شادية، وحليم، وقنديل، ورشدي، وعبدالوهاب والست، ولن ننسي التوزيع الجديد للأغاني الذي يفقدها الكثير.
الاستاذ هاني شاكر أظنك من هذا الجيل الذي تعلم علي أيدي الكبار، وتستطيع حفظ الحقوق لأجيال سابقة عانت الكثير حتي تصبح اغانيهم علامات، فإذا بعمليات السطو تحرمهم من أبسط حقوقهم، وهي أن تذاع بصوتهم.
أما الإذاعة فاللوم كل اللوم عليها، وألقي باللوم أيضاً علي مذيعي البرامج الذين لا نيوهن عن أصحاب الاغاني الحقيقيين مع سطرين (من الإعداد) عن اسم صاحب الأغنية وملحنها وكاتب كلماتها الاصليين حتي لا تصدر الإذاعة المصرية فكرة الحقوق الضائعة.