دافعت نقابة الصيادلة عن أعضائها «وهذا حقها» بسبب أزمة نواقص الأدوية التى يعانى منها المريض المصري، وقال أحد اعضائها إن الصيدلى يشارك المريض وأنه ضحية، فإذا كان المريض يبحث عن صنف ناقص فى الروشتة، فان الصيدلى يبحث عن أكثر من «١٤٥٠» صنفا من نواقص فى الدواء غير موجودة بالسوق يوميا «على حد قوله».
وقال عضو النقابة إن صناعة الدواء فى مصر تأثرت بارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري، وأن ذلك أثر على صناعة الدواء بشكل عام، وان مصر تستورد ٩٠٪ من المواد الخاصة لصناعة الدواء، واهتم عضو النقابة بتوضيح أن المواد الخام المستخدمة فى صناعة الدواء يتم استيرادها بالدولار وهو ما أدى إلى تأثر صناعة الدواء.
كما اهتمت النقابة بتوضيح أن أزمة صناعة الدواء لاتتمثل فقط فى الاسعار وعدم تحقيق الارباح، ولكن فى عدم استمرار الصناعة، لأن مصانع قطاع الاعمال سجلت خسائر العام الماضى تقدر بـ٢٠٠ مليون جنيه «على حد قول النقابة واعضاء مجلس ادارتها».
فإذا كانت نقابة الصيادلة تزيح مسئولية نواقص الادوية عن كاهل اعضائها، وأن السبب الوحيد هو ارتفاع سعر الدولار، فأنا لا أملك إلا أن أحمل وزارة الصحة مسئولية توفير الدولار بسعر مناسب لاستكمال منظومة تصنيع الدواء، خاصة الذى يتم استيراد مواده الخام من الخارج.
واذا كانت نقابة الصيادلة تؤكد أن ٩٠٪ من المواد الخاصة لصناعة الدواء مستوردة، فما بال الـ١٠٪ التى تصنع بمواد خام مصرية وفى مصانع مصرية، وناقصة فى السوق؟ وما سبب وقف انتاج بعضها طالما أن النقابة تؤكد أن الأزمة لاتتمثل فقط فى الأسعار وعدم تحقيق الارباح؟
الواقع يقول إن المسئولية مشتركة بين وزارة الصحة ومصانع المواد الخام، وشركات التوزيع، والصيدليات ذات السلاسل «التى تتحكم بشكل أو بآخر فى اسعار الدواء ونقصها فى السوق المصرية».
ولأن نواقص الأدوية كثير منها محلى الصنع والمواد الخام، فإن التساؤل مازال مطروحا، لماذا تختفى ادوية مصرية ١٠٠٪ من السوق، ولن أذكر بعضها حتى لايرتبط ما يكتب بشخص الكاتب أو محيط عائلته أو اصدقائه، لكن كل صيدلى وكل شركة انتاج دواء، ووزارة الصحة تعلم جيدا، أن الموضوع لايرتبط فقط بسعر الدولار، والمستورد من المواد الخام، ولكنه مرتبط ايضا بالاسعار وارباح الشركات وخاصة الأدوية رخيصة الثمن «بتاعة المريض المصرى الفقير».
الحقيقة أن مسئولية توفير الدواء مسئولية الجميع بدءا من وزارة الصحة حتى الصيدلى الذى يبشر المريض بأن الدواء ناقص فى السوق، وكأنه علبة صلصة.